عبد اللطيف المناوى بعد ثورة يناير: كان من السهل أن أستقيل وأدعى بطولات زائفة لكنى تحملت المسئولية تجاه وطنى ولم أتلون مثل الآخرين، وإذا كان هناك أخطاء فهى مقبولة فى إطار العبور من نظام إلى آخر

الأحد، 20 فبراير 2011 06:19 م
عبد اللطيف المناوى بعد ثورة يناير: كان من السهل أن أستقيل وأدعى بطولات زائفة لكنى تحملت المسئولية تجاه وطنى ولم أتلون مثل الآخرين، وإذا كان هناك أخطاء فهى مقبولة فى إطار العبور من نظام إلى آخر عبد الطيف المناوى
حاوره ريمون فرنسيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شئنا أم أبينا، اختلفنا أو اتفقنا، فإن الإعلامى عبد اللطيف المناوى هو أحد أهم زوايا الإعلام المصرى وأهم دعائمه على الإطلاق ليس من أصحاب الصوت العالى ولكن ربما صوته العاقل أصبح تهمه تطارده فى معظم مواقف، تحمل فى وقت من أصعب أوقات التاريخ مسئولية كبيرة هى قيادة الإعلام الرسمى الخبرى فى مرحلة تغيير النظام المصرى وهى مسألة غاية فى الصعوبة تشبه السير على الأشواك، فى هذه المرحلة وعلى الرغم من كم الهجوم الذى تعرض له إلا أن المناوى أثبت أن لديه خبره كبيره فى قيادة الدفة باتزان متناه وحكمة خاصة نجح خلالها أن يقف إلى جوار الشباب الثائر فى إطار المحافظة على الوطن، اليوم السابع حملت إلى المناوى قائمة من الاتهامات وجهتها له وسائل الإعلام وبعض المواطنين أيضا.

ما حقيقة تقديم استقالتك أو ما تردد عن ترحيلك من منصب رئيس مركز أخبار مصر؟
أنا موجود فى مكانى من البداية وحتى الآن، ولم يكن هناك إلغاء تكليف أو إعادة تكليف وبالتالى أنا مستمر فى عملى بالتنسيق مع القوات المسلحة، وكان أسهل قرار لدى أن اترك مكانى وأدعى بطولات زائفة، والصعب هو الاستمرار بين هذه الظروف ،ولكنى اخترت الاستمرار فى عملى للحفاظ على الوطن، لأنى مقتنع أن على دور فى العبور بالوطن فى هذه المرحلة الصعبة، لم أغادر مكتبى طوال 15 يوما متواصلة من منطلق المسئولية وكان أسهل حاجة إنى أمشى ولو كنت مشيت كان عدد كبير هيمشى مما يؤدى إلى انهيار هذا الجهاز الإعلامى كنا موجودين للحفاظ على الوطن ونقل ما حدث بدقة قدر الإمكان.

التلفزيون الرسمى يواجه اتهاما أنه كان مع النظام البائد وضد الشعب الذى أصبح له الشرعية؟
منذ اندلاع الشرارة الأولى للأحداث كان التلفزيون يعمل من أجل الوطن وفى قمة الأزمة كان علينا دور وطنى لحماية الوطن من الاحتراق لم يكن هناك إمكانية، إلا أن يقوم بهذا الدور فى تلك الفترة حتى مع كل ما واجهناه من انتقادات ولا ينبغى قياس أداء تلفزيون الدولة بقنوات أخرى خاصة، ليست مرتبطة بالدولة، وذلك أثناء عملية التغيير الشديد التى شهدتها الدولة، والتى كانت فيها الأدوار غير واضحة والمواقف غير محددة وقرارات متضاربة ومتضادة، وتعين علينا أن نقوم بعملية ضبط إعلامى حتى لا نقع فى فخ التحيز لطرف على حساب آخر.

ولكن التلفزيون الذى ينفق عليه من فلوس الشعب لم يقم بدوره؟
مع الحسابات المتعددة لا أتصور أن التلفزيون كان ممكن أن يقوم بدور أعلى مما قام بل لو كنا انسقنا فى مرحلة معينة وراء ما يحدث كنا ساهمنا فى تدمير الوطن، واعترف أن هذا الجهاز الإعلامى فى النهاية ملكا للدولة، والدولة نفسها كان لها تناقضاتها الداخلية وكان عليه، أن يكون حاضرا بين هذه المتناقضات وملبيا لاحتياج الناس من الأخبار.

