استحوذت أحداث ثورة 25 يناير منذ انطلاقها وحتى الإعلان عن تنحى الرئيس السابق، محمد حسنى مبارك، عن رئاسة الجمهورية القسط الأكبر من اهتمامات الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم ،الأحد، حيث نشرت الصحف الكبرى الصادرة من تل أبيب صورا كبيرة تعكس مشاعر الفرحة العارمة التى عمت الشوارع المصرية بعد رحيل مبارك عن السلطة.
وحفلت الصحف العبرية بالتقارير الإخبارية والملفات الصحفية الخاصة والتعليقات وردود الأفعال عن تنحى مبارك عن الرئاسة وتداعيات هذا التطور عربيا وإقليميا، حيث كتب أصحاب الأعمدة وكتاب المقالات والرأى مختلف التصورات والسيناريوهات المحتملة بعد انتصار الثورة فى مصر وتونس.
وخرجت صحيفة ،هاآرتس، الإسرائيلية التى تعبر عن شريحة اليسار داخل المجتمع الإسرائيلى بعنوان كبير وبالبنط العريض فى صدر صفحتها فى خبرها الرئيسى "استكمال الثورة المصرية.. فى نهاية 30 عاما من السلطة مبارك يتنحى عن منصبه"، مشيرة إلى أنه مساء يوم الجمعة أدلى نائب الرئيس عمر سليمان ببيان مقتضب عن تنحى مبارك وأطلق بذلك العنان للاحتفالات الشعبية.
ونقلت هاآرتس ترحيب رئيس الوزراء الإسرائيليى، بنيامين نتانياهو، ببيان المجلس العسكرى الأعلى للقوات المسلحة والقائم بإدارة شئون مصر فى بيانه الرابع، على التزام مصر بكل الالتزامات والاتفاقيات الدولية التى وقعتها مصر، بما فى ذلك معاهدة السلام مع إسرائيل، مشيرة إلى أن مجلس القوات المسلحة بقيادة وزير الدفاع محمد طنطاوى يتسلم زمام السلطة.
وتصدر الخبر الرئيسى لصحيفة ،معاريف، الإسرائيلية أحدى أهم الصحف اليمينة فى إسرائيل عنوان بعرض الصفحة الأولى لها "الساعة 17:57 من مساء يوم الحادى عشر فبراير 2011 ستدخل صفحات التاريخ فى مصر"، جاء فيه أن الثورة الشعبية المصرية حققت نصر كبير فى "ميدان التحرير" أشهر ميادين العاصمة ومصر.
وكتب المحلل السياسى بالصحيفة نفسها ،بن كاسبيت، مقالا جاء فيه "إن ما من أحد يستطيع أن يجزم إن كانت موجة الاحتجاجات التى انطلقت فى تونس وانتشرت بعدئذ إلى مصر قد توقفت.. أم أنها سوف تتواصل لتشمل الجزائر ثم عمان فدمشق؟".
بينما ذكر محرر الشئون الدولية فى القناة العاشرة من التلفزيون الإسرائيلى، نداف إيال، أن الدول الغربية تحاول إطلاق اختبار هام خلال العقود الأخيرة هو اختبار الديمقراطية فى العالم العربى.
وذكرت القناة العاشرة أن الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، أبدى ارتياحه من التطورات التاريخية التى سطرتها مصر، حيث شبه تغير نظام الحكم فى أرض الكنانة بأنه بمثابة انهيار جدار برلين.
وأوضحت صحيفة معاريف أن أنظار 80 مليون مواطن مصرى تتجه الآن إلى 3 قادة تقع على أكتافهم مهمة إعادة الاستقرار إلى النظام المهتز حاليا فى مصر ،على حد وصف الصحيفة، هم محمد طنطاوى وزير الدفاع والفريق سامى عنان رئيس أركان حرب الجيش المصرى، والفريق أحمد شفيق قائد سلاح الطيران السابق ورئيس الوزراء الانتقالى الحالى.
وأشارت معاريف إلى أنه على خلفية الأحداث فى مصر فقد قررت السلطة الفلسطينية إجراء انتخابات للرئاسة والبرلمان فى شهر سبتمبر من العام الجارى.
فيما ذهبت صحيفة ،يديعوت أحرونوت، الإسرائيلية الأوسع انتشارا من بين الصحف العبرية فى إسرائيل بنشر صورة ضخمة غطت الصفحة الأولى بالكامل ويظهر فيها أطفال مصريون تعمهم الفرحة وهم يرفعون العلم المصرى ويلوحون بشارة النصر عقب إعلان حسنى مبارك تنحيه عن رئاسة الجمهورية، وكتبت تعليقها بالبنط العريض تحت الصورة "مصر الجديدة".
وقدمت الصحيفة فى أعلى صفحاتها فقرات مقتضبة لتطورات الأحداث الهامة التى شهدتها مصر ابتداء بإطلاق معارضى النظام المصرى احتجاجات تطالب برحيل مبارك فى الـ 25 من يناير الماضى، مرورا بإقالة الحكومة، فتدخل الجيش المصرى لمنع حالة من الفوضى، فإجراء المسيرة المليونية، فالضغوط الأمريكية، فتخلى مبارك عن بعض صلاحياته، وانتهاء بتنحيه عن منصبه فى الـ 11 من فبراير الجارى.
وأشارت يديعوت إلى أنه بعد مضى أقل من يوم واحد على إعلان مبارك عن تنحيه عن الرئاسة، أمر النائب العام بملاحقة 3 من كبار المسئولين التابعين للنظام السابق وهم رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الإعلام.
ونقلت الصحيفة العبرية تحذيرات مصادر أمنية إسرائيلية من أن حالة الفوضى التى أعقبت الثورة المصرية قد تؤدى إلى ازدياد ملموس فى عدد المتسللين الأفارقة إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية - الإسرائيلية.
الإعلام الإسرائيلى يهتم بفرحة المصريين فى الشوارع
الأحد، 13 فبراير 2011 06:38 م