إلى الشهداء فى عليائهم
إلى الجرحى فى أماكن علاجهم
إلى المعتقلين فى أماكن حجزهم وسجنهم
إلى المتظاهرين فى ميادينهم
إلى النساء اللواتى كانت تلهج ألسنتهن بالدعاء
وإلى الأطفال الذين تسمروا أيام وليال أمام التلفاز وهم لا يعون ما يجرى
إلى الطفل الفلسطينى الذى لقيته على باب المسجد بعد صلاة العشاء وهنأنى برحيل مبارك
إلى الإخوة العرب من المثقفين والمفكرين الذين تصدوا لمكر حكوماتهم وانحيازها السافر لمبارك
إلى شباب مصر الثائر الذين قرروا أن تكون هذه هى معركتهم الأولى والأخيرة
إلى أبنائى الذين لم يتركوا عمر سليمان يكمل بيانه إلا وسجدوا لله شكرا على هذا النصر الكبير
إلى الأحرار فى كل مكان حول العالم
أيها الأحرار كم أشعر بأنى عنقى يطال السماء وأنا أسمع خبر رحيل الديكتاتور
بكيت لأننى عشت هذه اللحظة المباركة ورأيت بعينى رأسى كيف تنتصر إرادة الشعوب
وبكيت وأنا أتلقى التهانى من أخوتنا الخليجيين
صحيح أننى بكيت يوم رحل عبد الناصر ولكننى كنت طفلا لا يعيى
وبكيت يوم انتصرت مصر فى رمضان – أكتوبر 1973 وقد كنت صبيا
ووقفت مندهشا وأنا شاب أشاهد كيف ودع السادات شعبه فى جنازة عسكرية بعد ما قتل بين يدى جيشه
واليوم أبكى وأنا أرى فرعون مصر يتنحى بعد مماطلة وأخذ ورد ولكنه رحل وأخذ معه كل الماضى الأليم.
إلى أسر الشهداء وأهالى الجرحى والمعتقلين أنحنى أمامكم جميعا وأشعر أننى صغيرا جدا أمام عطائكم فقد أعطيتم، وهذا هو حصاد عطائكم، وستظل دمائكم الذكية تروى أشجار الحرية فى مصر والعالم العربى.
آخر السطر
اليوم مصر ولدت من جديد
ونقول لها حمدا لله على السلامة يا مصر