هل تعرضت لضغوط من قبل النظام؟
لابد أن نعترف جميعا أن الوضع كان صعبا والبلد تنتقل من نظام لآخر وكان على الإعلام أن ينتقل هو الآخر ونعبر بالوطن لبر الأمان، فى وقت طلب منا من أعلى قيادة أن نقول أن ميدان التحرير تم إخلاؤه ، وطلب منا أن نقول أه لا يوجد اشتباكات فى التحرير، وفى مرحلة من المراحل طلب منا عدم التصوير، ولكن مع يوم الأربعاء اكتشفنا أه لا يجوز أن نخرج من التغطية فعدنا مرة أخرى إلى الكدر مرة أخرى.

ولماذا لاحظنا تغير موقف التلفزيون بعد الأيام الثلاثة الأولى؟
لابد من التفريق ين مرحلتين، مرحلة ما قبل الأربعاء الأسود الذى حدثت فيه جرائم الاغتيالات، ومرحلة ما بعده، حتى قبل الأربعاء كان التلفزيون يلعب لعبة التوازن قدر الإمكان، مع محاولة الحفاظ على نقل صورة حقيقية، والتعامل مع أطراف متعددة وأوضاع مختلفة وإدارة المسألة بشكل مناسب وبحذر، وفيما يتعلق بما قبل الأربعاء ينبغى أن أحكم عن الوضع فى وقته، واعترف أن التلفزيون كان يعمل وفقا أنه تلفزيون الدولة، فهناك مظاهرات ضد الدولة، لا يمكن أن أكون ضد الدولة ومع المظاهرات، لأنى تلفزيون دولة يتعين على أن أتعامل مع البيانات الرسمية مثلها مثل الواقع بالشارع وكنا نتحرى من صحة البيانات.

هل كنت راضيا عن موقف التلفزيون تجاه ما يحدث؟
ولما اكتشفنا أن خروجنا لا يجوز عدنا مرة أخرى من مساء الأربعاء ومن هنا أخذنا القرار بالتمرد وضبط الأداء للدخول فى منطقة التغطية المباشرة ونستطيع أن نعود إلى التسجيلات وشريط الأخبار أخذنا على عاتقنا النقل الحرفى الحقيقى الواقعى ، وبعدت مراسلين وكان فيه كراهية كبيرة لان الناس لما كانوا بيعرفوا من التلفزيون المصرى يضربوهم ، وأذعنا الأرقام التى كانت تعلن عن حجم المتظاهرين.

التلفزيون كان يهتم بمظاهرات التأييد على حساب المعارضة وصنع منها الحدث الرئيسى؟
فى مظاهرات التأييد كان هناك مجموعة من المؤيدين الذين خرجوا بشكل عفوى فيما عدا قلة انخدعنا فيها جميعا لما، وكنا أول من طلب بمحاسبة جريمة التحرير التى عرفت بالجمال والخيول، وقلنا فعلا أن هؤلاء جاؤا أمام المبنى وقالوا أنهم أهل نزله السمان حسب إدعائهم.

وماذا عن إدعاء البعض أن التلفزيون لم يقم بدوره تجاه المواطنين والوطن؟
التلفزيون المصرى هو الذى ساهم فى إنقاذ الوطن بالتعاون مع القوات المسلحة وقت الانفلات الأمنى وكنا الجهة الوحيدة التى تذيع استغاثات الناس والتلفزيون كان همزة الربط الوحيدة بين القوات المسلحة والمواطنين، وفيما يتعلق باتهامنا بفبركة البلاغات والترويع هنا لدينا بيانات كل المواطنين المبلغين بالاسم والعنوان والعمل والسن، ومكتوبة وموثقة فى أوراق تؤكد صحة هذه البلاغات.

ولكن التلفزيون المصرى اتهم المواطنين بالعمالة لدول أجنبية وهو ما ثبت عدم صحته؟
لم يظهر على لسان واحد من المذيعين هذا الكلام بينما جاء على لسان أطراف مختلفة من بينهم فنان له ثقله جاء على الهواء ويقول أن المتظاهرين يتم توزيع وجبات كنتاكى ويتقاضوا مبالغ مادية 50 يورو، وبغض النظر إذا كان حدث جزئيا أو كليا أو لم يحدث كان أمامنا اختيارين أما أن أفتح المداخلات للجميع أو أغلق الباب واكتفى بإذاعة بيانات وماتشات عسكرية وقرآن تحت مسمى حرية الوطن. هناك من طالبت بتنحى مبارك وهناك من هاجم المتظاهرين حتى لو كان ما ننقله كفر وناقل الكفر ليس بكافر، وهنا أطلب من الناس التعامل مع المسألة بالعقل أكثر بعيدا عن العواطف.

