أيمن الكاشف يكتب: ثورة 25 يناير.. بين الثقة العائدة والثقة الغائبة

الأربعاء، 16 فبراير 2011 10:14 ص
أيمن الكاشف يكتب: ثورة 25 يناير.. بين الثقة العائدة والثقة الغائبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أهم مكاسب ثورة الخامس والعشرين من يناير أنها أعادت للشعب المصرى، على اختلاف طوائفه، ثقته فى نفسه وفى قدرته على الفعل والتغيير، واختيار حكامه، وتقرير مصيره، وبرغم ذلك يطل علينا، من حين إلى آخر، من يزعم وجود تمويل (داخلى أو خارجى) لهذه الثورة، وكثر الحديث عن أجندات بعينها يحملها هذا الشباب، الذى انطلقت ثورته من رحم معاناته لا من رحم خارجى، وهذا الزعم يعبر عن وجود فكرة مسبقة باستكانة الشعب المصرى واستسلامه لواقعه على ما به من آلام وأوجاع، وكان من الممكن قبول هذا الزعم لولا أن هذه الثورة سبقتها اعتصامات وإضرابات وتظاهرات واحتجاجات استطاع النظام احتواءها على طريق "سيف المعز وذهبه".

وإذا كانت هذه الثورة تنسب، أكثر ما تنسب، إلى الشباب، فقد أصبح لزاما على كل مصرى أن يفتخر بهذا الشباب، وينحنى له احتراما، بعد أن سعى لرسم مستقبله بيديه، غير منتظر لنجدة تهبط من السماء، أو من الأنظمة الحاكمة فى دول أخرى!!!

لقد اختار هذا الشباب العظيم أن يغير نفسه بنفسه، ولم يكن أحد يتوقع أن هذا الشباب، الذى كثيرا ما اتُّهم بالسطحية، أنجز بثورته ما لم تنجزه أجيال سابقة رضيت بما كانت تلقيه إليها النخبة الحاكمة من فتات الطعام والقرارات، والغريب أن دليل اتهام الشباب بالسطحية وهو (النت والمحمول) كان دليلهم فى هذه الثورة، وكان دليلا على ثقة الشباب فى نفسه، مما دفع النظام إلى قطع خدمتى (النت والمحمول) فى جمعة الغضب (29 يناير).

لقد أثبت الشباب قدرته على استخدام منجزات العصر الحديث فى تغيير بلادهم، فعادت للشعب الثقة فى جيل جديد قادر على الفعل والتغيير بعدما كان يُتهم بالكسل والسطحية.

وفى الوقت الذى كانت ثقتنا فى هذا الشباب تزداد، وثقتهم فى أنفسهم تكبر وتكبر، كانت الثقة فى النظام تزداد غيابًا.. النظام الذى عبَّر عن عدم ثقته فى قدرات شعبه، وكأنه لا يعرفه، حين تغافل عن وجوده فى (ميدان التحرير) ثلاثة أيام، ولم يُعِرْهُم الإعلام ما يستحقونه من حضور واهتمام إلا يوم جمعة الغضب (29 يناير).

هذه الثقة الغائبة جعلت الشاب يزداد ثباتاً على موقفه، حيث تعود من النظام وعودا كاذبات، والتفافا حول القوانين، وصياغتها وفق الأهواء والرغبات الشخصية، وكلاماً جميلاً دون أفعال واقعية، فكان التغيير يتم شكليًّا لا فعليًّا، تتكرر الوجوه.. شخصيات تبقى فى مناصبها، أو تنتقل لمناصب أخرى، وكأنه لا ثقة فى غيرها، وكأنها هى الوحيدة القادرة على التغيير الذى لا يحدث أبدا!.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة