أكتب لكم ولن أكون كاذبة عندما أقول لكم أن دموعى تسبق حروفى، دموعى تسطر كلماتى وعباراتى.
دموع الفرحة والخلاص.. نعم الخلاص من الاستبداد والديكتاتورية وعودة الكرامة والحرية
بالأمس جاءنى خبر من مصدر موثوق منه أن الرئيس سجل خطاب التنحى وسافر هو وزوجته.
صرت أقلب المحطات يمينا ويسارا لكى أرى مدى صدق هذا الخبر ولكنى لم أجد شيئا.
صبرت ودعوت الله وبعد دقائق معدودة وجدت إعلانا عن بيان للرئيس المتنحى فشعرت أن ما وصلنى يبدو صحيحا.
يا إلهى أيفعلها جلست أتابع القنوات وكلى شغف وحينما أصدر الرئيس السابق بيانه.
أصبت بالإحباط واليأس الشديدين فلم يكن تنحيا، فقدت الأمل بعده من زوال هذا الحاكم الطاغوت.
تحدثت إلى نفسى بعدها بصوت عال، وصرت أجوب البيت هنا وهناك متسائلة كيف يعاند شخص واحد إرادة شعب بأكمله كيف يصر هذا الشخص على خطبه الإستفزازية المتضاربة دون أدنى اعتبار لهذا الشعب.
صرت أهذى بكلمات وعبارات غير مفهومه حتى أنى أُتهمت بالجنون ولم يغمض جفنى لحظه وصبرت ودعوت الله أن يخلصنا من هذه الغمة ويبدو أن أبواب السماء كانت منفرجة حتى جاءنى صدق ما سمعت وفى هذه اللحظة بالتحديد التى أكتب فيها مقالى هذا تم الإعلان عن تنحيته ولن تستطيع كلماتى أن تصف لكم ما شعرت به.
كان شعور واحد فقط.. شعرت بفك قيد مصر نعم فكانت مصرنا مقيدة ومكبله بأغلال هؤلاء الفاسدين.
تم فيك قيدها بفضل شبابها الحر الشجاع.. فشكرا لشباب جعلنا نشعر بأمل المستقبل شباب كان القوة التى حركتنا وحركت بوصلتنا إلى الانتماء بعدما افتقده البعض كثيرا.
مصرنا اليوم قد عادت إلى أحضان أولادها بفعل إرادة أولادها أيضا، ولم يكن منا من يملك حتى مجرد تفاؤل عن انفراجة قريبة.
لم يكن أحد منا يتوقع هذه الشرارة التى أشعلها الشباب.. شرارة زرعت فى نفوسنا الأمل بعد أن تسرب الإحباط إلى نفوسنا.. حيث كمموا الأفواه، وزرعوا الخوف فى قلوبنا.
لكن شبابنا لم ترهبه تلك الأساليب فالفارق بين الجمل والفيس بوك هو نفس الفارق بين الجيل الفاسد الذى ذهب وانزوى والجيل الحر الشجاع الشريف.
جيل امتهن حرفة التمويه والخداع ولا يعلم أن هذه الأساليب ما عادت تتماشى مع جيل الإنترنت والوضوح والشفافية حاولوا بكل السبل إلصاق التهم بهؤلاء الشباب الحر، فقالوا لنا إنهم تبعا للإخوان ثم عادوا وقالوا أمريكان لا لا بل إيران ولم يريدوا أن يصدقوا أنفسهم بأن هؤلاء هم أبناء وطننا الشجعان نحن الآن فى حاله تتوقف بها عقارب الساعة.
فلقد عادت لنا مصرنا الغالية ولنحافظ عليها بكل ما نمتلك من قوة فهى فى حاجة لنا جميعا.
