واصلت الصحف الإماراتية الصادرة اليوم ،الاثنين، اهتمامها بالعهد الجديد فى مصر بعد نجاح ثورة أبطال التحرير فى تحقيق أهدافها بتخلى الرئيس حسنى مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية وتكليفه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، مشيدة بالقوات المسلحة على حسن تصرفها ووقوفها على مسافة مناسبة مما كان يموج سواء فى ميدان التحرير أو على مستوى الحكم.
وأعربت الصحف عن أملها أن يكون اليوم التالى لمصر أفضل فهى الآن فى مرحلة مفصلية فى طريق الإصلاح والتغيير والتحديث والتطوير بعزم وثبات نابعين من عزم شعب مصر وثباته، مؤكدة أن الكل فى المنطقة والعالم يتطلع إلى مصر العرب والعروبة والأمل كتابة عصر جديد يسجل لخير مصر وأمانها وخير الأمة وأمانها.
فمن جانبها، أكدت صحيفة (الخليج) أن ما يهم الوطن العربى بقعة ضوء تتسع لتزيل كوابيس الهيمنة والاحتلال والإصلاح والتنمية والديمقراطية والعنصرية وما يهم الغرب ترسيخ الظلام الذى عانى منه العرب عقودا من الزمن وعودة الوعى العربى كفيلة بالفرز ونبذ كل ما يفرض على المنطقة وأهلها من "توجيهات" كريهة.
ورأت الصحيفة أن للغرب دائما لغتين وأسلوبين لغة التهديد التى تملى على الآخرين الانصياع ولغة التمويه التى تحاول تجميل لغة التهديد .. الأولى تنذر بأنه إن لم تجر الأمور كما ينبغى من وجهة نظره فالعواقب وخيمة والثانية تخفى قباحة الأولى بالكلام المعسول عن حقوق الإنسان والغيرة على الحرية والديمقراطية.
وقالت "لم نسمع أو نر أن الأولى كانت لمد العون للثانية لم نر أو نشهد أن غياب الديمقراطية أو الحرية فى بلد حض الغرب على استعمال التهديد لتقويم الموقف .. ما شهدناه طوال العقود أن التهديد مرفقا باللغة الحلوة عن حقوق الإنسان يقع حينما تتهدد مصالح الغرب .. أما العصا والجزرة فهما منسجمتان مع استعمال اللغتين ..
العصا دائما لمن لا ينصاع للاملاءات والجزرة رشوة لمن يذعن لها".
وأشارت إلى أن هذه القاعدة اعتمدت وتعتمد فى معظم القضايا إن لم تكن كلها فى مختلف بقاع الأرض وقد كان هذا هو الشأن الغربى تجاه الأحداث فى تونس ومصر وكانت فجاجة الكشف عن الاهتمام الغربى بالديمقراطية وتطبيقاتها أن ما شغل دول الغرب جميعا بعد التغيير الذى حصل فى مصر لم يكن تطبيق الديمقراطية أو حماية حقوق الإنسان من خلال التخلى عن قانون الطوارئ أو البدء فى انتخابات حرة جديدة وإنما الأساس هو الحث على الالتزام باتفاقية "كامب ديفيد".
وبدورها ، قالت صحيفة (البيان) "إن التاريخ سيكتب بمداد من ذهب هذا التحول السلمى للسلطة فى أرض الكنانة مصر العروبة وهو بحق شاء من شاء وأبى من أبى إنجاز حضارى بكل المقاييس ولا يستطيع القيام به إلا المخلصون سواء كانوا فى سدة المسئولية السياسية أو كانوا شعبا وجيشا".
وأضافت أن الجميع امتلك توافقا دون اجتماع أو اتفاق مسبق على الحفاظ على مكتسبات الوطن من خلال حكمة التصرف بما منع خروج الوضع عن السيطرة ووقوع ما لا تحمد عقباه ومن ثم كانت التأكيدات والممارسات على مستوى عال من ضبط النفس وضبط للجموع عن التمادى فى التعبير بما يسبب وقوع أشكال من العنف الذى يخرج بالحدث عن أهدافه ومطالبه ولا يحقق أهداف هذا التحرك الشعبى الكبير.
أما صحيفة (أخبار العرب)، قالت "إن للتغيير وجوها عديدة فى المعنى والدلالة والاتجاه والخلفية والعناصر فإذا كان التغيير فى مصر قاده الشباب بمعرفة روح العصر ولغته وأدواته ودوائره وعلاقاته فإن الشباب "فتلة واحدة" فى النسيج الاجتماعى"، مؤكدة أنها كانت الأقوى خلال هذه المرحلة والأفعال والأكثر تأثيرا
ليس فقط بمطالبها ولكن بتصرفها الحضارى الذى كان بقعة ضوء عمت كل مصر بل كل العرب.
وأكدت أن الوجه الحضارى لكل عمل هو الأكثر أهمية من بقية الوجوه ففيه تجتمع الأصالة والمعاصرة والتسامح والسلم والعفو مع المقدرة والعلم مع الخيال والإصرار مع المرونة الموضوعية وشرف الهدف مع شرف الوسيلة والهدم للطالح مع العزيمة لبناء الصالح.
وأضافت "أن وجه مصر تجلى فى أيام هى مجرد لحظات فى عمر الشعوب عندما انفجرت طاقات الجموع بالملايين لتؤكد عزيمة البناء والتعمير بدءا برفع الحطام عن الميادين التى شهدت التجمعات المليونية وصولا إلى إزالة المخلفات وتحويل شوارع مصر إلى روح جديدة تعبر عن ميلاد مرحلة جديدة .. هكذا هى الثورات الحضارية المدهشة لكل العالم".
الصحف الإماراتية تواصل اهتمامها بالعهد الجديد فى مصر
الإثنين، 14 فبراير 2011 11:13 ص
المشير طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة