فى الغربة للوطن سحر قد لا نستشعره ونحن بين أحضان الوطن، لكنه يستغرقنا عندما نبتعد عنه، فنتلهف على أخباره نتلمسها من كل حدب وصوب، نتفحص الوجوه فى المحال والأماكن باحثين عن مصريين نستأنس بهم ونبتسم لبعضنا حتى وإن لم نتحادث يكفى أن ترى فيه ويرى فيك مصر، فما بالكم الآن ونحن فى محنة نكاد فى الغربة نجن على مصرنا، تتباين مشاعرنا بين فرح وألم وغضب وحزن وبشر فرح بطاقة نور أضيئت بيد أمل الأمة ومستقبلها، وألم من المزايدة والانقضاض على حملة الأمل ومحاولة محو الذاكرة وتناسى تاريخ الوطن وغضب
من أنفسنا ومن كل مصرى ومصرية لم يأخذ على يد كل من فرط فى حق الوطن وحاول تدمير ما نمتلكه من مخزون القيم والأخلاق المصرية وحزن على وطن عظيم لم نعرف له قدره
ومقداره حق المعرفة وعلى سلوكنا الذى استمرئ مداهنة الحاكم وإفساده، حتى وإن كان صالحاً، وعلى استمراء التواكل والكسل والتغنى بما فات والتوقف عن الإبداع والعمل وعلى
كل من لم يتأمل هدوء النيل فى مسيره وعنفوانه وثورته إن حالت بين تدفقه الحواجز، إلا أننى ما زلت مستبشرا ابتسم لانتمائى لوطن كبير وعظيم ولولا عظمته ما كان كل هذا
الحقد الطافح من الأقزام دولاً أو جماعات أو أشخاص عليه ابتسم لأنى تبينت الكاره من المحب، ابتسم لأن كل محنه تتبعها منح أو ليس بعد العسر يسر ابتسم لأننا حكاماً ومحكومين على اختلاف مشاربنا أيقنا أنه ما زال يعيش فينا الوطن، فكيف يختطف؟ ابتسم
لثقتى بأننا مهما اختلفنا لن نتناحر أو لسنا فى رباط إلى يوم الدين ابتسم لأملى فى غد أفضل ولأنى مصرى عاشق مثل كل مصري لبلدى لكل ما فيها من شخوص وأماكن ورائحة
وسماء ونيلا وهواءً وتراباً تكتحل به عيناى.
ادعوكم يا كل المصريين بكل المحبة والصدق إن تشاركونى الابتسام لنطبب أنفسنا جميعاً من آثار هذه المحنة المنحة ونضع قبلة على جبين الوطن نرد بها كيد الحاقدين وطمع الطامعين، هيا أيها الشعب الضحوك ابتسم لنقهر الإحباط ونتغلب على الألم ونفجر طاقة الإبداع التى تحيل الغضب عملاً مثمراً ينهض
بالوطن، ابتسم تغدو الصعاب كل الصعاب ألعوبة فى يد الأمل ابتسموا لنتحد ونعلو بمصرنا الباسمة.
المستشار جمال محمد عبد الحكيم يكتب: ابتسموا لنتحد ونعلو بمصرنا
الجمعة، 11 فبراير 2011 12:05 ص
علم مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة