إلى كل شرفاء الوطن وجب عليكم اليوم أن تصالحوا شعبكم، بعدما سكتم كثيراً وتكلمتم قليلاً، وأن تعيدوا له ما سلب منه، أعيدوا له الهواء والماء والنور قبل الطعام والسكن، حاسبوا كل الفاسدين حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه يوماً ما أن يضع يده على مليم ليس له حق فيه، حاكموا أعوان النظام السابق وأذنابه وأبواقه، ولا تتركوا من سرق الأرض ونهب المال ومنع القوت وحرم الشعب، لا تتركوه ينام على الحرير ويسكن القصور، والشعب مازال جائعاً ودم أبنائه على يديه وثيابه ونصاله.
حاسبوا جميع من استوزرهم النظام السابق دون أن تنسوا أحداً، واكتبوا فى تاريخ مصر سجلاً جديداً لحسابهم، بعدما كان لديهم العز والجاه والسلطان، ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر.
ولا تنسوا "يوسف والى" الذى دمر الأرض، فأصبحت لا تنبت إلا ثماراً مسرطنة، حتى عجت المستشفيات بمرضى الخبيث، وترك مراكز الأبحاث فى أيدى الصهاينة، يخربون ما تميزت به مصر على مر الزمن، فلا قمح ولا قطن ولا نخل ولا فاكهة.
ولا تنسوا فى الحساب "زقزوق" وزير الأوقاف، الذى ظل أكثر من 15 عاماً يتحكم فى أموال الأوقاف، اسألوه كيف جمعها؟ واسألوه عن زيادة القيمة الإيجارية، حتى وصلت لستين مثل الضريبة، وكيف أنه لم يراعِ يوماً الفلاحين المؤاجرين، ولم يسأل نفسه هل يقدرون على سدادها، وقد كانت 10 و20 و25 حتى يرفعها لستين، ثم أين ذهبت وتذهب تلك الأموال؟
واكتبوا فى دفاتر حساباتكم "فاروق حسنى" وسطروا له تاريخه مع الشعب، الذى أهانه فى نسائه، وهى أعز ما يملك، ودمر معنى الثقافة، وأعلى ثقافة الشواذ، وترك قصور ثقافة الدولة نهباً، وآثار البلد مطمعاً.
وافتحوا دفتراً آخر لمن أضاعوا أموال الشعب فى كرة القدم، "سامح فهمى" و"سيد مشعل" نعم حاسبوا الأول على أموال البترول، واسألوه كيف أنفقها؟ على لاعبى كرة القدم، حتى ينافس على الدورى والكأس، ويجلس بجوار علاء وجمال فى الاستاد، وكيف كان يعين الشباب فى وزارته وشركاته؟ حيث لا مكان عنده للفقراء، بل لأبناء الجاه والسلطان، وكوسة ولوبيا وبسلة أعضاء مجلس الشعب؟
وحاسبوا الثانى "سيد مشعل" الذى حارب بمال وعمال الشعب حتى يصل إلى مقعد بمجلس الشعب، وسخر كل ما لديه كى يستظل بعرش النظام، ودفع بمال الشعب بين أقدام لاعبى كرة القدم، كى يحتضن علاء وجمال بعد كل هدف لمنتخب مصر.
أما أبواق النظام فهم كثُر، فأدعوكم ألا تنسوهم، وعلى رأسهم من أرهب الشعب فكرياً ومعنوياً، "على الدين هلال" ذلك البوق الكبير، الذى خرج على الشعب قبل الانتخابات الأخيرة وفرش سمومه، وأرهب الناس، حتى تكتمل خطة "عز"، ويسيطر النظام وحزبه الوطنى على الشعب، ومجلسه وكرسى الحكم إلى الأبد، وكان لساناً يقطر سماً، وسوطاً يسقط على جسد الشعب يمزقه.
ومع كل أسفى! أطالبكم أن تحاكموا أستاذى ومعلمى، وأفضل من سمعته يتحدث فى حياتى، "مصطفى الفقى" الذى كان سفيراً لمصر بالنمسا، وكان وقتها سفير الأمل للشباب، وكنت فى الجامعة وخدعتنى أفكاره وسمعته بقلبى، ولكننى بعد سنوات طويلة اكتشفت أنه كان أكذوبة، عندما سمعته يتحدث فى كل مكان عن النظام ويدافع عنه، وتناسى ما كان يدعيه من مبادئ وأفكار، ويبدو أنه حلم بالوزارة، إلا أن النظام لم يلتفت إليه ولم يحقق حلمه، وكان يبدو لى أنه يبحث دائماً عن دور لم يجده بعد، أو أنه يغار من صديقه "حواس" لاعب السرك الأثرى نجم الشو والاستعراض، والذى أصبح وزيراً، وهو أيضاً يحتاج إلى دفاتر وسجلات خاصة على جنب، لرصد تلك النهيبة الأزلية التى تسمى الآثار، واسألوا الفقى لماذا أخذ جانب النظام، وأسقط الشعب من حسابه، ولا تتركوه يتلون بلون الثورة، لأنها ليست على مقاسه، ولا تنسوا نصيب صديقه "الزاهى" من الحساب.
دفاتر الحساب لن تنتهى فلا تنسوا أحداً، فيا شرفاء مصر، أنصفوا الشعب والوطن وحاسبوا كل الأجهزة الرقابية والقضائية، التى كانت تسمع وترى وتصم السمع وتغض الطرف وتخرس اللسان، وتركت الناهبين والسارقين والظالمين يعيثون فى الأرض فساداًَ، حاسبوا من غيروا القانون والدستور على هوى النظام، وكانوا أدواته التى تحقق له مطالبه، على هيئة "شبيك لبيك" دون أن يراعوا فى الشعب إلا ولا ذمة، أنصفونا، أريحوا موتانا فى أكفانهم، وحتى نطمأن على مستقبل أولادنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة