أكد وزير الخارجية السورى وليد المعلم اليوم أن الفيتو الأمريكى الأخير ضد قرار يدين الاستيطان الإسرائيلى الفلسطينية "مشين"، معتبرا أن هذه الفيتو ليس نهاية المطاف باعتبار أن القضية الفلسطينية حتى الآن ممكن أن تستعيد أنفاسها من خلال إنهاء الانقسام الفلسطينى وتحقيق الوحدة الوطنية.
جاء ذلك فى رده على أسئلة عدد من السفراء العرب خلال حفل غداء أقامه سفير دولة الكويت لدى سوريا عزيز الديحانى بحضور وزير الخارجية السورى ونائبه فيصل المقداد ومديرى إدارات وزارة الخارجية، وحضر حفل الغداء كافة أعضاء السلك الدبلوماسى العربى المعتمدين لدى سوريا ومن بينهم السفير شوقى إسماعيل سفير مصر بدمشق.
وقال المعلم إن "من يتاجر بالفيتو الأمريكى مخطىء فالسياسة الأمريكية مستمرة فيما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى فهم يدينون الاستيطان ويعتبرونه غير شرعى ولكن عندما تأتى الحقيقة مع الأسف تنحاز الولايات المتحدة إلى إسرائيل".
وحذر من نتائج الانقسام الفلسطينى والجرى وراء سراب عملية السلام واغفال عناصر قوة موجودة فى القضية الفلسطينية من خلال الذهاب الى مجلس الأمن الذى تهيمن على قرارته الولايات المتحدة .
واعتبر أن القضية الفلسطينية من الممكن لها أن تستعيد انفاسها من خلال إنهاء الانقسام بين حركتى فتح وحماس وتحقيق الوحدة لاتخاذ رد حازم من خلال اتخاذ قرارات مشتركة للمرحلة القادمة.
وحول جدوى انعقاد القمة العربية فى العراق فى ظل هذه المرحلة الصعبة وما حدث مؤخرا فى تونس ومصر ، أكد وزير الخارجية السورى وليد المعلم أهمية التضامن العربى باعتباره مطلبا وحاجة وأولوية للعرب ، مشددا على ضرورة أن يتضامن العرب ضد قوى خارجية تحاول الهيمنة على قرارنا المستقل تجاه مؤامرات تحاك ضد دولنا.
وقال الوزير السورى إن التضامن العربى اليوم مطلوب والقادة العرب يجب أن يتدارسوا الوضع العربى وسبل ممارسة الاصلاح ، فهناك واجبات على الأنظمة أن تقوم بها ، مؤكدا بقوله "يمكن فى هذا الظرف الصعب أن تكون القمة اداة لجمع القادة العرب من أجل رؤية مشتركة لتبادل وجهات النظر حيال القضايا ذات الاهتمام
المشترك".
وعن أهمية تصاعد العلاقات العراقية السورية فى ظل ما تمر به الأمة العربية من ظروف صعبة وحرجة ، قال المعلم إن كل عمل عربى مشترك ينتج عن هذا التقارب سيعزز العمل العربى المشترك ، واليوم نحن نرى فى سوريا أن العلاقة الثنائية كلما تطورت وتشعبت فانها ستدير العقل وتحقق الاستقرار والأمن بحيث يصبح كل طرف يدافع عن مصالحه الذاتية ومصالح أشقائه.
ونوه المعلم فى هذا السياق بالعلاقات السورية التركية بقوله "كان هناك توتر فى العلاقات ووصلنا إلى مرحلة حرب حتى جاء رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ، وأعاد النظر فى مواقف تركيا".
وأوضح أن الحدود التى كانت فيها حشود عسكرية سورية وتركية فى مرحلة ما أصبحت حدودا مشتركة ونقوم بزراعات مشتركة وسدود مشتركة لمنع الفيضانات على نهر العاصى. وقال إن هناك رؤية مستقبلية بأن هذه العلاقة التى تتطور سياسيا سيكون لها مفهوم اقتصادى واجتماعى لكى يشعر الشعبان السورى والتركى بأهمية هذه العلاقة "وهذا ما نحاول عمله مع الأردن ولبنان ومع العراق قريبا حتى ننشىء مجالا اقتصاديا تستفيد منه شعوب المنطقة".
المعلم يعتبر الفيتو الأمريكى أمرا مشينا وليس نهاية المطاف
الأحد، 20 فبراير 2011 07:37 م