كلما أبدأ فى كتابة مقال جديد أجدنى عجزت عن مواكبة الأحداث وسرعتها، وأجد غيرى وقد كتب عن ذات الفكرة التى كنت أود الكتابة عنها.. إلى أن قفزت لذهنى فكرة الكتابة عن محاسبة الفاسدين، ولكن بمنظور مختلف.
فكل يوم نسمع عن قرارات بعض رموز العهد البائد عن مواقعهم وقرارات أخرى من النائب العام بمنع بعض رجال الأعمال، والمسئولين السابقين من السفر، والتصرف فى أموالهم.. وهذه خطوات إيجابية نحو الإصلاح والتغيير.
ولكن أشد ما يزعجنى ويؤرقنى وجود طائفة يستحيل محاسبتها أو مجرد توجيه أى مساءلة قانونية لها، وهى طائفة الوصوليين والمنافقين من رؤساء مجالس إدارات، ورؤساء تحرير بعض الصحف القومية، وعدد من الإعلاميين الذين بدلوا جلودهم السميكة لتتوافق مع المتغيرات، وغيروا ألوانهم كالحرباء لتناسب الظروف الجديدة التى نعيشها هذه الأيام.. ولقد جلست أفكر عن تهمة يمكن أن أنسبها إليهم حتى تتم معاقبتهم عليها، فوجدت نفسى عاجزاً عن ذلك، لأن القانون لا يعاقب المنافقين الذين يأكلون على كل الموائد، وامتلأت كروشهم من أموال الشعب الذى كان مغلوباً على أمره فى يوم من الأيام.
للأسف يا سادة القانون لا يعاقب على جرائم التضليل والتعتيم الإعلامى، وقلب الحقائق وتزييف الأمور، بالرغم أن هذه الجرائم، من وجهة نظرى، أشد من جرائم الفساد المالى، والإدارى لأن الجرائم الأولى تغيب الوعى، وتسرى فى الدم كالمخدر الذى لا نشعر به.
وأشد ما أثارنى ورفع ضغطى بجاحة بعض هذه الصحف، وهجومها على المسئولين السابقين الذين رفعوهم سابقا على الأعناق.. بعد أن كانوا يقبلون أحذية هؤلاء المسئولين، ولكن هذه الصحف الصفراء تأكدت أن المسئولين السابقين انتهت صلاحيتهم ونفذ رصيدهم فبدأوا يعدوا العدة للبحث عن مسئولين جدد لشحن أرصدة جيوبهم العامرة بأموال الشعب.
والأمر المضحك أن رؤساء تحرير الصحف القومية تعاملوا مع الشعب خلال الحقبة الماضية على أنه مجموعة من الرضع لا تعى ولا تفهم ما يكتب ونتعاطى كتاباتهم قبل النوم كنوع من المخدر، ولكن أثبتت الأيام أن هؤلاء الصحفيين ممن أدمنوا حبوب النفاق والرياء انتهت صلاحيتهم، وفاحت رائحتهم لدرجة لم نعد نتحملها، وإن كانت هذه الرائحة ترضى المسئولين السابقين، ولكن الوقت تغير ولن يجدى مع أمثال هؤلاء الاستحمام "بمية نار" لأن ذنوبهم وخطاياهم مثل زبد البحر لا تنتهى ولن يغفر لهم الشعب مهما حاولوا التطهر.
وختاماً أوجه حديثى لأمثال هؤلاء خائنى الأمانة.. كفاكم تضليلاً و"اتكسفوا على دمكم"، صحيح أن القانون لن يعاقبكم، ولكن حكم التاريخ والشعب أشد وأقسى.. لقد جلبتم العار لصاحبة الجلالة التى كنت أود فى يوم من الأيام أن أكون أحد أبنائها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عهد أحمد
هكذا يريدون