خلود العميان

الشعب هو السلطة

السبت، 12 فبراير 2011 04:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما فعله شعبُ مصرَ هو درسٌ فى الكرامة، والحرية للشعوبِ العربيةِ، بعدما كنّا نعتقدُ أن حكوماتِنا العربية حذفتْ من مناهجِنا كلّ ما يمتُ بصلةٍ لمصطلحات الحرية والشموخ والكرامة والشرف. أصبحتْ كلماتُنا ترتجفُ، وأصواتُنا مخنوقهً. وأقلامُنا مسلوبةً، أصبحنا نتغطى بأسماءٍ وهميةٍ لنعبر عن آرائنا، ونتلحفُ بشعاراتٍ فُرِضت علينا لم نختارها، ولم نشاركْ فى صنعِها.

عشتِ يا تونس أبيه، وعشتِ يا مصرحره، وسلمتْ يمناك يا شعباً أعادَ لنا كرامتَنا، سلمت يمناك يا شعباً سطّرتَ لنا تاريخَ الحرية وقهرتَ العبوديةَ والظلمَ والفقرَ؛ تاريخ عبودية من نصّبوا أنفسَهم أسيادَنا، أولئك الراقصون على جراحِنا فى كلِّ مكانٍ .

هذا اليوم، يا عرب، لن يمرَّ مرورَ الكرامِ، كلُّنا نتوقُ لنشوةِ الكرامةِ والحريةِ، كلُّنا شوقٌ وعطشٌ لراياتِ النصر تخفق عاليةً، نصر نرفعُ رايتَه عاليةً ونقول فيه "الشعبُ هو السلطةُ"، بكل حسرةٍ وألمٍ نقول، يا قادةَ العربِ، كم اشتقنا لرفع قامتِنا، كم اشتقنا لنورٍ يطلُّ على نوافذَ قرًى مهجورةٍ، وبيوتٍ هجرها أهلُها فى غربةٍ لا تنتهى، اشتقنا لنورٍ يمرُّ بقربِ ديارٍ بعيدةٍ قريبةٍ. نرفضُ بعد اليوم الظلمَ والعبوديةَ، نرفض الغربةَ فى وطنٍ لم يعد وطناً لنا .

صباح فجر الحرية يا مصر الأبية. شعبٌ رفضَ الذل. يا شعب مصر اشكو لكم حالى انا العربي، منذ ذاك العار الذى لحق بنا ، منذ سقوط بغداد، وقلوبُنا تنزفُ؛ منذ فجرِ العيدِ، ذاك الذى شُنِقَ فيه الشرف العربي، وكان ضحيةَ عيد الأضحى، ذلك الفجر التى حُبِستْ فى الدموع، وحُشِرتْ فيه الأنفس، من أيامٍ طويلةٍ وقلوبُنا ملتهبةٌ، وقامتُنا منحنيةٌ، أثقلنا عارُ احتلال بغداد بحجة التحرير، منذ ذلك اليوم حتى يوم نصر تونس، ويوم تحرير مصر، نرفضُ أى ظلمٍ، ونقول نحن شعبٌ عربى واحدٌ من المحيط إلى الخليج، همُّنا واحدُ، وجرحُنا واحدةٌ.

ويا جامعة الدول العربية، متى تنفضى الغبارَ عن أعتاب أبوابِك، يا من خدّرتى طموحَنا، واسكنتى آلامَنا بقراراتٍ وهميةٍ، وشرعياتٍ مزورةٍ، كنت وما فعلتي؛ كنت لتخفيف آلامنا، وما كنت إلا همّاً فوق همومِنا .

اليوم، شعبا مصر وتونس، يعطياك درساً فى الكرامةِ والعزةِ والشرفِ العربى المسلوبِ، هذا الشعبُ البسيطُ لم يعد شعباً مقهوراً بعد ليلة أمس، الجمعة، هو شعبُ البطولات، يا جامعة الدول العربية جفت أحبارك على جثث شهدائنا فى كل مكان.

أولئك الشهداء الذين كانوا ثمناً لتلك الحرية التى سينعم بها الشعب المصري، وسوف تكون دماؤهم نبراساً لكلِّ الشعوب التى تتوقُ إلى الحريةِ والعزةِ والكرامةِ؛ أولئك الشباب الأطهار الذين كانوا فى عمر الورود، وسقطوا برصاص الغدر والاستبداد فدماؤهم صارت حبراً يصيغ للعرب تاريخهم وإرادتهم بعيداً عن أنظمة بالية وتاريخ اسود.. دماء ترفض التبعية و إملاءات المنابر المخادعة.

من الخليجِ إلى المحيطِ، كلُّنا اليوم يدٌ واحدةٌ، جمعتنا صفحات الـ(فيسبوك)، وشبكة الانترنت، نحن الباحثون عن الحرية، لم نجدها فى عقر دارنا، بعد اليوم انت يا مصر ملاذنا، وشواطئ طموحنا وأحلامنا.

وانت يا شعب مصر الكريم، لك من كل بقاع الأرض تحيه، ويا شهداء التحرير جعل الله مثواكم الجنة، ويا محمد بوعزيزى، طيب الله ثراك.
نحن الشعب ونحن السلطة، وأنا العربي، لن اخجل بعد اليوم من هويتى.

• رئيس تحرير مجلة فوربس الشرق الاوسط





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة