شعبان هدية

حتى لا ننسى شهداءنا

السبت، 12 فبراير 2011 07:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها لحظة النصر، ولحظة استنشاق الحرية ونسيم الصباح، لحظة سقوط كل الأصنام والآلهة التى صُنعت وصنعناها وأوهمتنا وأوهمنا أنفسنا بها طيلة عقود طويلة، والفضل فى هذه الصحوة يعود إلى شباب ضحى بروحه وحياته فداء للحرية.

وليكن هناك وفاء منا سواء من شارك بجهده أو وقته أو قلمه أو حتى دعاؤه، علينا جميعا مصريين أن نفكر فى حق أكثر من 350 شهيدا وحوالى 4000 مصاب، منهم الشباب والشيوخ والأطفال والسيدات سواء سقطوا فى الميدان أو خارجه، وفى حقوقهم علينا.. إذا كنا فعلا نتشوق منذ عقود للتغيير وها هم قد قدموا أرواحهم ضريبة عنا، لابد لنا أن نرد الجميل.. ولكن كيف؟ هذا ما يجب أن يشغل بالنا لبعض الوقت لنصل لطريقة ومقترح نرد فيه ولو جزء لهؤلاء وأسرهم، فمنهم تامر الذى كان يعول والدته المسنة من السيدة زينب ولم يكن له أى ذنب إلا أنه تواجد فى الشارع يوم 28 يناير فتلقى رصاصة فى صدره.

ومنهم بلال الطفل الذى لم يكن يتم ربيعه العاشر وتابعته فى حركته فكان شعلة حماس وحركة فى الميدان يوم الأربعاء الثانى من فبراير، يلم الحجارة فى قميصه، ويلقى بيديه بقوة لا أدرى من أين له فى وجه من المعتدين من جانب ميدان عبد المنعم رياض.. وشجت جبهته بقطع طولى وأخذناه على المستشفى الميدان ولحظات وقبل أن يهدأ خرج يجرى على موقعه مرة أخرى يلم الحجارة ويلقى بها حتى حملناه فى الإسعاف فى فجر الخميس وكانت لحظة ارتقاء روحه للسماء.

مثل هؤلاء الكثير والكثير الذين يستحقون أن نبحث فى مصير ذويهم.. فلتكن مبادرة شعبية جامعة يشارك فيها الأفراد والهيئات والجماعات والأحزاب لتكفل هذه الأسر، ولا تحسبوا أن هذا إحسانا ولا شفقة ولا تفضل من أحد لهؤلاء، ولكنه مشاركة وضريبة بسيطة جدا مهما ساهمنا فيها مقابل ما قدمه هؤلاء بجهدهم، فليتم فتح حساب مصر فى جميع البنوك لتلقى لا أقول تبرعات ولكنه مساهمات فى بناء أسر أبنائنا وأشقائنا.

فلنكن جادين وصادقين فى لحظات لا ينفع فيها التلون ولا التهرب.. فالتغيير الذى كنا ننشده ونتشوق إليه، ها هو قد أتى به شباب ميدان التحرير والسويس والإسماعيلية والإسكندرية والوادى الجديد، وكل بقعة فى مصر، فحتى لا تأخذنا نشوة الانتصار والأفراح، ولا تأخذنا الاهتمامات بالتفاصيل السياسية والمستقبل الذى لابد أنه طويل ويحتاج تفكير عميق، ولكن هذه الأسر التى فقدت عائلها أو فقدت أبنها تحتاج منا ليس نظرة ولكن حركة ومد اليد فهذا واجب علينا جميعا ولنبدأ من اليوم وليس الغد.. حتى لا ننسى شهداءنا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة