بسم الله نبدأ فترة جديدة من تاريخ الوطن بعد أن ودعنا الظلم والتسلط والفساد والمحسوبية والقهر والتزوير والاستخفاف بالشعب وبإرادته.
بسم الله نبدأ حياة جديدة خالية من الفساد والنفاق ومن الحزب الوطنى ومن أحمد عز وحبيب العادلى وفتحى سرور وصفوت الشريف وعلى الدين هلال ومفيد شهاب وفرقة تفصيل الدستور وتضييقه وتوسيعه وترقيعه حسب حاجة الرئيس أو الوريث.
بسم الله نبدأ حياة بلا خوف أو رعب من الداخلية وأمن الدولة، ومن العصابات التى كانت تعيث فساداً وتخريباً لاقتصاد الوطن ومقدراته وسلطاته ونهبا لثرواته وترويعا لمن يرفع صوته بالرفض أو الاعتراض.
لقد عاد إلينا الوطن أو عدنا إليه بعد طول اغتراب، كنا قد شعرنا أننا سنظل هكذا أبد الدهر، لم يكن هناك منذ شهر واحد فقط أدنى أمل فى أننا سنستطيع أن نشعر بحريتنا وكرامتنا فى وطننا، كنا قد ارتضينا نحن الملايين من شعب مصر دور الكومبارس لفئة من الناس حكمتنا وأرهبتنا وازدادت تحكما وسيطرة وتسلطا وجشعا وتلاعبا فى القوانين والدستور وتزويرا واستهزاء بكل شىء، لم يكن هناك صوت يعلو على صوت النظام الفاسد وعلى إرادة التوريث.
تراجع دور مصر وتقزمت أحلام الوطن، واختزلت قضايانا وأحلامنا وأفراحنا القومية فى الفوز ببطولة كرة قدم بعد أن أخفقنا فى السياسة والاقتصاد، وأصبح الممثلون ولاعبو كرة القدم - مع احترامى الكبير للكثير منهم – هم القدوة الوحيدة لشبابنا والأمل الوحيد لشبابنا بعد أن رأوا علماءنا ومفكرونا وباحثونا يعانون التهميش والفقر وضيق ذات اليد.
الآن نهضت مصر بعد أن قادها شباب الإنترنت بفكر مختلف وإبداع وقدرة على تطويع تكنولوجيا العصر، شباب علمونا أن القوة فى الأخلاق، وأن التسامح والمحبة هى طبيعة المصريين الذين انصهروا فى بوتقة واحدة لا تمييز فيها بين فتاة الجامعة الأمريكية والشاب السلفى، ولا بين الناصرى والإخوانى، ولا المسلم والمسيحى.
لقد ضرب الشعب المصرى المثل وأبهر العالم فى قيمه الأخلاقية وكرامته وسماحته وصبره وإصراره، وأكد أن قضايا الفتنة ما هى إلا ألاعيب كان النظام الفاسد يشغلنا بها عن فساده وظلمه ونهبه، واستمرار خطفه للوطن ومقدراته، كما ضرب الجيش المصرى العظيم مثلاً فى سموه واحترامه وانتمائه لوطنه وشعبه.
بقى أن نشير إلى نقطتين مهمتين.. أولهما أن إسقاط نظام الحكم الفاسد لا يعنى أبدا أن نهين رجلاً كان أحد أبطال نصر أكتوبر العظيم وقدم الكثير لمصر، خطأ مبارك الأساسى كان فى اختيار مساعديه والتفاف الفاسدين وأصحاب المصالح حوله واستغلالهم له أسوأ استغلال، خاصة من خلال نجله الذى كان نقطة الضعف التى أسقطت النظام.
من حقنا أن نسترد حقوقنا من الفاسدين، وأن نتعقبهم ونحاكمهم وأن نسترد ثروتنا من عائلة مبارك إذا صحت التقارير التى نشرت عن ثروتهم، ومن حقنا أن نتعقب أيا من عائلة الرئيس إذا كان قد أخطأ فى حق الشعب.. لكن حسنى مبارك نفسه لا يستحق الإهانة.. أرجوكم احترموا تاريخ الرجل وكفاحه فهو جزء من تاريخ مصر وكفاحها.
أما النقطة الثانية فهى موجهة لمن زينوا لرموز النظام الفاسد سوء عملهم وراحوا يدافعون بقوة عن عز والعادلى والحزب الوطنى والانتخابات الفاسدة والفساد والظلم، ثم يحاولون الآن القفز من مركب هذا النظام لمركب الثورة ويهاجمون الرئيس السابق وابنه ونظامه بعد أن كانوا يسبحون بحمدهم ليلا ونهارا.. أرجوكم اختفوا من المشهد فلن تستطيعوا تغيير جلدكم بين يوم وليلة.. استمراركم على المسرح يجعلكم تثيرون الضحك والسخرية والاشمئزاز فى وقت واحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة