كانت "تونس" فى رأس الرئيس مبارك "المتنحى".. بدأ شباب مصر ولم يتحرك.. حدثت "مدعكة" فى ميدان التحرير يوم 25 يناير ولم يظهر.. وتحرك يوم الجمعة "جمعة الغضب".. وهو يقول لنفسه: "أنا لسه مش بن على".. ويقيل الحكومة.. والغضب يزداد.. ويقول: "أنا مش بن على".. وتمر الدقائق والساعات وشباب الثورة لا يتراجعون خطوة للخلف.. "ارحل.. ارحل".. ويتنازل الرئيس "المتنحى مرغما" ويقول: "خطبته" التى أبكت الجميع.. سأموت على أرض مصر.. لكن الله كان غاضبا على الحزب الوطنى ومبارك وكل من له صلة به.. لتظهر "الحمير والبغال والجمال" فى ميدان التحرير.. لتحدث تحولا وتنقذ الثورة بعد أن أخذت "مسكنا قويا".. ودخلت عصابة "أبو لهب وأبو جهل "إلى الميدان وكأنهم فى حرب سنوات الجاهلية الأولى.. دخلت العصابة لتعيد الثورة من جديد أكثر قوة وإصرارا على "سلمية..سلمية".
الرئيس الذى تنحى قبل محاكمته بتهمة تعريض البلاد للخطر كان "بن على" فى رأسه.. ها هو يعدل الدستور ويقول: "مش هترشح ولا ابنى هيترشح".. ويقول: "هعدل الدستور".. ويأتى بطيئا: "لابد أن نحقق فى واقعة الجمل ونحاسب المخطئين".. يتحرك الرئيس الذى "خلع خارج البلاد" ببطء فى مواجهة شباب يجرى بسرعة "مليون حصان".. ويزداد الضغط.. وتبدأ الأرض من تحته فى الانهيار.. ويضطر أن يفوض سلطاته إلى نائبه عمر سليمان.. ويظن انه ارتاح ويخرج بـ"كرامة".. لكن الشعب قام.. وتحرك بقوة.. لا نريده.. لن يكون "رمزيا أو شرفيا أو ديكورا حتى نهاية ولايته".. لن يبقى فى مصر التى "خربها وخربها حزبه".. "هو وبتاع الدرامز.. أمين تنظيم الكباريهات".. لن يبقى بيننا.. معلش يا ريس: "مكنوش بيتسلوا".. نشكرك "انت وحزبك.. وجمالك.. وعزك.. ومفيدك وفتحك وزكريك وصفوتك ونظيفك وأنسك الفقى ".. نشكركم إنكم جعلتم الشعب يقوم.. الشعب يطيح.. من أمامه.. يطيح بـ"الظلمة والمستبدين والحرامية".. يطيح.. ليزيح الستار عن "مصر الجديدة".. مصر التى كنا نحلم بها.. مصر الحلوة.. البهية.. مصر بولادها وشبابها.. مصر إللى بكت على ولادها الشهداء.. مصر بخير.. بجيشها وحبه لوطنه وشعبه.. مصر مش عايزاكم.. خالص.. بس عايزة "ثروتها" إللى نهبوتها.. وضيعتوها.. ثروة نرجع بيها مصر.. مصر إللى ضيعوتها انت وحاشيتك".
يا ريس يا "متنحى مرغما" كنت بطيئا.. وقراراتك ليست سريعة.. ليست بسرعة شباب يناير 2011.. بسرعة: "توك توك" فى مواجهة طائرة تنطلق بقوة.. يا ريس .. يا "متنحى" كنت تحرز أهدافا بعد أن يطلق الحكم صافرة النهاية.. تحرز أهدافا لا قيمة لها.. تقف وتلعب بالكرة عقب أن يكون "الجمهور" فى طريقه إلى خارج الاستاد و"تجيب أهداف".. وتمسك الكورة تانى وتجيب جول تانى.. وتالت.. أجوال لن تحتسب.. أهداف جاءت فى نهاية المطاف.. أهداف ليست كالأهداف.. أهداف تحرق الدم.. تحرق الدم يا ريس.. يا متنحى.