كان الناس يصلون المغرب وعند ختم الصلاة دقت أجراس الفرح عندما بدأ البعض يتساءل ماذا يحدث؟
فأتت الإجابة مفاجأة بأنه قد تنحى الرئيس مبارك وانتصرنا وتحققت مطالبنا، وأنه فوض الجيش لإدارة شئون البلاد. وقتها اشتعلت فرحة عظيمة لم يشهدها التاريخ من قبل، بالرغم من كل ما يحتويه من انتصارات ومفاجآت وثورات.
فهذه الثورة غريبة من نوعها، حيث إنها أتت بعد أكثر من ثلاثين عاماً، ربى فيها النظام رعاياه على الخوف والجبن من المطالبة بحقوقه والتصديق بأن خير مصر قد انتهى وابتلعه وحش يدعى الديون.
وانخدع النظام فيما رباه فى شعبه وأعتقد أنه قد تم برمجته خلال أكثر من ثلاثين عاماً على الخوف والذل وعدم الإخلاص, فحقاً انخدع، فشهدت مصر أحداث كثيرة خلال الفترة الماضية، وكان من يعترض هم قلة من الشعب, حتى ظن النظام أن ثورة 25 يناير هى مجرد مظاهرة ستمر بسلام مثل المظاهرات السابقة، وإذا قام البعض بالاعتراض أكثر ستقوم قوات الأمن باعتقالهم وضربهم بل وقتلهم بتهمة إحداث الشغب, فلم يأتِ فى بال أحدهم أنها ثورة ستكون فيها نهاية لعصر الظلم وبداية لعصر النور.
نجحت الثورة ليس فقط فى إسقاط نظام الظلم والكراهية والخيانة، بل نجحت فى أكثر من ذلك فى أنها أحدثت بالمعنى الحقيقى مفهوم الأخوة، فأصبحت يداً واحدة، فقد نحج الشباب فى إحداث فن الحب والثقة بين أطراف الشعب والرجوع إلى زمن الرحمة الجميل إلى زمن الاحترام والثقة.
لم تكن ثورتنا ثورة لإسقاط النظام فقط، فهى أيضاً ثورة داخلية شجعت كلاً منا بأن يبنى بلاده ويشارك فى وضع حجر الأساس فيها, وقد بدأت بالفعل الحملات فى الانتشار بين الشباب سواء عبر الرسائل المتداولة على الهواتف المحمولة أو على الفيس بوك، يشجع كل منهم الآخر بالمساعدة فى بناء العصر الجديد ومقاومة أى ظلم أو رشوة أو فساد, وكانت بداية هذه الحملات هى حملة لتنظيف ميدان التحرير وزرع الأشجار به ودهان أرصفته ليتحول لميدان خيالى يشهد عليه التاريخ بأنه كان فى يوم من الأيام مسرح عظيم شهد تغيير فى تاريخ مصر وأخلاق شعبها.
فشكراً لك أيها النظام الظالم الفاسد لم تنبهنا لشىء سوى للإخلاص لهذا الوطن ومعرفة مدى حبنا له، ومن اليوم قررنا نحن شباب 25 يناير، أنه سنقوم بمحاسبة كل فاسد على أرضنا منذ بداية عهد الظلم والفساد حتى نهاية العمر حتى ترفرف أرواحنا مع أرواح شهدائنا، مفتخرين بما حققناه من إنجازات وتاركين تاريخاً عظيماً لمن يرث بلادنا.
