قال سفير ألمانيا بالقاهرة ميشائيل بوك، إن الحكومة الألمانية على استعداد لتقديم كافة سبل التعاون الذى يحدده المصريون دون تدخل أو تأثير على قراراتهم، لافتاً إلى الثقة التى تتمتع بها المؤسسة العسكرية التى تقود البلاد الآن بترحيب من أبناء الشعب المصرى، مطالباً المصريين بفترة من الصبر والتضامن لجنى ثمار ثورتهم العظيمة.
ونفى سفير ألمانيا بالقاهرة فى مؤتمر صحفى عقده أمس بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة، عرض حكومة بلاده علاج الرئيس السابق حسنى مبارك بشكل رسمى أو غير رسمى، كما لم تتلقى بلاده أى طلب من الحكومة المصرية بهذا الصدد، مؤكداً على بدء العمل فى تنشيط السياحة والاستثمارات الألمانية إلى القاهرة، بعدما استقرت الأوضاع بتولى الجيش مهام الأمور بدعم وثقة الشعب المصرى.
وقال بوك إنه تقدم باعتراض رسمى إلى رئاسة الجمهورية والخارجية المصرية فور ما تردد من مزاعم عن عرض الحكومة الألمانية إمكانية علاج الرئيس السابق حسنى مبارك على أراضيها واتهامها بالتدخل فى الشئون المصرية، مؤكدا على احترام بلاده لمصر حكومة وشعبا.
ورداً على سؤال لـ"اليوم السابع" عن طبيعة التعاون مع المؤسسة العسكرية التى تدير البلاد، قال السفير الألمانى بالقاهرة: "لدينا قواعد خاصة فى التعامل مع الحكومات العسكرية إلا أن الأمر مختلف تماما بالنسبة لمصر التى تقف فيها المؤسسة العسكرية كضامن موثوق فى نزاهته من جموع الشعب المصرى لتحقيق الاستقرار والتحول السلمى نحو الديمقراطية".
أكد سفير ألمانيا بالقاهرة على استمرار العلاقات الثنائية بين البلدين والاتصالات المتبادلة مع الحكومة المصرية الحالية التى تطالب بفترة هدوء تستطيع خلالها ترتيب البيت من الداخل، ونحن على أتم الاستعداد لمد أواصر التعاون فى الوقت الذى تحدده وبالطريقة التى ترغبها، وعلينا أن ننتظر كيف تتطور الأمور، فمصر لديها كفاءات فى كل المجالات وقادرة على الصمود ومواصلة طريق التنمية.
وأكد بوك على حرص ألمانيا حكومة وشعباً على تقديم كافة سبل التعاون والدعم للشعب المصرى دون أن تفرض نفسها قائلا: "المصريون هم أصحاب القرار فى تحديد الطريق وعلينا مساعدتهم فى المضى قدماً فيه بتقديم المساعدات التى يرغبونها، وبما يحقق لهم التنمية والتطور"، مضيفا: "لا بد أن يكون واضحاً للجميع أننا لا نريد التدخل أو التأثير على قراراتهم".
وأوضح بوك أن الحكومة الألمانية لم تقدم أبداً أى مساعدات فى صورة تحويلات مالية حرة مباشرة أو مساعدات تسليحية إلى الحكومة المصرية أو غيرها، وإنما تعمل دائما فى إطار التعاون التنموى والثقافى من خلال مشروعات تهدف إلى تحسين البيئة واستثمار الطاقة وغيرها من مشروعات التعاون المشترك، وذلك منعا لإساءة استخدام تلك المساعدات، معرباً عن استعداد بلاده لإعادة النظر فى توجيه تلك المساعدات بما ينعكس بشكل أكبر على حياة المواطنين والعمل على تقويتها وتوسيعها مستقبلاً.
وأشار إلى أنه من أهم المجالات التى يتم التركيز عليها حاليا ومستقبلا تطوير التعليم المهنى والتأهيل الفنى بما يخلق المزيد من فرص العمل للشباب، والذين خرج كثير منهم إلى ميدان التحرير مطالبين بالحرية وبمستوى معيشة أفضل.
وأثنى السفير الألمانى على الثورة المصرية التى حافظت على كونها سلمية، خاصة بعد خطاب الرئيس مبارك الأخير الذى قال فيه إنه سيبقى فى المنصب، ولن يرحل لافتاً إلى رد الفعل الإيجابى من جانب المتظاهرين، برفع الأحذية تعبيرا عن الازدراء والاحتقار، بما كان له أثر فى تنحيه فى اليوم التالى، لافتا إلى التشابه بين ثورة المصريين وثورة وحدة ألمانيا منذ 20 عاماً، والتى كانت أيضا سلمية وبأيدى الشعب دون أى تدخل أجنبى.
وطالب بوك الشعب المصرى بمواصلة روح الصبر الذى تميزت به ثورته العظيمة، خاصة فى المرحلة الحالية التى يحتاج خلالها إلى قدر أكبر من الصبر والتضامن، لأن الطريق مازال طويلاً وشاقاً وصولاً إلى المستقبل الذى يطمح إليه.
وعن الاستثمارات الألمانية فى مصر قال بوك إنه تم الاجتماع، الخميس الماضى، مع عدد 30 شركة ألمانية لديها استثمارات فى مصر بمقر وزارة الخارجية فى برلين، وأكد خلاله المستثمرون على رغبتهم ليس فقط فى مواصلة العمل فى مصر، بل والسعى لزيادة استثماراتهم وتقويتها بشكل أكبر، مؤكداً أنه لم يتم سحب أى استثمار ألمانى من مصر خلال فترة الاضطرابات.
وفى نفس السياق، أوضح السفير الألمانى بالقاهرة، أنه لم يتم اتخاذ أى تدابير لإخلاء السياح الألمان خلال تلك الفترة، واقتصر دور السفارة على مساعدة الأسر الراغبة فى المغادرة فى ظل غياب الشرطة المصرية، لافتا إلى أنه رغم التحريض الإعلامى الحكومى ضد الأجانب فى تلك الفترة إلا أنه لم يصاب أى مواطن ألمانى بأى مكروه، ونعمل الآن على رفع التحذير الذى تم الإعلان عنه على موقع الخارجية الألمانية الخاص بنصيحة الألمان، عدم السفر إلى مصر خلال فترة الاضطرابات لتفاقم الأوضاع الأمنية.
وأعرب عن تفاؤله بإعادة تنشيط الحركة السياحية الألمانية إلى مصر، برفع هذا التحذير لما تمثله السياحة من أهمية كبيرة للدخل القومى المصرى، وتوفيرها أكثر من مليون فرصة عمل للمصريين، بما يعنى أن عدداً كبيراً من الأسر المصرية تعتمد عليها كمصدر رئيسى للدخل، وما يترتب عليه من الحفاظ على الاستقرار الاجتماعى الذى نأمله لأشقائنا المصريين، وانطلاقهم نحو مستقبل أكثر إشراقا تستحقه مصر وشعبها الكريم.
سفير ألمانيا بالقاهرة: المؤسسة العسكرية ضمان التحول السلمى للديمقراطية فى مصر.. المصريون يحتاجون فترة من "الصبر" لجنى ثمار ثورتهم.. ونتوقع زيادة معدلات الاستثمار والسياحة الألمانية للقاهرة
الثلاثاء، 15 فبراير 2011 11:27 ص
سفير ألمانيا بالقاهرة ميشائيل بوك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة