محمد الجندى يكتب: ثورة التحرير.. والكلام الفارغ

السبت، 19 فبراير 2011 07:09 م
محمد الجندى يكتب: ثورة التحرير.. والكلام الفارغ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيسجل التاريخ، بل سجل بالفعل بأحرف من نور أهم حدث فى تاريخ مصر الحديث، وهو ثورة 25 يناير، والتى كانت ثورة شعبية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ثورة قادها الشباب حاملون أرواحهم على أكفهم واضعون أحلامهم نصب أعينهم لانتزاع حريتهم وكرامتهم من بين أنياب نظام فاسد، غاشم، لا يعرف الحكم إلا بالحديد والنار، نظام يعيش فى وهم إنجازاته التى لا يراها أحد سواه، نظام لا يتقن إلا نهب الثروات والتفنن فى معاناة مواطنيه والعمل على زيادة أعدادهم تحت خط الفقر بل ويعمل على محاربة الشرفاء منهم.

خرج الشباب الأعزل فى مواجهة نظام على رأسه شخص هو وكرسى السلطة كالتوأم الملتصق، وخرج مسئولوه علينا بتصريحاتهم التى سئمنا منها طوال ثلاثين عاما بل وانطلقوا مؤكدين أن ما حدث فى تونس مستحيل أن يحدث فى مصر، وأن انتقال الثورة إلى مصر مجرد (كلام فارغ)، واهمين أن مصر تملك شباباً يملك من العزيمة والإرادة ما لا يملكه غيرهم، وحتى خلال أيام الثورة كانت كل تصريحاتهم بمثابة من سكت دهرًا ونطق كُفراً.

وبعد مواجهات ضرب خلالها الشباب الثائر الأعزل أروع الأمثلة فى الصمود والتحدى ضد بلطجية وجحافل النظام الذى استعان تارة بالرصاص المطاطى والقنابل المسيلة للدموع، وتارة بالرصاص الحى كأننا نشاهد ما يحدث لإخواننا فى فلسطين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، ولكن هذه المرة على أرض الواقع وليس عبر شاشات وسائل الإعلام، وأخرى بالجمال والخيل والسيوف كأننا نشاهد فيلماً قديماً يعرض بين مشاهده حربًا من أيام الجاهلية، فلم يتوان النظام كعادته عن استخدام كل وسائل القمع ضد شباب أعزل غير مسلح إلا بحلم وطن يعيش فيه بكرامة.

وبرغم كل ذلك تغلبت إرادة هؤلاء الشباب على إرادة نظام يمتلك بخلاف وسائل بطشه الدعم الدولى من الولايات المتحدة وإسرائيل، وللأسف بعض حكام الدول العربية، ولم لا؟! فلقد كان هو الحارس الأمين والـ... المطيع لمصالح كل من إسرائيل وأمريكا فى الشرق الأوسط طمعًا فى معونات سنوية مقدارها مليار ونصف المليار سنويا، وما خفى كان أعظم.

فكل التحية لأبناء الثورة الذين سطروا بإراداتهم ودمائهم أروع صور البطولة والإصرار، فكل جُرح فى أجسامهم هو بمثابة وسام شرف وجزء من تاريخ مصر، أما من مات منهم فنحسبه عند الله شهيدا، بعد أن أثبتوا بفضل الله أن كلام النظام الفاسد البائد هو (الكلام الفارغ) وأن كلمة الشعب فوق كل كلامهم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة