عاشت مصر وعاش المصريون لحظة تاريخية فى تمام الساعة السادسة من يوم الحادى عشر من شهر فبراير 2011، عندما أعلن الرئيس السابق، محمد حسنى مبارك، تنحيه عن رئاسة الجمهورية وتكليف القوات المسلحة لإدارة شئون البلاد ليصبح أول رئيس مصرى يحمل لقب (رئيس جمهوية سابق)
خرجت جميع طوائف الشعب إلى الشوارع والميادين احتفالا بهذه اللحظة التاريخية وارتفعت الأعلام فوق الأبنية وأثبت الشعب المصرى وخاصة الشباب أنه قوة لا يستهان بها ورفع رءوسنا أمام العالم كله وألزمت الرئيس القادم والحكومة القادمة أن تعمل لهذا الشعب ألف حساب الذى لن يقبل بعد الآن بالظلم والقهر ولن يرضى إلا بالحرية والعدل
ولكن.. ماذا بعد؟
فقد أطلقنا على هذه الثورة (ثورة التغيير فما هو هذا التغيير الذى نريده تعالوا نعتبر هذا النجاح هو الخطوة الأولى فى مشوار الألف ميل تجاه التنمية والتطور.
نعتبرها بداية لدولة ديمقراطية حقا بداية لانتخابات حرة نزيهة يختار فيها الشعب رئيسه الذى يحكمه ويختار الأفراد الذى يريد أن يتحدثوا باسمه أمام الحكومة يطرحون مشاكلهم ويجدون حلولا لها على أرض الواقع.
نعتبرها بداية لدولة يسمع فيها صوت الشباب الذى أثبت أن لديه أفكارًا جديدة وطموحات عالية وطاقة كامنة غير مستغلة نعتبرها بداية لرفع مستوى معيشة المواطنين ومحاولة القضاء على الفقر عن طريق تناسب الأجور مع الأسعار حتى تتقارب الفجوة الواسعة بين طبقات المجتمع.
نعتبرها بداية النهاية عصر الظلم والفساد والرشوة والمحسوبية والوساطة وغيرها الذى عانينا منهم كثيرا فى الفترة الماضية
نعتبرها بداية لكل منا أن يخلص فى عمله وأن يضع مصر نصب أعينه وأن يقف الجميع صفًا واحدًا كما وقفنا جميعا فى الشوارع للحفاظ على بيوتنا وممتلكاتنا.
هذه هى الصورة التى أحلم أن أرى بلادى أتمنى استغلال هذا الإنجاز للتغيير فعلا.
وأخيرا لا أنسى أن أقول لرئيسنا السابق شكرًا على ما قدمته من عطاء وما بذلته من جهد فإن أحسنت فشكرا وإن أسأت فالله يسامحك.
صورة أرشيفية