تراهن القوى المشاركة فى "التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية"، بالجزائر على فرصة ثانية اليوم السبت، لتحقيق مطالبها فى التحول الديمقراطى، ووسعت الحركة من دعواتها للجزائريين وطلبة الجامعات للتظاهر ضد بعض القرارات التى أقرّتها الوزارة، وشددت التنسيقية على أن هذا الأمر ضرورى لتحقيق "الاستمرار فى كسر حاجز الخوف".
ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن رشيد معلاوى رئيس النقابة الوطنية لمستخدمى الإدارة العمومية، قوله إن التحضيرات لمسيرة اليوم لا تختلف فى شىء عن نظيرتها التى جرت الأسبوع الماضى، واصفاً عمل التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية بأنه لعب دوراً فى فتح الباب لكسر جدار الخوف، قائلاً: ما على الشباب إلا إتمام مسار التغيير، وذلك لأن التنسيقية كان هدفها فتح الباب أمام هذا المسار.
ويلفت معلاوى، الانتباه إلى أن احتجاجات الطلبة، وأصحاب البطالة على نتاج تحرك التنسيقية، ويضيف: "حتى أمناء الضبط الذين نصبوا لهم نقابة صورية يحتجون اليوم وخرجوا فى تحدٍ واضح للوزارة"، ثم "شاهدنا أصحاب البطالة فى حاسى مسعود وعنابة.. كل هذا يقودنى للقول إننا لسنا من يقود الدعوة للتغيير وإنما فتحنا الباب فقط".
وبقدر سرعة "تنسيقية التغيير" على تجاوز الخلافات التى نشبت بين المشاركين فيها، على خلفية "أخطاء مسيرة السبت الماضى" بقدر ما تبدو فرصتها اليوم، مرهونة.. إما بالاستمرار، أو توقيع نهايتها، وهى على الأقل تستفيد إلى حد هذا التاريخ من بطء حراك الحكومة لتجسيد إصلاحات سياسية ظهرت فى شكل توجيهات من رئيس الجمهورية بداية الشهر الجارى، مع وعود كثيرة برزت الأسبوع الماضى، فى شكل سياسات جديدة للتشغيل، وتخفيف أعباء إدارية على مستوى هياكل المجالس المحلية وتأكيد رفع حالة الطوارئ رسمياً قبل نهاية الشهر الجارى، بموجب مرسوم يوقع فى مجلس وزراء مرتقب الأسبوع القادم.
وقد دعت "التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية" إلى مسيرة ثانية، اليوم السبت، بساحة "الوئام المدنى" وسط العاصمة الجزائر، واصفة مسيرتها الماضية بأنها "أسقطت حاجز الخوف" رغم عدم تحقيق أهدافها، ورغم الخلافات التى دبت بين الفعاليات النقابية المشاركة فيها، إلا أنّ القوى المشكلة لها، سرعان ما استجمعت الأهداف التى تشترك حولها، ودعت لمسيرة أخرى فى العاصمة دون تقديم أى طلب للترخيص لـ"دراية مسبقة بالرفض"، على حد قول الصحيفة.
من جانبها، بدأت قوى الأمن فى الاستعداد للمسيرة للمرة الثانية على التوالى، ونشرت قوات فى مداخل العاصمة، وتلقت قوات الأمن تعليمات بعدم حمل السلاح، وتحمل "الاستفزازات" مهما كان مصدرها و"ترك وسائل الإعلام تعمل بحرية وعدم التعرض للصحافة" وتعتقد الحكومة مسبقاً بفشل المسعى أمام ما تسميه "رفض شعبى لكل ما من شأنه إعادة الجزائر لسنوات عدم الاستقرار".
وفى السياق نفسه، أكد مصطفى بوشاشى رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن القوى المعارضة التى دعت إلى مظاهرة للأسبوع الثانى فى العاصمة الجزائرية اليوم السبت، تزيد من إصرارها على مواصلة تحركها، رغم الوعود الحكومية برفع حالة الطوارئ، التى قال إن عدم رفعها بعد يجعل من الصعب توقع كيفية تصرف قوات الأمن حيال المتظاهرين.
ونقلت شبكة CNN الإخبارية عن بوشاشى قوله: "نلاحظ انتشاراً أمنياً أقل من الأسبوع الماضى، وكنت الآن فى جولة بالعاصمة ورأيت قوات الأمن وهى تنتشر فى ضواحى المدينة والشوارع الكبيرة، ولكن علينا انتظار صباح الغد لمعرفة ما إذا كان هناك نية لدى قوات الأمن للانتقال من الضواحى إلى داخل الشوارع لمنع المسيرة من التحرك".
ولدى سؤاله عن القوى السياسية التى كانت قد رفضت المشاركة فى مظاهرة الأسبوع الماضى، بدا بوشاشي متشائماً حيال إمكانية مشاركتها فى تحركات السبت، قائلاً: إن الدعوة ليست موجهة بالأساس لأحزاب سياسية، غير أنه شدد على أن هناك جمعيات شبابية أكثر ستشارك فى المظاهرة.
وعن الخطوات المستقبلية؛ قال بوشاشى: "التحركات ستستمر بحسب ما ستسفر عنه نتيجة مظاهرة اليوم السبت، وقد تأخذ أشكالاً أخرى، وبعد المظاهرة ستجتمع قوى المعارضة لتقرر الخطوات التالية".
"الخبر" الجزائرية: المعارضة تعيد تجميع صفوفها اليوم
السبت، 19 فبراير 2011 01:19 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة