جميل ما تحقق على أيدى الشباب وجميل الفرح والزغاريد والأعلام، والأجمل انتهاء حقبة بكل مالها وما عليها وبداية عهد جديد على يد جيل جديد خطف أنظار العالم وجعله مشدودا يتابع كل يوم بشغف هذه الثورة الجديدة فى نوعها الفريدة فى تلقائيتها ورشاقتها وجمالها وهتافاتها خطفت أنظار العالم وكانت خبرا رأسيا إن لم يكن أول خبر فى كل تلفزيونات العالم وقد فوجئت عندما جاءنى صديق يتابع الأخبار الهولندية.
وقال إن نشره الأخبار كلها كانت ١٢ دقيقه كان نصيب مصر منها ٨ دقائق ويوميا كان الهولنديون يسألون عن الجديد وعن مبارك وعن الشباب وعن الهتافات، كنت أحكى بفخر كان ينظرون معى إلى الشباب الذى ينظف الأرض أثناء التظاهر وكنت احكى عن اللجان الشعبية التى كانت تقف فى كل شارع كنت أحكى لهم عن الأطباء الذين تركوا عملهم ونزلوا للمشاركة فى علاج المصابين، كنت أحكى لهم عن تكاتف المسلم مع المسيحى، كنت أحكى لهم عن عدم وجود حاله تحرش أو سرقة واحدة داخل الميدان.
كنت أحكى لهم عن إقامة الصلاة فى مكان التظاهر، كنت أحكى لهم عن جمال وتعاون الشعب المصرى وتقاسمه اللقمة، كنت أترجم لهم الكتابات الساخرة وخفه دم المصريين فى أوقات الشدة، كانوا مبهورين بما يسمعوا ويشاهدوا وتعاطفوا معنا كثيرا وتمنوا لنا حياه افضل وجاءنى صحفى وأجرى حديثا وسالنى عن مصر قلت له وجودك ومجيئك الآن اكبر دليل على أهميه مصر فانت تريد ان تنشر عن مصر من مصرى سالنى عن الشباب والرئيس مبارك والجيش والاخوان والمسيحيين وعن اهلى وبعدها أرسل لى نسختين من الجريده وخطاب شكر على عنوان بيتى وعندما تنحى الرئيس الليله اتصل بى هذا الصحفى واول سؤال كان هل تخافون من الجيش ومن حكم عسكرى قلت له لا نخاف من الجيش لان افراده من الشعب وليس غريبا او من بلد آخر واعتقد أنها فتره مؤقتة وستعود الأحوال للمدنيين.
شكرنى وشكرته لاهتمامه واشكر كل شباب مصر الذى جعلنا فخورين بأننا مصريين فى الغربة بعدما مرت ايام كالدهر التقيل علينا كنا نلتصق بشاشه التلفاز والتليفون لا يفارقنا عشنا الحزن على الشهداء وعشنا الرعب والخوف ايام البلطجيه وعشنا الترقب والانتظار مع كل خبر عاجل،وعشنا الفرحه وادمعت عيوننا وتمنينا ان نكون فى بلدنا فى اجمل لحظات عمرها..اتصل بى صديقى هشام معوض من مصر وكم كان سعيدا وحاول فى كلماته ان يصف العرس واجمل ماقاله لى عندما تعود ستجد بلدا آخر وهنا مربط الفرس كما يقال وهنا يبدأ الحديث الجد فكرت كثيرا فى كلمه بلد آخر عندما رجعت لبيتى وشربت كوب الشاى الاخضر ابو نعناع وقسمت نفسى فريقين الاول كان متفائل جدا يحلم بان تكتمل الثوره وتتحقق كل مطالبها فعلا ونعيش فى بلد يحترم حقوق الانسان ويعامل المواطن على أساس انه إنسان يجب ان يحترم متساوى فى الحقوق والواجبات مهما كان ابن وزير او ابن عم شحته بتاع الليمون والجرجير بالطبع مع احترامى للاثنين،بلد لا تخاف فيه ولا تشعر بالقلق عند نزولك من الطائره ودخولك لصاله المطار واخذ جواز سفرك وحجزك بعض الوقت تمر عليك كالسنين العجاف للتاكد من شخصيتك ثم يقولوا لك بدون اعتذار طاهر الشيخ اخو كفر الشيخ تشابه اسماء،،،بلد جديد تستطيع الدخول لقسم الشرطه تشتكى وتقدم بلاغ بدون خوف على قفاك من يد عم رجب المخبر صاحب اليد الطرشه،،،بلد جديد تستطيع ان تستخرج ورقه رسميه بدون تعقيدات واختام وامضاءات ودوخينى يالمونه وفتح أدراج ودى كبايه شاى ودى هديه حماده ودى اكراميه للوليه مش رشوه أعوذ بالله،،،بلد جديد بنظام تعليم جديد على الاقل يرحم الاطفال من شنطة المدرسة التقيله التى كانت السبب فى جعل كل الاطفال عندهم اتب وانحنت ظهرهم واصيبوا بالديسك مبكرا،،،بلد جديد يضمن للمواطن حد ادنى من العيش بمرتب يصاحبه حتى آخر الشهر ولا يتوه منه بعد اسبوع ويضطر ان يصرخ مرتبى تاه يااولاد الحلال ويبحث عن دخل اضافى ويقبل اى عمل ويضطر لقبول المال من حله وحرامه بحجه مضطر لابطل،،،بلد جديد به نظام تامين صحى محترم للجميع لا يطلب منك شاش وسرنجه وورقه وقلم علشان يكتب لك الروشته،،بلد جديد يحترم الموظف والعامل عمله ويحبه ويؤديه باتقان لآخر دقيقه ولا يتحجج يدوب الحق الشوط الاول من ماتش الاهلى او حماتى معزومه عندنا،،بلد جديد يهتم فيه الفلاح بارضه ويعود لزراعه القطن والقمح والفول وتساعده وزاره الزراعه لقد شبعنا وذهقنا من الكاكا والفراوله والكنتالوب والادفوكاتو والكريز والحلبسه ولا احد يسالنى عن هذه المنكرات اقصد الانواع،،بلد جديد يعتنى بالمواطن فى الداخل ويحافظ على كرامته فى الخارج ولا يرسل خريجات الجامعه للعمل كخادمات فى بيوت الخليج تحت اسم مربيات ومديره منزل تمسك الجردل والخيشه وطويل العمر يجلس على الكرسى ويبحلق من وراء الجرنال اللى ماسكه بالمقلوب،،ونذهب للنصف الآخر من نفسى المتشائم الذى يخاف ان تفرط الثوره فى مكتسباتها رويدا رويدا ويعود التزوير للانتخابات ويظهر رجال اعمال صف تاني،،اخشى من بلد جديد لا تسرع فيه الحكومه بخطوات جديه نحو الاستقرار وتعويض الخسائر،،،اخشى من بلد جديد تتكالب وتتصارع فيه الاحزاب على مقاعد السلطه بدون وجود حقيقى لها فى الشارع ولا العمل السياسى والاجتماعي،،اخشى من بلد جديد يعود فيه الشباب لبيوتهم ويصبحون على جيوب خاليه ولا يجهد نفسه فى البحث عن عمل ويعود لقعده المقهى والسيبر والشات،،،اخشى من بلد عند حدوث اى مشكله صغيره فى مصنعه او شركته او مدرسته يزحف لميدان التحرير ويعطل سير الحياه بحجه التظاهر ويعتصم هناك حتى تعود الزوجه الغضبانه للبيت،،،اخشى من بلد جديد لا يعجبه حكومه ولا وزاره ولا نظام ولا دستور ولا تشكيله ولا انتخابات وسيكثر المفتين والمتنطعين وسيعتقد الكثيرون انه عنتر وانه وحيد عصره وانه جهبوز فى القانون او السياسه او مصلح زمانه ويضيع الوقت وتضيع طاقه الحماس ونعويد اكثر احباطا وصوتى ياللى مش غرمانه،،،اخشى من بلد جديد واتمنى بلد جديد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة