"يختصرُ الضبابَ.. يُعَنْوِنُ المسافة" قصيدة لإيهاب خليفة

الثلاثاء، 15 فبراير 2011 05:22 م
"يختصرُ الضبابَ.. يُعَنْوِنُ المسافة" قصيدة لإيهاب خليفة الشاعر إيهاب خليفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
25-1-2011م
هبطَ من علٍ
كَنبوءةٍ،
كأطباق طائرةٍ،
والعيونُ سارحةٌ في الضوءِ
الذي يجذبُ الأرواحَ
كما رضيعٍ بثدي أمِّ، يتعلق.
كان يقولُ:
أنا ينايريُّ
معي أطباقُ هتافاتٍ،
وخبزُ أبديةٍ،
ودم!

معي أيادٍ تلوحُ بأيادٍ تلوحُ بأياد
تلوحُ، وأيادٍ تحملُ فاياشسلاف مولوتوڤ، وأيادٍ
تتشابكُ بأياد تتشابك، وأيادٍ
تريدُ أن تبترَ الأياديَ التي تتشابك!
وأيادٍ تحملُ هراواتِ ليل، وأيادٍ كعاصفةٍ
تحوّم، وأيادٍ تربتُ على كتفِ مهزلةٍ،
وأيادٍ تقرأ كتابَ الحياة،
وأياد تصنعُ حبرَ العدم..

كان يقول:
أنا ينايريُّ
وأنتم جسوري إلى ذاتي،
لستم كومةَ نفاياتٍ،
ولستُ كلبَ شوارع ضالا،
والجالس على عرشه
ليس إلهًا
لكي لا يفنى!
سيذوب كما ملحٍ في بصاق الثورةِ،
فابصقوا عليه،
وابصقوا عليه
واتركوا الشمسَ تنضج المشهدَ كاملا.

قل للذين لم يتخيروا ميلادهم:
موتوا فيَّ،
أولد فيكم وتولدوا فيَّ!

وتكونوا ميلادي
وأكن حبلكم السريَّ،
شهوتَكم المعلنة وخلاصَكم الأخيرَ،
أنتم مزدهرون بأسئلةٍ حارقةٍ
و أنا – الخامسَ والعشرينَ من يناير-
قيامةٌ
حدثت على الأرض!

ليس إلهًا، ليهتفوا له:
بالروح والدم
بل مَنِ اسْتدرجَ الحرية
حين تسلل من شرفة إلى غرفتها:
كانت تمشطُ الحلمَ
وتغزل ضفيرتين ممتدتين كالنيل والفرات،
وتحوم حولها فراشاتُ ضوءٍ،
والشعبُ واقفٌ أمام شرفتها
يحبِّرُ الغزلَ،
وينتظرُ حين تمرقُ بقميصِها الشفافِ،
ليزفرَ اللوعة
كان واقفًا بالمخدر والمقص
و مقنعًا بوردةِ غرام!
وبينما تهم باتجاه الشرفة خدرها من الخلف،
والتاريخُ كأبٍ معتلٍّ بذاتِ الصدر
يتوسل أن لا،
قبل أن يقعى بلهاثٍ دمويٍّ،
وحين أبصرنا رأسَها كَصحراءِ يتم،
و نظرتها كابية
دوخنا الدوارُ
كالذي يفتح عينيه بعد عمليةٍ ،
ليرى أن قدميه بُتِرَتَا
بينما كان يشكو من ألم مزمن
في الوجود!

هبطَ من عل،
ليتداركُ أبا الهول وهو يصارعُ الضجر،
بعد أن سحبته دواماتٌ،
إلى أعمقِ نقطةٍ
في الموت أو الخلاص!
بجوارِ القلاع السرية
ضغطَ عضلةَ القلبِ
وأبو الهول ممددٌ على ظهره
بعينين شاخصتين،
يتحسر على غابةٍ،
كان يلقنه الهواءَ
حتى قاءَ قوانينَ طوارئَ،
وبلطجية،
وعبارة سلام،
وسفاحي أكياسِ دمٍ ملوث،
و" كامب ديفيد"،
ومشانق كُتِبَ عليها أسماءُ أصحابها
من قبل أن يولدوا،
سيمرون عليها
إذا أكلوا من شجرة
في قلب " التحرير"!
ها هو الخامس والعشرون من يناير
يفخخُ الليلَ في مشاوير البلطجيةِ،
يقامرُ بآخرِ حلمٍ معدنيٍّ
في جيبه،
وهو ينفث بجنون
في تعويذةِ الشعوب..





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة