هنأ الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، جموع المسلمين فى مصر والدول العربية والإسلامية وجموع المسلمين فى دول العالم بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، داعيا الله عز وجل، أن يعيد أمثال هذه المناسبة الجليلة على مصرنا الغالية وعلى شعبنا العظيم بالخير واليمن والبركات.
وفى كلمته التى وجهها للأمة بهذه المناسبة الكريمة أكد مفتى الجمهورية أن ذكرى المولد النبى الشريف تأتى لكى تكمل فرحتنا بمنن الله تعالى البالغة ولطفه الكبير لتشرق فى جوانب حياتنا مزيدًا من الأمل والبشر، ولتشد على أيدينا وسواعدنا فى مصر والأمة، كى تتوحد كلمتنا وتنطلق مساعينا نحو إعادة بناء ما تهدم، واستعادة الروح المُحبة للحياة والمقبلة عليها.
وأوضح المفتى أنه يجب علينا استخلاص الدليل والمنهج والأسوة من مولده (صلى الله عليه وسلم) لحياتنا المعاصرة، حيث كان ميلاده (صلى الله عليه وسلم) ثورة على ظلم الجاهلية وظلامها، وكانت بعثته مبعث تغيير لركام العقائد الفاسدة والمناهج الكاسدة، وكانت نبوته مفتتح حياة من الجهاد والعمل والتحرر من ربقة الاستبداد والاستعباد، وكانت هجرته نقلة حضارية لبناء دولة المساواة والإخاء وإرساء دستور المدينة الفاضلة الحقيقية، تلك الدولة التى قامت على بسالة شباب صحابته وجسارتهم، وصمودهم، فحرى بنا أن نتخذ من سيرته العطرة منارة لمستقبل تعمه العدالة واحترام الحقوق والحريات الإنسانية ويسوده الرخاء والتماسك.
وطالب المفتى المصريين كافة شبابها وعلمائها وعمالها ومثقفيها وفلاحيها بالتمسك والتسلح بالوحدة والاتحاد والثقة فى هذه المرحلة من تاريخ الوطن وهم ماضون على طريق هذه النهضة المنشودة، من أجل استكمال أركان المجتمع الحديث والمتطور الذى يحقق مصالح وتطلعات جميع أبنائه فى حاضرهم ومستقبلهم ومواصلة وضع وتنفيذ سياسات إصلاحية طموحة نحو الديمقراطية وسيادة الوطن واستقراره واستقلال إرادته والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ولفت المفتى فى كلمته إلى أنه ما أحوج الأمة خلال هذه المرحلة الدقيقة من عمرها أن تتأسى ذكرى مولد نبى الله (صلى الله عليه وسلم)، وبسيرته الكريمة وما أرساه من قيم العمل والمثابرة والتصميم، لتكون سببا رئيسا لشحذ وتقوية عزيمتنا فى مواجهة تحديات الحاضر، وتدفع مسيرتنا لتحقيق آمال وطموحات كل شعب مصر فى مستقبل أفضل.
ودعا العلماء والدعاة إلى تبنى خطاب دينى جديد يتناسب وروح العصر الذى نعيش فيه، متسلحا بأدواته ينشر بين شبابنا قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والحوار ويواجه جميع دعاوى الغلو والتطرف التى تظهر من الحين للآخر ويتصدى لأى صوت ينسب للإسلام والمسلمين ما ليس فيهم.
وقال مفتى الجمهورية فى ختام كلمته إن المشاركة الحقيقة والمخلصة من كافة المواطنين والعمل بروح الفريق هى الضمانة الحقيقية لنجاح مسيرة هذه الأمة العزيزة لاستعادة دورها ليس فقط على المستوى الاقتصادى والسياسى والثقافى والتنويرى، بل على جميع المستويات الإنسانية، فالمستقبل الذى نسعى إليه لن يتحقق بالكلمات والشعارات والتمنى.. وإنما تحققه مشاركة فاعلة جادة تدفع وتدعم مسيرة أبناء مصر إلى الإمام لتسهم مصرنا الغالية فى إحداث زخم حضارى جديد يدعم مسيرة أمتنا وعالمنا الإسلامى للرقى والتحديث.
مفتى الجمهورية: ميلاد النبى كان ثورة على ظلم الجاهلية
الثلاثاء، 15 فبراير 2011 02:38 م