سارة فوزى أحمد تكتب: وأنا على الربابة بأغَنِى

السبت، 19 فبراير 2011 11:32 م
سارة فوزى أحمد تكتب: وأنا على الربابة بأغَنِى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعلم ما يحدث لى حقا! فمنذ أن استيقظت باكرا.. أشعر بشعور غير عادى وكأنَ الحياة بهوائها ومائها وسمائها قد تغيرت تماما، وملامحها قد اختلفت فى عينى وفى عين كل رجل وامراة وشاب وفتاة وطفل رأيتهم من الشرفة ذاهبين إلى ميدان التحرير للاحتفال ويدعون الناس للنزول والذهاب معهم.

وها أنا فى بيتى وأقوم بدندنة الأغانى الوطنية والثورية وعلى رأسها أغنية الفنانة "وردة" وأنا على الربابة بأغنى" وأتذكر أيام ثورة 23 يوليو "بالطبع لستُ طاعنة فى السن لأعلم ما حدث آنذاك بل كانت جدتى تقص على من أنباء هذه الثورة "وها نحن نعيش فى ظلال ثورة فريدة وجديدة من نوعها.. ولا مجال للمقارنة بين هذه الثورة وما سبقها من ثورات فى شتى بقاع العالم.

فى البداية ولأصدقكم القول لم أكن بذات الحماس لهذه الثورة وكنتُ أخشى أن يُقال عليها "دى ثورة شباب سِيبوهم يخبطوا راسهم فى الحيط وشويه وهيرجعوا لبيوتهم" ويتم إجهاض هذه الثورة مثل غيرها من الثورات.

ثم بدأت الأحداث تتلاحق وتتطور سريعة وبدأت الثورة أو الانتفاضة أو التظاهرة – أيا كانت المسميات - تلهب حماس الجماهير وتستقطب أنظار العالم وتقلب موازين القوة لصالحها!ثورة غير معلوم قائدها فكل الشعب قائدها.. ثورة قامت بها شتى فئات المجتمع.. ثورة تدل على أن مصر هى "بلد الفقير والبيه ومش بتاعة حد معين أو فئة ما".. ثورة قامت من مجرد وسيلة إعلامية تسمى "فيس بوك".. ثورة قام بها شباب وشابات رغبوا فى أن يكون لهم دور فى مجتمعهم ولم يرغبوا فى أن يكونوا مجرد دمى يُحرِكها "ممن بلغوا من الكبر عتيا أو ذوو الشعر الأشيب".. ثورة أجبرت العالم المتقدم والنامى على السواء بالانحناء لها إجلالا وتعظيما.

ليس من الغريب أن نرى بعد عدة سنوات هذه الثورة تُدرٍس فى المناهج التعليمية وتُقام لها الأناشيد الوطنية وتُصور لها الأفلام السينمائية والتسجيلية وغيرها ولكننى مازِلت أطالب بعمل نصب تذكارى لشهداء هذه الثورة وتحويل اسم "ميدان التحرير" إلى "ميدان الشعب أو الحرية أو مصر" حتى تتذكرهم الأجيال القادمة وأتمنى أن نكون قد فعلنا حقا ما سوف تحيينا عليه الأجيال القادمة وأن يذكرنا التاريخ بكل خير وفخر واعتزاز.

أنا اليوم زاد فخرى حقا بكونى مصرية؛ وأنا أرى العالم كله يتحدث عما فعله هذا شعبى الكريم.. وربما كنتُ غير متحمسة لهذه الثورة فى البداية لأننى كنتُ أخشى أن يحدث الفراغ السياسى وتقع مصر تحت وطأة التقسيم والجماعات والقوى السياسية التى تهدف للقفز على كراسى الحكم، ولكننى بعد أن شاهدت البارحة خطاب الرئيس "أوباما" تأكدت من أن الرسالة قد وصلت للعالم أجمع وهى أن مصر ليست قابلة للتقسيم أو للتدخل الأجنبى أو لأى قوى داخلية لها أجندات خاصة أن هذا الشعب قادر على رد أى تهديدات خارجية وقادر على أن يصرخ بقول: "لا وألف لا.. لمَن تُسِول له نفسه التلاعب بمصر؛ فميدان التحرير مازال موجودا ومازالت ربابة الشعب المصرى تعزف وتشدو بأجمل الألحان وأعذبها".

كلمة أخيرة:

تحية للشعب المصرى العظيم على ما قام به على أمل أن تكتمل هذه الثورة بالعمل الجاد والإصلاح الحقيقى.

وتحية للرئيس "مبارك" على ما فعله لمصر؛ فعلى الرغم من السقطات والكوارث التى ارتكبها نظامه إلا أن "مبارك" قد فعل لمصر أيضًا الكثير وتحية هذا الرجل واجبة على كل مصرى لأن هذا من أخلاقيات المصريين الذين لا ينسون ما فعله الكبير للصغير ولا يُنكِرون أن هذا الرجل هو من أبناء ثورة وجيل آخر قد فعل الكثير من أجل أمن وسلام هذا البلد.. مع التنويه بأن الرئيس المصرى قد تنحى ولم يُخلع أى أطالب وسائل الإعلام العربية بأن تستخدم كلمة "الرئيس السابق أو المتنحى" وليس
"المخلوع".

وكلمتى لرئيسى المستقبلى:

"أتمنى أن تتفادى الأخطاء السابقة سيدى الرئيس وتكون على قدر مسئولية النهوض بمصر وحماية شعبها وتحقيق سلامتها وأمنها، فسوف تُقسِم على ذلك وافعل الخير لمصر ليس لأجل شعبها بل لأجل الله – عز وجل – الذى أقسمت وعاهدته على ذلك".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة