أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

حزب الوسط أول ثمار الثورة

الأحد، 20 فبراير 2011 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وأخيراً خرج حزب الوسط إلى النور بعد سنوات طويلة من الانتظار ومواجهة ألاعيب النظام السابق، ولم يبالغ وكيل مؤسسية المهندس أبو العلا ماضى حين قال إن خروج الحزب بحكم قضائى هو من ثمار ثورة 25 يناير 2011.

واجه حزب الوسط معارك ضارية منذ محاولة تأسيسه الأولى عام 1996 من قبل لجنة شئون الأحزاب فى العهد الماضى، التى كانت بحق لجنة لتطفيش الأحزاب وليس تأسيسها، وتقدم المؤسسون من جديد فى عام 1998 وعام 2004، وفى عام 2006 رفضته المحكمة، وفى عام 2009 رفضته لجنة شئون الأحزاب من جديد ليعود إلى المحكمة التى حكمت لصالحه يوم أمس، السبت، 15 عاماً كاملة سعى فيها مؤسسو الحزب إلى البحث عن ممارسة الديمقراطية بالشرعية التى كانت موجودة وقتئذ.

لكن ضيق أفق النظام الذى ثار ضده الشعب المصرى فى 25 يناير، وقف حائلاً أمام ميلاد تجربة كان من الممكن أن تضيف الكثير للحياه السياسية رغم ما حملته من مساوئ، والمفارقة أنه فى الوقت الذى كان يتم فيه رفض تأسيس "الوسط" وتأسيس "الكرامة" أيضاً، كانت لجنة الأحزاب توافق على أحزاب لا يعرفها أحد، وذلك لزوم الديكور الديمقراطى، حيث كان قادة النظام السابق يتباهون أمام العالم بأن فى مصر عدداً كبيراً من أحزاب المعارضة، وكانوا يفعلون ذلك.

ورغم التفاؤل الذى كان معقوداً على حزب الوسط فى حال خروجه فى العهد الماضى، إلا أننى أعتقد أن منطق التعسف والتأجيل الذى تم مع الحزب عاد إليه بالإيجابية، فالحياه الحزبية فى عهدها السابق لم تضف إيجابيات جذرية للديمقراطية، بفضل سياسة النظام التى أجبرت أحزاب المعارضة على ممارسة نشاطها فى غرفها المغلقة، وبفضل ضعف البناء الداخلى لهذه الأحزاب، وكان من الممكن أن يتأثر "الوسط بهذا المناخ السلبى القاتل، ومع تبدل الأحوال فإن الحزب أمامه الساحة من جنوب مصر إلى شمالها حتى يستطيع طرح برنامجه، فى ظل سقف عالى من الحرية تعيشها مصر، وفى ظل تربة جديدة تساعد على النمو.

ومع الأخذ فى الاعتبار أن الإخوان المسلمين يعتزمون تشكيل حزب جديد، فإن "الوسط سيبقى عليه عبئاً كبيراً، فهو الحزب الذى لن تنسى الجماعة له أن قياداته كانوا يوما ما فى قلبها، لكنهم تمردوا على صلابة التنظيم وقسوته، وخرجوا بحثاً عن التجديد فى الخطاب السياسى بمحازاة التجديد فى الخطاب الدينى الذى يحتاجه الحاضر، وبالتالى فمن المتوقع أن يكون هناك صراع أفكار بينهما حول طبيعة الدولة المدنية التى سبق "الوسط" جماعة الإخوان بالاعتراف بأنه لا بديل عنها، وقد تؤمن بها الجماعة مضطرة من أجل انتزاع حزب لها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة