د. فتحى حسين

وسقط الفرعون!

الإثنين، 14 فبراير 2011 01:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سقط الفرعون رغم أنف الجميع بالداخل والخارج .. لقد سقط الفرعون لأن الشعب أراد الآن فقط ولابد أن يستجيب القدر وبفضل شباب مصر العظيم الذى ظل متماسك فى ميدان التحرير بالقاهرة وباقى محافظات مصر المختلفة من أجل الإطاحة بالنظام الحاكم الفاسد الظالم الذى ظل قابض على أنفسنا لمدة 30 عاما وكان يستعد لتسليم مقاليد الأمور إلى ابنه جمال، معتبرا أن الشعب المصرى قد أصبح بفعل المظالم الملقاة على عاتقه مثل الماشية لا رأى له على الإطلاق! وكنت أتذكر من قبل أن الحزن الوطنى الحاكم المحروق سابق والمقيل لأعضاء هيئة مكتبه الكبار حاليا قد أطلق شعارا له فى إحدى مؤتمراته السنوية الهلامية السابقة المدفوعة من دم وعرق وأعضاء الشعب المصرى يقول "البلد بتتقدم بينا" وأظن – وليس كل الظن أثما - أن الحزب وقتها كان يقصد أن البلد بتتسرق وبتتنهب بينا! وإحنا نايمين ومستلقين على قفانا لمدة قاربت على الثلاثين عاما، نشاهد الأفلام ومباريات كرة القدم، وكان الحزب خلالها مسيطر على أغلبية مقاعد المجالس التشريعية بالبلطجة والتزوير والفساد وغيرها من الاساليب القذرة المعروفة، ولقد أخطأ الرئيس حينما قال قولته الشهيرة تعليقا على تأسيس برلمان شعبى موازى: "خلّيهم يتسلوا"! فلم يكن أحد يحترم إرادة الناس ولا سيادة القانون، وكانت العدالة الاجتماعية فى خبر كان ..إلى أن جاءت ثورة الشباب العظيمة النقية فى 25 يناير، وأجبرته على التنحى من الحكم وإسقاط النظام كله وهؤلاء الشباب لا ينتمى لأى تيارات حزبية أو فكرية ودينية أو أى جهة ما، لكى تحوّل غشاوة الظلام الذى عاشته مصر لمدة ثلاثة عقود إلى شمس ونور يضئ لنا النهار، ويكسّر حالة الخوف التى عششت فى قلوبنا وأبت أن تخرج عن صمتها الطويل، وقد سطروا بدمائهم تاريخ جديد لمصر وللأمة العربية بعد عقود طويلة من الفساد والظلم والخنوع والاستسلام وكبت الحريات ..ولابد من تغيير اسم ميدان التحرير إلى ميدان الشهداء والثوار.

والحقيقة إننى لم أتعاطف كثيرا مع الخروج المهين للرئيس من سدة الحكم بسبب تماسكه بها إلى أن حرقت البلاد وزادت الخسائر بالمليارات وظهرت المبالغ المسروقة من الشعب خلال 8 سنوات فقط إلى 57 مليار دولار!!
ولأنى أرى أن مصر أكبر من أى شخص مهما كانت مكانته ومهما كان انكساره ومهما كانت ضربته الجوية التى جعلوها المنافقون هى السبب الرئيسى فى انتصارنا فى حرب أكتوبر1973، فمصر صاحبت حضارة سبع الاف سنة ولا يزال عندنا 1179 منطقة عشوائية يوجد بها 25 مليون فرد يعيشون فى مجاعة ويعاملون بشكل غير اّدامي,بلا خدمات أو مرافق أو أمن أو استقرار , ومصر التى راح من أبنائها 1500 مواطن فى عبارة الفساد وحرق أبرز مثقفيها فى مسرح بنى سويف والأبرياء فى قطار الصعيد، مصر التى خسرت المليارات الدولارات سنويا بسبب تصدير الغاز لإسرائيل وعقد أتفاقية الكويز التجارية معها، ومصر التى يوجد فيها 180 الف قضية فساد إدارى سنويا وأكثر نسبة أمراض الفشل الكلوى والكبد الوبائى والسرطان فى العالم ويتم رى أراضيها الزراعية بمياه الصرف الصحى والمجارى ويأكلها الشعب ويصاب بأبشع الأمراض، ومصر التى يكثر فيها ضحايا حوادث الطرق بنسبة تفوق ضحايا الحروب، علاوة على خراب التعليم وانتشار المرض والتطرف والفقر والأمية، ومصر التى استفاد منها فئة قليلة من رجال الأعمال الذين يهربون للخارج الآن بثرواتهم، وباقى الشعب يذهب إلى الجحيم ويقتل ويقمع ويهان ويعذب فى السجون ويسحل ويمثل به فى شوارع مصر، هذا بعض ما كان يحدث فى عهد النظام الحالى الذى يطالبه الشعب بالرحيل..وثورة الشباب تعتبر من أنقى وأشرف وأنبل الأحداث، فهم يتظاهرون فى ميدان التحرير من أجل حرية المصريين وكرامتهم وقد قتل منهم أكثر من 450 شهيدا وأكثر من 5000 آلاف مصاب برصاص رجال الشرطة والأمن، فأين حقوق هؤلاء؟ ومن يأتى لهم بحقوقهم وحقوق الشعب الفقير، خاصة أن صحيفة الجارديان البريطانية نشرت تقريرا يقول أن ثروة عائلة الرئيس مبارك تقدر بحوالى 70 مليار دولار وتعد الأغنى فى العالم وثروات رجال الأعمال التى تقدر بالمليارات فى سنوات معدودة ..فلابد من ملاحقتهم لإعادة هذه الأموال للمصريين.
لقد آن الأوان لأن يتولى حكم مصر جيل من شباب مصرالشرفاء الانقياء الذين لهم ولاء حقيقى لهذا البلد الذى يستحق التضحية كثيرا من أجله..






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة