لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب ولا وقت لذلك الآن، فما فات قد فات ولا وقت لدينا الآن لفتح ملفات قد قفلت ولا للعيش فى دائرة الماضى .
أعرف أننا كنا مشحونين لدرجة أدت إلى الانفجار وأعرف جيدا أننا كنا بحاجة لأن ننفث عن أنفسنا , وقد فعلنا واعذرونا إن كنا أثقلنا عليكم لفترات فى البحث فى هموم الوطن فى الشكوى والأنين والصراخ أحيانا ولكن عذرنا أننا نحب وطننا كثيرا ولذلك نحمد الله أن صوتنا قد سمع وأن الله قد سمع دعائنا واستجاب لنا , فخرجنا من دائرة مفرغة ظللنا ندور بها سنوات وسنوات .وها هى مصر أمنا تنادينا ولذا يجب علينا جميعا أن نلبى ندائها , ها هى أمنا بحاجة إلينا , إلى سواعدنا جميعا فلنكن يدا واحدة يجمعنا هدف واحد وهو أن تصبح مصر أجمل بلاد الدنيا وأن نعيدها للمقدمة كما كانت طوال عمرها .
ولذلك يتوجب علينا الآن أن نترك العدل يأخذ مجراه مع من سلب ومن نهب ومن خرب وأن نعطى الفرصة لرجال القوات المسلحة الشرفاء الذين نثق بهم كثيرا أن يعملوا وأن نكون لهم عونا وسندا وليست هذه دعوة للنوم والكسل وتغميض الأعين كما كان ولكنها دعوة للعمل ولكن كل فى مجال تخصصة .
ولقد علمنا الشباب درسا فى دولتهم الصغرى دولة التحرير فرأيناهم بمنتهى النظام يديرون دولة صغيرة داخل ميدان، دولة شملت النظام والنظافة، التعاون والتكاتف، بين فئات مختلفة لكل اتجاه مختلف فتلاشت الاختلافات جميعا وجمعهم صوت واحد هو صوت مصر، فلماذا لا يصبح ما حدث أسلوب حياة لما هو آت لماذا لا نتعاون جميعا كما تعاون رجالنا وشبابنا فى تنظيم المرور وحماية المنشآت وها هى الشرطة قد عادت فلنمنحهم ثقة ولنبدأ معهم صفحة جديدة فلا وقت للشخصنة ولا لتسوية الحسابات الآن ولكنه وقت العمل ولا شىء غير العمل.
فليبدأ كل منا بنفسه وليرى ما يمكنه أن يقدمه لأمنا الحبيبة مصر حتى تستعيد صحتها وقوتها ومكانتها كاملة حتى تقف كما كانت صامدة على مر الأزمان والعصور .ولا داعى لانتهاز الفرصة لتحقيق مطمع أو لإثارة القلق , لا داعى لمن يحاول الوثوب على أكتاف تلك الثورة البيضاء لتحقيق أغراض شخصية ومصالح .ولتكن تلك الثورة بداية لعهد جديد نستبشر به الخير الكثير إن شاء الله، ولتكن نواة لحياة ديمقراطية سليمة ولكن إذا أردنا الديمقراطية فعلينا أولا أن نثبت للعالم أجمع أننا نستحقها .لتكن وقفة مع النفس كل منا يحاسب نفسه هل أجاد هل عمل كل ما بوسعه أم أنه ما زال لديه الكثير كى يقدمه , إن كان الجواب نعم فلا يبخل أى ابن أن يقدم كل ما يستطيع من أجل عيون الغالية مصر .
عبير حجازى تكتب: لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب
الخميس، 17 فبراير 2011 07:32 م