د. قدرى عبد الحى البدويهى يكتب: هل آن الأوان لتتوحد القوى السياسية؟

الخميس، 17 فبراير 2011 05:28 م
د. قدرى عبد الحى البدويهى يكتب: هل آن الأوان لتتوحد القوى السياسية؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتحدث الكثيرون عن أن ثورة 25 يناير العظيمة كانت ثورة شعبية عفوية بدون قيادة مركزية، ويرى بعض المحللين أن هذا كان من أسباب قوتها حتى تمكنت من إزاحة رئيس الدولة. وبعد أن تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد فقد علت أصوات تقول إن الثوار والأحزاب القديمة ليست لهم قيادة موحدة يمكنها التفاوض مع القوات المسلحة لوضع تفاصيل المرحلة الانتقالية، ولست أدرى أن كان هذا التساؤل بحسن نية أو بسوء نية ذلك أنه لا يلزم أن تتوحد القوى السياسية، وذلك للأسباب التالية:

أولاً: أن طلبات كل القوى الشعبية وأحزاب المعارضة عليها إجماع كامل، وبالتالى لا يلزم أن يكون لهم هيئة موحدة للمطالبة بذلك، وهذه الطلبات منها إلغاء حالة الطوارىء وعمل حكومة وحدة وطنية وإطلاق حرية تكوين الأحزاب وعمل لجنة تأسيسية لعمل دستور جديد (أو الإكتفاء بدستور 1954كدستور مؤقت)، وعمل قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية وعقد انتخابات نزيهة جديدة للمجالس المحلية ومجلسى الشعب والشورى، ثم انتخابات رئاسية، وبناء على ذلك فإنه ليس هناك ما يستلزم توحد هذه القوى السياسية فيما بينها لإحداث هذه البنية الجديدة للجمهورية المصرية الثانية، وهى بنية مدنية ديمقراطية تعددية وعلى كل القوى الاستمرار فى الضغط لتحقيق هذا النظام الديمقراطى الجديد.

ثانياً: إن هذه القوى السياسية الشعبية سيصبح أمامها أن تتحرك فى أحزاب قائمة أو أحزاب جديدة، ويترك لها حرية الاجتماعات والندوات وحرية الإعلان عن أرائها فى كافة وسائل الإعلام، وأنا على يقين أن الكتلة الصامتة، والتى خرجت عن صمتها فى 25 يناير ستكون أحزاباً وستخرج لنا أبطالا سيكونون هم أحفاد مصطفى كامل ومحمد فريد وسنرى إبداعات من شباب هذه الثورة.

ثالثا: إنه لا توجد فى مصر حتى الآن قوة سياسية يمكنها إحراز أكثر من 50% من أصوات مجلس الشعب، وبالتالى يمكنها تشكيل حكومة بمفردها، وستظهر لنا الانتخابات النزيهة الوزن النسبى لهذه القوى السياسية، وعليه فلا مفر من أن الحكومات المصرية القادمة ستكون حكومات ائتلافية (أى أن يتفق مجموعة من الأحزاب مجموع أصواتها أكبر من 50% لتشكيل حكومة).

وهذا الأمر يحدث وبدون أى مشاكل فى دولة مثل إسرائيل بها أحزاب كثيرة، وسيكون هذا فى حالة مصر شيئاً جيداً، وسيرى المصريون أشكالاً جديدة من تفاعل الآراء وتعددها وكل ذلك فى مصلحة مصر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة