إيمان سراج تكتب: سلاما لكم شباب الفيس بوك

منذ فترة ليست بالبعيدة فكرت فى عمل حساب على موقع الفيس بوك، ثم ما أن تراودنى هذه الفكرة حتى تزول من خلدى مباشرة لأنى وبكل صراحة كنت أنظر لمن هم على الفيس بوك على أنهم مجرد شباب فاضى لا يجد ما يفعله فى وقت فراغه فيسجل للتعارف أو تبادل التعليقات والصور وكثيراً ما تساءلت ماذا يستفيد هؤلاء الشباب بجلوسهم ساعات وساعات على هذا الموقع؟ ولم أصل لإجابة فألوذ بالصمت على اعتبار أنه تدخل فى شئون الآخرين.

هكذا كانت فكرتى عن الفيس بوك لكن بعد اليوم المشهود 25 يناير سرعان ما تلاشت هذه الفكرة تماما من فكرى بعدما بدأت أقرأ وأسمع عن أشياء لم أسمع عنها من قبل، علمت أن الفيس بوك ليس مجرد تبادل للتعليقات والصور والتعارف، بل تبادل للأفكار والمعلومات، ومن الممكن أن يتعدى الأمر عليه أكثر من ذلك مثلما حدث.

فقد تسبب الموقع فى تغيير كامل لوجه مصر عبر العالم، وكان له دور بارز فى إشعال الشرارة الأولى الثورة، وربما لم يخطر على بال أكبرنا وأعقلنا وأكثرنا ثقافة وفكرا، أن تحدث الثورة من خلال عبارات صغيرة مختزلة، ومن خلال موقع على الشبكة العنكبوتية، لكنها قد كانت.

ولهذا أقدم رسالة شكر لكل من غير وجهة نظرى عن الفيس بوك، ورسالة اعتذار لمشاركيه الذين ساعدوا فى إشعال شرارة هذه الثورة التى رفعت كثيراً من شأن مصر والمصريين فى عيون العالم أجمع، فقد شهدوا بتفردها، وأنها الأولى من نوعها فى تاريخ الشعوب، وسلاما لكم شباب الفيس بوك.