حازم صلاح الدين يكتب: هل ينقذ أبوتريكة الرياضة من اتهام "الهيافة"؟!

الإثنين، 14 فبراير 2011 10:44 م
حازم صلاح الدين يكتب: هل ينقذ أبوتريكة الرياضة من اتهام "الهيافة"؟! محمد أبو تريكة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



ثورة 25 يناير التى فجرها شباب مصر الذى أفتخر أننى أنتمى إليه، فتحت شهية المصريين إلى محاربة الفساد فى العديد من القطاعات المختلفة، إلا أن ما أتمنى تحقيقه على أرض الواقع خلال المرحلة المقبلة أن نبدأ بتغيير أنفسنا أولاً، بالابتعاد عن سلبيات السلوك المُسيطرة على الشخصية المصرية، سواء كانت فى التعامل مع الآخرين والتقليل من شأنهم أو التعامل بضمير حى فى قطاع العمل المنتمى إليه، أو الاهتمام بنظافة الأحياء التى نسكن فيها، أو احترام المواعيد، وغيرها من الأمور الحياتية فى مجتمعنا.

أعتقد أن الاهتمام بهذه الأمور بداية الطريق الحقيقى فى عصر مصرنا الجديد الذى نأمل أن يكون أكثر إشراقاً عن ذى قبل، وهو ما اتفقت عليه مع العديد من أصدقائى فى الحديث عن الوضع الحالى والقادم بعد القضاء على النظام الحاكم وتنحى الرئيس مبارك عن الحكم، وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مقاليد الأمور فى البلاد بشكل مؤقت لحين إجراء انتخابات رئاسية بعد 6 أشهر.

بكل تأكيد يجب أن يتغير سلوك 80 مليون مصرى دفعة واحدة أمراً صعب المنال، كان هذا ختام حديث عابر دار بينى وبين هويدا الزمراوى وهانى عثمان زملائى فى "اليوم السابع"، حول سؤال طرحته زمليتنا العزيزة، هل الثورة الحالية ستأتى بثمارها المرجوة؟!.. أم أنها ستأتى بنتائج إيجابية لمدة فترة معينة، ثم تعود "ريما لعاداتها القديمة"، على غرار ثورات سابقة حدثت فى مصر والعالم الخارجى، إلا أننا اتفقنا على ضرورة الصبر لرؤية ما ستفسر عنه الأيام والشهور المقبلة.

خلال استمرار الحوار بينى وبين صديقى هانى، رغم فرحتنا الكبيرة بالثورة ومشاركتنا فيها بعد أن خرج كل واحد مننا على حدة للتعبير عن رأيه ومؤازرة شباب 25 يناير، ومنا الذى تعرض للضرب على أيادى الشرطة، ومنا من شاهد شهداء يلفظون أنفاسهم الأخيرة أمام أعينهم، فكم كان الحزن بداخلنا بسبب الموقف المخزى من غياب لمعظم الرياضيين عن هذا المشهد، لأننا بطبيعة الحال محررين رياضيين.. وأرى أنه آن الأوان أن تخرج الرياضة من عباءة "الهيافة" التى تتهم بها دائماً ويجب أن تعود إلى دورها الإيجابى بالمشاركة الفعالة مع الشعب، حيث إن الرياضة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وليس كما يحاول البعض من الزملاء الأعزاء فى الأقسام الأخرى فى معظم الصحف المصرية، يروجون لفكرة أن الرياضة وتحديداً كرة القدم، السبب فى ضياع أفكار وخمول الشباب، فالرياضة هنا ليست هى المتهم، إنما المنظومة الإدارية أضاعت الهدف الأسمى لها، بسبب تفشى الفساد والبيزنس الخاص وظهور "بهوات" وإعلاميين التحليل على الفضائيات بالساعات.

يجب أن تشهد الرياضة ثورة غضب هى الأخرى ضد "شلة المتفعين"، ولابد أن يكون نجوم الكرة لهم دور كبير فى عودة الثقة أمام الجماهير، ولهم دور فعال فى المجتمع، خاصة فى الفترة الحرجة المقبلة، فمثلاً لو شاهدنا نجما بحجم محمد أبوتريكة – بعيداً عن اختلافنا أو اتفاقنا معه عن التأخر فى إبداء رأيه عن ثورة الشباب- ينزل إلى الشارع للمشاركة فى حملة نظافة بشوارع وحوارى القاهرة، لك أن تتوقع واقع هذا المشهد ما سيخلفه من خروج العديد من الشباب من المناطق التى يسكنون فيها من أجل الحفاظ على نظافة الشوارع، وعدم إلقاء القمامة إلا فى مكانها الطبيعى، حتى تختفى من شوارعنا للأبد، أعلم أن اختفاء القمامة من الشوارع حلم وردى لكنه ليس مستحيلاً، وهو ما لمسته بعد أن رأيت "جروب" على الفيسبوك يسعى إلى احتواء مجموعات لثقيف العشوائيات فى كل أنحاء مصر.

فى النهاية.. أقترح على رجال الأعمال الذين يتبرعون بملايين الجنيهات للأندية من أجل التعاقد مع نجم الكرة "الفلانى"، وترضية النجم "العلانى" من تحت "الترابيزة"، حباً فى النادى الذى ينتمى إليه، أن يكون لهم دور استثمارى من خلال التبرع بمبلغ مليون جنيه على سبيل المثال، للمشاركة فى إنشاء مشروع ينتج منتجاً يعود بالنفع على الشعب المصرى، ويستوعب عمالة من الشباب فى مواجهة أزمة البطالة، على أن يكون عائد الربح يدخل إلى خزينة الدولة، حتى يتم زيادة معدلات المشروعات فيما بعد واستيعاب عمالة أكثر وأكثر.. ويجب ألا يقتصر الأمر على رجال الأعمال، فلابد أن يكون لنجوم الكرة والفنانين دور فى هذا الاتجاه، فضلاً عن العمل جدياً على استعادة البسمة على شفاه أسر ضحايا الثورة، الذين ندين لهم بالكثير.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة