توقع خبراء فى الشئون السياسية، أن تشهد الحياة الحزبية فى مصر تباينا جذريا عقب نجاح ثورة 25 يناير وتنحى الرئيس مبارك عن الحكم، وأشاروا إلى أن بعض الأحزاب القائمة حاليا قد تختفى تماما خلال الفترة المقبلة بعد إطلاق حرية تشكيل الأحزاب.
من ناحيته توقع الدكتور عمرو الشبكى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، اختفاء حزبى التجمع والناصرى فى حالة عدم إعادة تأسيسهم من جديد، كما دعا إلى حل الحزب الوطنى وإعادة تأسيسه مرة أخرى بشكل يفصل بين الحزب ومؤسسات الدولة باسم جديد على غرار ما حدث فى عدد من الأحزاب الشيوعية فى أوربا الشرقية عقب سقوط الاتحاد السوفيتى حيث أعادت إنتاج نفسها تحت مسمى الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية.
وقال الشبكى لـ"اليوم السابع": لابد من حسم خريطة الحياة السياسية فى مصر خلال الفترة المقبلة عبر آلية ديمقراطية يتم من خلالها فتح المجال لظهور أحزاب جديدة قد تتجاوز الأحزاب القائمة، والتى كانت جزء من النظام وبعضا من ضحاياه فى الوقت نفسه".
واعتبر الشبكى أن الأحزاب القائمة قد تتلاشى إذا لم تتمكن من تطوير أدائها لمنافسة الأحزاب والقوى السياسية الجديدة وأضاف: "أتصور أن حزبى التجمع والناصرى قد يختفوا إذا لم يتم إعادة تأسيسهما مرة أخرى فى حين أن أحزاب الوفد والجبهة الديمقراطية قادران على التواجد فى المشهد السياسى الجديد مشيرا إلى أن الأحزاب الصغيرة ستختفى تماما.
أما الدكتور عمار على حسن الخبير السياسى فأكد أن هناك احتمال لإلغاء الأحزاب وهو الأمر الذى لا نتمنى أن يحدث لأنها ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا والقوات المسلحة نزلت على إرادة الأمة ومنذ اللحظة الأولى أعلنت أنها لن تكون بديلة عن الشرعية التى يرتضيها الشعب وهو الأمر الذى يؤكد أن هناك رغبة فى إنتاج دولة ديمقراطية لا يمكن تقوم بدون أحزاب.
وأكد عمار أن الأحزاب القائمة عليها إما أن تصلح من ذاتها أو ترحل مشددا على أنها ليست عاجزة عن الإصلاح لأن لديها كوادر لم تكن راضية على موقف القيادة والمطلوب من هذه الكوادر أن تقيم حوارات صغيرة داخلها حتى تنتج قيادة تليق بالمرحلة كما أن إطلاق حرية تشكيل الأحزاب سيقود إلى ظهور كيانات حزبية جديدة تتمتع بجماهيرية حقيقية وستزدحم الساحة بالأحزاب والبقاء للأقوى فى إطار منافسة شريفة وشفافية.
