فرحة وسعادة المصريين لا تقدر ولا توصف بعدما أراد لهم الله "المعز المذل" أن ينجحوا لأول مرة فى تاريخهم القديم والحديث بإسقاط نظام حكم أشبعهم فساداً وذلاً ومهانة وجعلهم _ وأولهم الشباب _ يعيشون مثل الكائنات الحية "الميتة"، وحولهم إلى شعب افتراضى يعيش فى بلد لا يملك فيها أى شىء، حتى أبسط حقوق التعبير عن رأيه أو غضبه وكبته واكتئابه، الذى أصبح السمة المميزة الأولى لأى مصرى.
لن أتكلم وأحكى كثيراً عن أنواع العذاب الذى عانى منها كل المصريين الشرفاء من "زبانية" النظام الساقط، لأنى لو حكيت لن يكفينى مقال، بل سنحتاج موسوعة كتب ندون فيها سوياً مأساة شعب مصر.. لكنى سأتكلم الآن عن أفراح بداية تنفس نسائم الحرية وأرباح ومكاسب ثورة التحرير، الذى فجرها الشباب بعدما ظن النظام الفاسد البائد "الساذج"، أنهم سيظلون ميتين للأبد، ورجمهم بلعنات السخرية والاستهزاء والخيانة عندما قرروا فقط نزول التحرير للمطالبة بحقوقه.
أخيراااااً.. هنفرح كلنا لأننا بقينا نقدر نحقق كل اللى نحلم بيه، بعدما كنا نسينا يعنى إيه "نحلم".. ثورتنا هتخليتنا مش بس نقول لأول مرة "الرئيس السابق أو المخلوع"، أو نقدر نختار الرئيس القادم بكامل حريتنا وبإرادتنا الحقيقة بدون أى تزوير، ومش هتخلينا بس نحدد مدة الرئاسة لفترتين بالكتير، ولا هتخلينا بس قادرين على محاكمة أى فاسد مفسد ناهب وسالب لأموال وأحلام المصريين، ولا هتخفف حزننا على عذاب السنين وسقوط الشهداء المصريين برصاص الغدر.
وكمان مش تخلينا بس نثور ونعترض وما نخافش وناخد حقنا من أى طاغية ظالم، حتى لو كان رئيس الجمهورية نفسه.. ثورة التحرير هتخلى أى مصرى وطنى شريف ومؤهل للحكم، يحلم ويفكر يرشح نفسه للرئاسة ويقدم كل الخير للشعب اللى كفر بأى خير ممكن يجى من السلطة، وهتخلى أى مصرى يعمل بكل إيمان وجهد عشان يخدم شعب مصر الطيب، اللى رسولنا الكريم قال إنه "فى رباط إلى يوم الدين".
خلاص يا شعب مصر العظيم تقدر تحقق كل أحلامك وطموحاتك المشروعة.. وعشان خاطر هذا النصر المبين، أوجه رجائى لكل مصرى مسلم أو مسيحى أن يصلى صلاة شكر، ويدعى بكل خير وطيب لأرض مصر المباركة ولأهلها، ويحمد لله بكل ما أوتى من قوة إنه منحهم الشجاعة والقوة والصبر والشهادة فى سبيله وسبيل الوطن، والأهم أنه جعلنا شعب "يبعث من جديد بعدما كان يغط فى موت عميق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة