محمد حمدى

أنت مع الشرعية الثورية.. ولا؟!

الخميس، 17 فبراير 2011 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كافتيريا الصحفيين بالدور الرابع بمبنى الأهرام سألنى زميل شاب: "أنت مع الشرعية الثورية.. أم ضدها"؟!

هكذا تحولت مصر إلى محاكم تفتيش لا تقابل أحدا فى أى مكان دون أن يسألك عن موقفك من الثورة، وهل كنت فى ميدان التحرير، وهل أنت مع الشباب أم ضدهم.. وغيرها من الأسئلة التى تكشف عن ضيق أفق من يسألها؟

أنا شخصيا كتبت فى هذا المكان ثلاث مرات من قبل أننى كنت مع الانتقال السلمى للسلطة، وأعتبر أن ما تحقق الخميس الماضى مع كلمة الرئيس الثالثة والأخيرة خلال الأحداث كان أفضل مما وصلنا إليه بعد ذلك، فقد أحال التعديلات الدستورية إلى مجلس الشعب، وفوض صلاحياته إلى نائبه، وكان مقررا أن يسافر إلى شرم الشيخ ليقضى ما تبقى له من أيام.

أما ما نعيشه الآن فهو حكم عسكرى انتقالى، شكل لجنة لتعديل نفس المواد المتفق عليها من الدستور، تمهيدا للانتقال السلمى للسلطة، أى نفس ما أعلنه الرئيس فى كلمته الأخيرة، باستثناء أننا فى فترة حكم انتقالى تثير المخاوف.

لكن هذا ليس كل شىء، فنحن نعيش حالة من الفوضى غير المسبوقة، وقد أصبح كافيا اتهام أى شخص على صفحة على الـ"فيس بوك" أو على موقع على الإنترنت بأنه من رجال العصر السابق أو متعاطف معه أو غير مؤيد للثورة، حتى تقام حفلات لنهشه، والخوض فى شرفه وعرضه، واتهامه دون دليل.

وتحولت الصحف القومية والحزبية والخاصة إلى نشرات صفراء تحفل بالكثير من الاتهامات المرسلة، لكل من يختلفون معهم، سواء كانت هذه الاتهامات مدعومة بمعلومات حقيقية، أو شائعات وتقولات، أو حتى لتصفية حسابات شخصية بين البعض.

لكن الأخطر من ذلك أن كل من ذهب لميدان التحرير، ولو حتى لدقائق لمشاهدة ما يحدث هناك أصبح يتحدث باسم الثورة، ويعتبر نفسه مناضلاً، ومن حقه أن يحاكم الآخرين، وأن يستفيد من العهد الجديد الذى لا تبدو له ملامح حتى الآن.. وربما هؤلاء هم أخطر شىء على البلد، لأنهم حولوا مصر إلى قسم شرطة كبير، وتحول جميع سكان الوطن إلى سجناء فيه، ومطلوب من كل مواطن أن يعلن تبرأه من العصر القديم والإيمان بالثورة، وإلا يصبح خائنا وعميلا ولصا ومستفيدا من النظام السابق.

وأخشى أن يأتى اليوم الذى نصبح فيه مثل كمبوديا حين قام الخمير الحمر بثورة قادها بول بوت، وتم القبض على الملايين من أعداء الثورة ونقلهم للعمل فى مزارع جماعية لزراعة الأرز، أو تم قتلهم ودفنهم فى مقابر جماعية، بعد أن جرى تقسيم الناس بين مؤيد ومعارض، ثم ثائر وخائن.. وعندها من السهل قتل الخائن دون حساب أو مساءلة!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة