مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
30 سنة من الفساد يظهر الآن فى هذه الفوضى العارمة فى ثورة الشباب للأسف الشديد ما حدث فى ميدان التحرير ابتداء من يوم 2-2-2011 هو نتاج 30 سنة من إدارة ديكتاتورية متغطرسة مغرورة لبلد.
ما حدث هو أمر طبيعى من جيل أغلبه نشأ فى ظل إدارة متخبطة لهذا البلد، إدارة أهملت أهم مقومات نجاح أى بلد مثل التعليم والإعلام والخطاب الدينى والإحساس بالأمان والعدل.
شهدت مصر خلال حكم مبارك أداء إعلامياً فاسداً ونظام تعليم فاشلاً وخطاباً دينياً ضعيفاً وقبضة أمنية موتورة.
• فبرغم الانتشار الواسع للقنوات الفضائية ومواقع الإنترنت فى الآونة الأخيرة إلا أنه إعلام افتقد للمهنية وعدم احترام عقل المتلقى ولم يعرف شيئًا عن مفهوم يدعى ميثاق الشرف الإعلامى ودور الإعلام فى تنمية المجتمع والمساهمة فى تثقيف المواطن وتوعيته هو إعلام مبنى على الاعتمادية
• والكسل وتقديم ما يرغبه المشاهد وليس ما يحتاجه.
إن معظم القنوات الفضائية تردد كالببغاء ما يقال فى وسائل أخرى بدون وعى وتنساق وراء أصحاب المصالح ناهيك عن مدرسة النفاق والتملق سواء للدولة أو الرئيس أو مسئول ما أو حتى صاحب القناة.
فكثيراً من الفضائيات أصبحت أبواقاً إعلامية للصراعات الشخصية وتصفية الحسابات وأيضاً تستخدم كمنابر انتخابية لدرجة أن بعض أصحاب المصالح قاموا بإنشاء قنوات فضائية فقط لتسليط الضوء عليهم وتلميعهم أو لازدهار تجارتهم أو لتجهيزهم لدخول انتخابات ما أو أى أهداف أخرى لا تمت بصلة من قريب أو بعيد بوظيفة الإعلام الحقيقية.
• أما عن التعليم فى مصر فأقل شىء يقال عنه إنه تعليم جاهل فجميع أنظمة التعليم على مدار الحكومات المتعاقبة جميعها أنظمة خربة تكرس مفاهيم خاطئة ولا تتناسب مع تطورات العصر فجميع وزراء التعليم غير مؤهلين لتولى وظيفة تؤثر فى جيل كامل.
فمرة يأتينا رجل قانون ليقود وزارة التعليم يخرب التعليم ويرجع بنا عشرات السنين.
ومرة يأتينا طبيب أطفال يتولى وزارة التعليم بأى منطق لا أحد يعرف فقام بألعاب صبيانية تعلمها من مرضاه ونفذها فى التعليم وبعد سنوات كثيرة تم اكتشاف أنه كان قرارًا خاطئًا.. ومرة قررت السلطة العفو عن طلبة وموظفى وهيئة تدريس جامعة عين شمس من بلطجى ترأسها لفترة أثار بها مشاكل لا حصر لها فتم مجيئه لوزارة التعليم ليأخذ حظه من تدمير التعليم ويصطدم بجميع عناصر العملية التعليمية.
إن التعليم فى مصر هو أحد أهم أسباب ما نحن فيه.. شبابنا للأسف حتى الحاصلون منهم على أعلى الشهادات الأكاديمية لم يتعلم التفكير العلمى وثقافة الاختلاف وتقبل الآخر المختلف وطرق الحوار والتفاوض وإدارة الأزمات.
• أما الخطاب الدينى فحدث ولا حرج
فالحكومة منذ فترة طويلة تخاف من الدين والمتدينين وهذا الخوف جعلها ترتكب حماقات كثيرة بداية من:
o إهمال تدريس الدين فى المدارس وجعلها مادة مهمشة لا تضاف درجاتها للمجموع ولا تؤثر على التقييم والتقدير ومناهج دينية تم تشويهها ويشرف على وضعها سياسيون.
o إغلاق المساجد بعد انتهاء الصلاة فوراً.
هل غلق المساجد يمنع الإرهاب وهل إذا أراد مجموعة من الإرهابيين الاجتماع للتخطيط لعملياتهم سوف يجتمعون فى مسجد مفتوح يستطيع دخوله أى شخص فى أى وقت.
o تنادى الحكومة دائما ببعد الدين عن السياسة وهى أول من يخلط الدين بالسياسة فالحكومة تجبر خطباء المساجد على مواضيع يحددها السياسيون ورجال الأمن فى خطب الجمعة.
o هذا بالإضافة إلى تضييق الخناق على كل داعية يظهر يتجمع حوله الشباب وبقمة السذاجة يمنع من الظهور فى تليفزيون الدولة وحتى الفضائيات المصرية إلى أن تتخطفه القنوات الفضائية العربية، فى حين أنه عند اندلاع ثورة الشباب نادى بعض رجال الدولة هؤلاء الدعاة مخاطبة الشباب الثائر وتهدئته.
• أما عن جهاز الشرطة والأمن فطوال حكم مبارك تتسم الشرطة وأمن الدولة بقبضة أمنية موتورة ذهب ضحيتها الآلاف من شباب مصر البرىء فالمعتقلون السياسيون لا حصر لهم ولا أحد يعرف لهم تهمًا ولا يحولون للنيابة ولا يعرف حتى أماكن احتجازهم وطبعا كل هذا يأتى من خلال قانون الطوارئ الذى ينادى بإبطاله من عشرات السنين والأمن يتدخل فى جميع مناحى الحياة المدنية فهو يحدد من يتم تعيينه فى هيئات تدريس الجامعات والصحف القومية والخاصة حتى القنوات الفضائية المصرية يتدخل الأمن كثيراً فى تحديد مقدمى البرامج التليفزيونية وحتى الضيوف الذين يتم استضافتهم فيها، بالإضافة إلى الإهمال الشديد لدور الشرطة فى الحفاظ على الأمن الشخصى للمواطن فى جميع أموره والتركيز فقط على الأمن السياسى فالشرطة والشعب فى خدمة السلطة.
"إذن ماذا ننتظر من جيل معظمه محبط وتم العبث بعقله وتشتيته عن طريق إعلام مضلل!
جيل لا يرى قدوة حقيقية يثق بها ولا يتمتع بالحد الأدنى من الشعور بالأمان والعدل".
والشباب المصرى العظيم الذى لم يعرف الوسطية فهو إما سلبياً لا يعترض على الظلم والاستبداد لسنوات طويلة وإما بركاناً ثائراً لا يهدأ حتى عندما أدرك النظام أنه لأول مرة فى خطر داهم ولابد من تصحيح أوضاعه ومحاولة الرجوع للشرعية وإدارة البلد إدارة سليمة ليس من أجل مصر ولكن من أجل إنقاذ نفسه لم يستطيع تحقيق ذلك ولم يقدر على تهدئة الثورة.
فهذا الشباب لحسن حظ مصر لم يثق فى النظام ولم يقبل أى تفاوض ولم يسمع لنداء بعض العقلاء ولا حتى أغلب رجال الدين ولم يثق والحمد لله فى كثير من حكماء هذا البلد ووعود المسئولين.. فهذا الشباب تعلم من النظام العند وإغلاق الآذان وهذا لم يأت من فراغ فحقاً (من أعمالكم سلط عليك).
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة