كاتب أمريكى يحذر من بقاء العناصر المحافظة فى النظام

أكد كينيث بولاك المحلل السياسى البارز فى مقاله بشبكة "سى إن إن" الأمريكية أن تنحى الرئيس مبارك انتصار دراماتيكى لحركة الاحتجاج التى ولدت فجأة فى 25 يناير.

وقال مدير مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط إنه مع كامل الحق للمصريين أن يفرحوا، لكن لا يجب أن يسرف الشعب فى الاحتفالات، فمازال هناك الكثير الذين يتعين القيام به إذا ما أرادوا تحقيق أحلامهم فى بناء بلد مزدهر حديث وديمقراطى.

أضاف بولاك، لا يمكن النظر إلى تنحى مبارك بأنه انتصار نهائى لمؤيدى الديمقراطية، إذ إن مشكلات مصر بدأت قبل مبارك ولن تنتهى بالإطاحة به، فهى نتاج نظام فاسد وقمعى ساعده مبارك على النمو وهو يمتد إلى ما بعد شخصه.

ويضيف الكاتب، أن عناصر كثيرة من هذا النظام لاتزال باقية، ولا أحد يعلم ما إذا كان هؤلاء مستعدون لقبول المطالب الأكثر أهمية فى إرساء الديمقراطية وسيادة القانون والإصلاح الاقتصادى الذى يرغبه المصريون.

فالتفكير فى هذا الأمر بالغ الأهمية لأنه المؤسسة العسكرية نفسها هى التى سيتوجب عليها لعب دور حيوى فى عقد الأمة معا ومنع الانزلاق نحو الفوضى والإشراف على انتقال سلمى نحو الديمقراطية علاوة على صد العناصر المتشددة التى تسعى إلى خطف الثورة. ويؤكد الكاتب أن الجيش يحتاج أن يكون أكثر صبراً مع عملية الديمقراطية التى من شأنها أن تستغرق سنوات طويلة.

ويحذر الكاتب الأمريكى من خطر آخر يكمن، وهو تلك العناصر المحافظة فى النظام، والتى يعتقد الكثيرون منهم أن التضحية بمبارك ستسمح لهم بتجنب الإصلاحات الأوسع التى يسعى إليها المحتجون، حتى إنهم قد يعتبرون مبارك كبش فداء لهم، مشيرا إلى أن النظام قد يبقى ببقاء عناصره التى استفادت من إلهاء الشعب فى رحيل رأس النظام.

ويختم الكاتب مشيرا إلى أن التحدى الحقيقى لحركة الاحتجاج لايزال قائماً، وإذا ما اعتبر الشعب أن تنحى مبارك هو نهاية نضالهم، فإن هذا سيكون نهاية أحلامهم.