أكد الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف، أن فتوى تحريم المظاهرات التى خرجت من الأزهر عقب خطاب الرئيس مبارك بتفويض سلطاته إلى السيد عمر سليمان خرجت لتمنع كارثة إنسانية كانت ستحدث يوم الجمعة، موضحا أنه كان على علم بوجود خطة للتدخل وضرب مع المعتصمين فى التحرير وإمام القصر الجمهورى لفض المظاهرات، الأمر الذى كان سيودى بحياة ملايين المصريين وليس 300 شهيد فقط، وأن القوات المسلحة أفسدت هذه الخطة بتدخلها.
وقال سالم، فى حلقة أمس من برنامج الحياة اليوم، "انقسم الخطاب الدينى أيام المظاهرات لأن الدعاة غير الرسميين لم يكونوا على علم بالخطط الشيطانية التى كان ينوى النظام القيام بها ضد المتظاهرين، فكان الدعاة الرسميين يحاولون منع سفك دماء أبنائنا"، وأضاف "كانت الإرادة من السلطة العليا على استعداد بالتضحية بـ80 مليون مقابل لاستمرار فى الحكم"، نافيا إصدار الوزارة اى تحريم للمظاهرات قبل ذلك.
ورفض سالم الدفاع عن موقف الدعاة الذين اتخذوا مناهضة للمظاهرات أيام الثورة، قائلا: "لا يجب أبدا التشكيك فى وطنيه أى داع، لأن موقفه مهما كان ينبع من إدراكه للخطر، بدليل أن مشايخ المساجد كانوا أول من قاموا للدفاع عن الأملاك والمنازل وتنظيم اللجان الشعبية، والأولى أن نفتح ملف جديد لإعادة بناء الإنسان المصرى أن يتعلم قيم وسلوكيات الحرية".
كما نفى قيام الوزارة بفرض خطاب دينى محدد على أئمة المساجد قائلا: "نرسل إلى الأئمة فى القضايا العامة فقط عنوان رئيسى ليتحدثوا فيه مثل مكافحة المخدرات أو قضايا الفساد، ومن حق كل منهم وضع الخطاب الذى يريده".
وطالب عبد الجليل برفع الرقابة الشديدة التى كانت تفرضها الجهات الأمنية على أئمة المساجد والتى كانت تضعهم محل شك واتهام وتمنعهم من الحديث فى موضوعات وقال: "تقييم الإمام كان يعتمد على المخبر الجاهل بأمور الدين، مما كان يضع الخطيب فى موضع اتهام دائم، فأى مضمون يشير إلى النظام حتى ولو لم يكن بشكل مباشر، يقوم المخبر بكتابة تقرير يتهمه أنه ضد النظام، وكان يزورنى العديد من الأئمة الذين كانوا يشتكون من التدخلات الأمنية التى كانت تلاحقهم لمنعهم فى تكرار خطبهم".
وأضاف "لم تقتصر هذه الملاحقات السافرة على التحذير فقط، بل وصلت فى حالات إلى النقل الإدارى، لكن بمجرد علم الوزارة بأحقية الإمام كنا نعيده إلى منصبه بعد الاطمئنان على ثقافته المعتدلة".
وأوضح سالم أن الوزارة تعتمد على الصحيفة الجنائية للإمام حتى تتأكد من سيرته وحسن سلوكه داخل بلده، مشدداً عدم قبول أى أمام ذى انتماء سياسى أو طائفى معين، وقال: "لا أقبل أن يكون الإمام سلفيا أو صوفيا أو إخوانيا أو جهاديا، لأنه يخاطب المسلمين عامة ويقيم الصلاة لهم، عليه أن يكون مسلماً أزهرياً معتدلاً".
وطالب سالم بضرورة استمرار الأئمة فى التعلم واستخدام أدوات الشباب فى التواصل معهم، كما دعا المواطنون إلى الإبلاغ عن الأئمة الذين يتجاوزون فى الخطبة أو يتحدثون بطريقة غير معتدلة لتكون الوزارة قادرة على التحاور معه وتوجيه سلوكه.
وحث سالم المواطنين على فض الاعتصامات والاحتجاجات والتى تطالب بحقوق مشروعة على حد قوله، موضحا أن مصر تحتاج فى هذه الفترة إلى أولويات أهمها مزاولة العمل، وعدم إعطاء الفرصة للانتهازيين الذين يريدون الحصول على نصيب من الكعكة.
واختتم سالم حديثه قائلا: "بعد 25 يناير لم يعد هناك خوف أو قلق من ألا نحصل على حقوقنا بالمطالبة السلمية، لأن العصا ما زالت موجودة نقدر نهوش بها فى أى وقت".
سالم عبد الجليل للحياة اليوم: النظام كان ينوى ضرب معتصمى التحرير
الجمعة، 18 فبراير 2011 02:17 م
الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة