أكد بارى ماريستون- المتحدث الرسمى باسم الخارجية البريطانية– أن الثورة فى مصر وتونس تتماشى مع تطلعات بريطانيا لخلق حراك فى الشرق الأوسط، بعد عدم استجابة الأنظمة لما نصحت به الحكومة البريطانية فى السنوات الماضية للقيام بالإصلاحات وإرساء الديمقراطية وتفعيل دور المجتمع المدنى التى تمثل الرأى العام المصرى.
وفى سؤاله حول عرض بريطانيا مساعدة مصر فى تخطى هذه المرحلة قال "من حق المصريين تكوين أحزاب معارضة وإرساء مبادئ حقوق الإنسان بدون تدخل أجنبى وتسيير أمورهم والنظام المناسب لمصر الذى يحقق طموحاتهم، وإذا أرادوا أن نساعدهم فى ذلك لإعادة بناء المؤسسات الديمقراطية لن نتأخر عن تلبية الدعوة بسعادة، كما فعلنا مع العديد من الدول الأخرى".
كما أعلن– خلال حلقة أمس من برنامج الحياة اليوم- استعداد الحكومة البريطانية للتعاون الكامل مع السلطات المصرية واتخاذ الإجراءات القانونية ضد الأشخاص الذين أتثبت التحقيقات تورطهم فى قضايا الفساد أو التربح من وظائفهم، موضحًا أن الخارجية استلمت طلباً رسمياً من السلطات المصرية لتجميد أرصدة بعض المسئولين والكشف عن مختلف الأملاك التى تخصهم وملاحقتهم بما ينص عليه القانون الدولى.
وقال "نعلم أن قضية الفساد هى مصدر الغضب فى الشارع المصرى، لذلك نتعامل مع القضية بكل جدية، لأنها أموال الشعب ويجب أن يستردوها".
وأوضح بارى أن الإعلام البريطانى والغربى بأكمله تغيرت نبرته فى الحديث عن الشعوب الشرق أوسطية بعد الثورة التونسية والمصرية، حيث كان المعهود التشكك من قدرتهم فى التمتع بالديمقراطية والتعبير عن حقوقهم وحرياتهم الشعب وهو ما أثبت عكسه الشعب المصرى، وقال "لم يكن أحد يتوقع فى بداية العام بكل هذه التحركات التى كانت جديدة على العالم".
كما أن الحكومة البريطانية تعمدت التنسيق الكامل مع سائر القوى الدولية خاصة الموقف الأمريكى تجاه النظام المصرى السابق لزيادة الضغط الدولى وتوحيد المواقف.
كما انتقد العنف التى تمارسه الأنظمة لقمع المتظاهرين السلميين، قائلا "يجب إظهار الاحترام الكامل لحق الشعوب فى التظاهر لأن هدفهم الأساسى هو إيصال صوتهم إلى السلطات، وبدلا من العنف، عليهم الاستماع إلى تطلعات المواطنين والسعى إلى تحقيقها".
وأوضح بارى أن بريطانيا كانت الدولة الوحيدة التى لم تمنع مواطنيها من زيارة مصر، لكنها نصحتهم باستمرار رحلاتهم إلى المحافظات المطلة على البحر الأحمر لأنها لم تتأثر بالتوترات التى ظهرت فى المحافظات الكبرى.
وحول ما تردد فى الصحف من نية بريطانيا تدريس الثورة المصرية فى المناهج الدراسية ، قال
"تعودنا أن يقوم المصريون برسم التاريخ للعالم، وأعتقد أنه عقب 30 عاما ستتحول هذه الثورة إلى تاريخ يقوم الطلاب بدراسته".
الخارجية البريطانية: الثورة المصرية تتماشى مع تطلعاتنا لحراك الشرق الأوسط
الجمعة، 18 فبراير 2011 02:16 م