قال الإعلامى الكبير حمدى قنديل إنه شعر باليأس الشديد بمنتصف ليل يوم 25 يناير وهو على سلالم دار القضاء العالى، فعاد إلى منزله قائلا: "هو احنا لسه هنقف على سلالم.. ما فيش فايدة"، مؤكدا أنه فوجئ بنجاح ثورة الشباب وقدرتهم على تغيير مصيره فى 18 يوما.
وأشار قنديل، خلال حواره مع الإعلامية منى الشاذلى ببرنامج "العاشرة مساء"، إلى أنه فيما مضى كان يترجم أقواله لأفعال واضحة من خلال تقديم بلاغات للنائب العام وما إلى ذلك، إلا أن الجميع اختار التحرك مع الشباب.
وأوضح قنديل أن ظهور الشباب بدأ منذ قضية مقتل خالد سعيد وحتى الآن، قائلا "كنت أشعر بوجود شىء ما سيتغير، لكن لم أكن أتوقع تلك النتيجة العظيمة"، منددا بحالات العنف والصدام الذى بدأ منذ جمعة الغضب بين الشباب وقوى الأمن المركزى.
وأشار لتصاعد أجواء الاحتدام التى وصلت لحد استخدام البلطجية، مؤكدا أن هذا الصدام كان سيسفر عن القوى القادمة لمصر.
وأضاف قنديل، أن معركته الأساسية مع النظام كانت معركة "فكر وعقيدة"، مؤكدا أن معركته لم تكن مع أشخاص.
وفيما يخص تطور المسار الإعلامي، أكد قنديل أن إعلام كل فترة له ما له وعليه ما عليه، مشيرا لوصف البعض لإعلام الستينيات بالديكتاتورية والإعلام الموجه، مضيفا: "إعلام الستينيات كان يدل على أننا لسنا بلدا ديمقراطيا"، مؤكدا أن عبد الناصر لم يدعِ أبدا تمتع البلد بالديموقراطية وأن نكسة 1967 أصابت الإعلام بنكبة.
وأشار قنديل لضرورة فصل ملكية الصحف عن سياسة التحرير، مشيرا لضرورة إجراء انتخابات نزيهة بجميع النقابات، وأن إلغاء قانون النقابات القديم يفرض بالوقت الحالى إجراء انتخابات نزيهة.
وأكد قنديل أن العالم العربى بأكمله مقبل على مرحلة جديدة تتسم بالانفتاح والاستقلال وتتسع لأصحاب الرسالات، وأن ما يشهده المسرح السياسى بمصر الآن من تغييرات إيجابية سينعكس بالضرورة على جميع الدول العربية، وكذلك الأمر فيما يخص الإعلام.
وطالب قنديل بإلغاء وزارة الإعلام، قائلا "وزارة الإعلام أصبحت شيئا من الماضي"، مشيرا لطلبه بإلغاء المجلس الأعلى للصحافة وإصدار الصحف بالإخطار كالأحزاب، مؤكدا فتح الأبواب أمام إنشاء محطات تليفزيونية جديدة لتغطية سريعة للأحداث.
وعن أجندة قنديل المقبلة، أكد فى مداعبة رقيقة انه يود الراحة من المجالين الإعلامى والسياسى معا، مشيرا إلى أنه يشعر الآن بحالة من الاطمئنان على الشارع المصرى.
كما أكد على ضرورة إعطاء المجال للشباب للتقدم والعطاء الحر، قائلا "أشعر بأننى حققت رسالتى، وما كنا ننادى به الآن يتحقق على أيادى جيل عظيم، والشباب هم من سيقودون البلد فى الفترة القادمة، ويجب أن نتخلى عن الصفوف الأولى ودعم الأجيال الجديدة".
