بادلونى التحية.. صافحونى قولوا لى جميعا أننى لا أحلم!.. أحقا ما أراه وأسمعه من نصرة تتحقق على أرضنا وآمال يتقاذفها كل إمرء يعيش على أرض مصر أحقا أرى نافورة من المياه الملونة بالآمال.
هناك من يقول: على رسلك هناك مظاهرات لازالت مطالبات بزيادة فى الأجور مطالبات بتنحية رؤساء بنوك شركات إدارات شتى على رسلك يا شيخ هناك فوضى وليست نوافير من المياه الملونة كما تقول
وأقول: لا بل إنى أرى غير ما ترون
يقولون: هون عليك لا تتعجل
وأقول: قد كنت من قبل أتعجل الآمال أنتظرها أرقبها كل يوم وأدخر فى صدرى صبرا فوق صبر حتى امتلأت خزانتى أم الآن سكن صبرى فإذا بآمالى تتراقص من حولى:
قائلة : هيا أيها العجوز ارقص مثلنا وافرح
وأقول: أفرح كيف؟ ما معنى الفرح مثل ماذا؟
أراهم يضحكون بصوت عال ويهتفون: لا لا نخشى إن هرمت وضاعت من بين يديك المعانى، أحقا لا تعرف ما معنى الفرح؟ ها ها.
وأقول: لا تضحكون وصدقونى فمع خبرتى يا أمالى الصغيرة تعدد المعنى فما أعرفه ألف معنى للفرح مقابل ألف ألف معنى للخوف.
يقولون: دعك من خبراتك وانطلق مع من يفرحون وأسعد وأطلق عنانك مع الفارحين، وأمسك الكأس بيدك فهاهو بيننا بأيدينا نحمله.
وأقول: أى كأس يا صغارى أى كأس؟ لم أكن رياضيا قبلها.
ويقولون: لا نحن الآن تفهمك معنى الكأس أنت الآن حر فأقدم وقل كل ما فى جعبتك ماذا تطلب؟ ماذا تريد؟ فلن يأتيك من يمسك رقبتك ويدك ويضعك فى زنزانته وينتشى فرحا وأنت فى محبسه.
وأقول: هذا هو الكأس إذن وهذا هو المعنى الذى أفهمه إذن صافحونى بادلونى التحية واضحكوا بصوت عال، أشعرونى أنى الآن يقظا.
وامتدت أياد كثيرة تصافحنى وأصوات عالية بالضحكات كادت كادت كادت ماذا؟ تصم أذنى لا لقد شاهدتكم الآن أحسستكم بل سمعتكم ولا مست أيديكم فصدرى منتشى فرحا بكم لكن آلمتنى ساقى المريضة على أن أركض وأقفز مثلكم واكتفيت أنتشى بلون الفرح فى عيونكم وتركت لكم أمانى كانت لى، فهيا لبوا للعجوز أيها الشباب الحر من فضلكم.
محمد مسعد البرديسى يكتب: أيها الشباب الحر من فضلكم؟
السبت، 19 فبراير 2011 09:39 ص