هل تظن أن التلفزيون كان يعرج بين الفرقتين؟
ما قمنا به هو عملية مزدوجة ومواكب الحدث بالحد الممكن فى مرحلة معينة، والحد القاصى فى مرحلة أخرى، للحفاظ على الإعلام من أجل العبور فى هذه المرحلة والاختيار الثانى الحفاظ على الوطن، ومنذ اليوم الأول أكدت للعاملين الذين أكن لهم كل الاحترام أننا لا نعمل لدى نظام أو أشخاص.

البعض يتهمك أن موقفك تغير فقط بعد أن نجحت الثورة وأصبحت هى الشرعية؟
أنا لم أتلون مع الحدث أنا مواقفى ثابتة ومعروفة من زمان فمرات عديدة تكلمت فى مقالاتى قبل 3 أشهر عن ضرورة التغيير وتحدثت عما يحدث الآن، وفى مركز أخبار مصر إحنا إلى صدرنا مفهوم الدولة المدنية، وفى محاولتنا الضعيفة قبل 25 يناير، وطلبنا أن نستضيف الشباب للحوار معهم، ولكن رفضت الفكرة.

التلفزيون تحول إلى صوت النظام ووجه تحذيرا لانصراف المواطنين من التحرير؟
عاوز حد ياخد مكانى ويجيله توجيه من أعلى سلطات فى البلد والتى تدير الدولة بإعلان هذا التحذير، ماذا يكون القرار أعذت الإنذار ، هذا الإنذار كل أطراف الدولة كانت مقتنعة به، ولكن منذ فجر الخميس وحتى نهاية الأحداث فتحنا الاتصالات مع الشباب ، فى وقت كان يتعين علينا عدة مهام أولا التهدئة وسط انقسام الجبهة الداخلية.

تظن أن اتزانك الزائد أخذ عليك أنه نوع من الاستسلام لأهداف النظام؟
بالتأكيد أن المسألة تتعلق بإدارة المسالة بين أطراف مختلفة فى نظام يتغير وأنت موجود فى النصف والمسئولية كانت كيف تعبر لا ينبغى الحساب مثل تلفزيون ملكية خاصة.

لا يجوز تقييم الأمور بعد انتهاء الأحداث بل فى ظل الظروف التى مرت بها بظروفها، و حتى لو هناك أخطاء كانت مقبولة فى ظروفها لأن جميعا كان هدفنا أمن البلد أنا أرفض أن أكون ممن يقفوا على جثث الآخرين.

بعض الناس تتهمك بالفساد وإهدار المال العام وحرق مستندات هامة ما تعليقك؟
أرجو كل من لديه إشكالية فى هذا الأمر يذهب للنائب العام وأنا على استعداد للحساب فى الكلفة والتغطية، أما فيما يتعلق بحرق المستندات، مش أنا إللى أحرق مستندات، الأمر وما فيه أن هناك موظفة فى المكان طلبت منى أنزل إلى التحرير لأعتذر للناس، ثم خرجت على أحد الفضائيات وقالت أنى رفضت أقابلها فخرجت قالت هذا ومن لديه شئ يقدمه.

وماذا عن عملية الاعتداء عليك فى مكتبك ؟
كان هناك فيه مجموعة مابين 20 إلى 25 من بين 3200 موظف بالقطاع اتبعوا سلوك محزن وكان لهم أهداف شخصية تتعلق بتصفية الحسابات ، ولا أنكر وجود أزمات فى القطاع فى الطريق لحلها ولكن كان الأسلوب غير لائق وشتمونى بالأب والأم وأنا عمرى لم أتجاوز لفظيا مع أحد منهم.

ماذا تريد فى المرحلة المقبلة ؟
أتمنى بدلا من التفرغ لتصفية الحسابات والتخوين وكل واحد يركب حصان خشب ويدعى البطولة لابد أن نلتفت إلى الوطن الذى يحترق ونعمل سويا أن يعود الأمان إلى الشارع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة