فى مشهد أسطورى للفراعنة الجدد، انحنى لهم التاريخ ليسجل ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، والتى قادها شباب مصر ضد الرئيس مبارك الذى استمر فى الحكم لقرابة الثلاثين عاما، شهدت جميع أساليب القمع والاستبداد، استنادا إلى أن الشعب المصرى العظيم لم ولن يثور على الحاكم الإله منذ بداية الخليقة.
حقا كانت التحليلات الاستراتيجية للمواطنين من قبل أتباع النظام تقف على حقيقة وهمية وهى أن الشعب لن يثور بعد أن تمكن مبارك من إحكام سيطرة قبضته عليه من خلال توجيهه نحو الانشغال بـ"لقمة العيش"، والتى يتطلب الحصول عليها الجهد الكلى للمواطن الذى أصبح فى معاناة مستمرة مع الفقر والمرض والبطالة، وتلك الأشياء كانت العوامل الرئيسية التى استمد منها نظام مبارك قوته ضد الشعب الذى أصبحت عظمته ليست سوى ذكريات مدونة فى كتب التاريخ.
إلا أن عبقرية المصريين تجلت فى إيمان الشعب باختلاف توجهاته الفكرية والأيديولوجية بما نادى به الشباب من ضرورة تحرير الوطن من المستعمر الداخلى الذى استحوذ على كافة ثروات البلاد وهو ما جعل النظام لا يتعامل مع بنى الوطن بمنطق أنهم مواطنون بل عبيد له، وهو الأمر الذى رفضه الشباب الذى لا يمتلك سوى كرامته، حتى أن بعض الصحف القومية وصفته بـ"الفاكس" معتمدة على أن هؤلاء الشباب لا يفعل شيئا سوى الجلوس والاندماج فى العالم الافترضى وليس الواقعى خاصة وأن دعوة الغضب انطلقت من الفيس بوك.
إلا إن النظام استمر فى سياساته المعهودة لعدم تقدير الأفكار الطموحة، لذلك أعطى وزير الداخلية الأوامر لرجاله بإطلاق الرصاص الحى والمطاطى والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين وهو ما يؤكد عدم إدراك عصابة الحكم للمقولة الشهيرة "تفهم أو لا تفهم أن الدم فم"، لذلك فإنه مع سقوط أول نقطة دم فى يوم الغضب كان التحول الاستراتيجى للمتظاهرين نحو الثورة الشعبية الخالصة، وهو ما جعل العالم يقف أمامها بإجلال لما سيكون لها من تداعيات على أنظمة الحكم العربية العالم أجمع.
تحيا الثورة.. وتحيا مصر.. ويحيا الشعب العظيم
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة