القوى السياسية تنتقد خطاب مبارك.. "فخرى": النظام ارتكب خطأ فادحا ورفع سقف التوقعات.. و"نافعة": الخطاب أثبت عدم إحساسه بمطالب الشعب.. و"السادات" ينتظر بيان المؤسسة العسكرية الثانى

الجمعة، 11 فبراير 2011 01:08 ص
القوى السياسية تنتقد خطاب مبارك.. "فخرى": النظام ارتكب خطأ فادحا ورفع سقف التوقعات.. و"نافعة": الخطاب أثبت عدم إحساسه بمطالب الشعب.. و"السادات" ينتظر بيان المؤسسة العسكرية الثانى خطاب الرئيس مبارك
كتب محمد إسماعيل وعلى حسان ومحمد البحراوى وأحمد براء ومحمد رشاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفضت القوى السياسية الخطاب الذى ألقاه الرئيس مبارك مساء أمس، الخميس، والذى فوض من خلاله اللواء عمر سليمان بما يفوضه له الدستور بإسناد مهام رئيس الجمهورية له، معبرين أن مطالب الثوار هو رحيل الرئيس مبارك، وأن هذا الخطاب سيصعد الوضع الراهن فى مصر إلى الأسوأ ولن يحل الأزمة، مطالبين المؤسسة العسكرية بسرعة التدخل لحقن الدماء.

أكدت قيادات بحزب الوفد والتجمع، أن خطاب الرئيس مبارك لم يأت بجديد، وحذرت من ردود فعل سليبة التى يثيرها الخطاب فى الشارع المصرى.

قال منير فخرى عبد النور سكرتير عام حزب الوفد، إن خطاب الرئيس لم يأت بجديد، مشيرا إلى أن القيادة السياسية ارتكبت خطأ فادحا، حيث رفعت سقف التوقعات فى الشارع المصرى قبل الخطاب إلى السماء، ثم جاء الخطاب محبطا للشباب.

وأكد عبد النور أنه من الواضح أن هناك شيئا ما قد حدث اضطر معه الرئيس إلى إعادة تسجيل الخطاب باستثناء المقدمة وناهيته، وهو الأمر الذى بدا واضحا أثناء البث التلفزيونى للخطاب.

وحذر منير من الآثار السلبية للخطاب، والتى من المتوقع أن يشهدها الشارع المصرى، مشيرا إلى الهتافات التى رددها الشباب عقب الهتافات بميدان التحرير مرددين "يوم الجمعة العصر هنكون فى القصر".

أما السيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع، فأكد أن الرئيس مبارك لم يأت بجديد، موضحا أن ما أشار إليه من تفويض نائب الرئيس ببعض صلاحياته فى حدود الدستور قد تم بالفعل، حيث فوضه بإجراء الحوار وبعض المهام الأخرى.

وقال عبد العال: يبدو أن هذا الخطاب الهدف منه إعادة تفكير الشعب بأن مبارك هو رئيس الجمهورية على عكس المطلب الأساسى للمتظاهرين المتمثل فى رحيل مبارك عن الرئاسة، واصفا الخطاب بأنه محاولة للالتفاف حول هذا المطلب.

وأضاف الدكتور حسن نافعة الذى أبدى استياءه الشديد من خطاب الرئيس مبارك، الذى يعمل على زيادة الاحتقان فى الشارع المصرى، كما يؤدى إلى تصعيد المزيد من أعمال العنف بين المتظاهرين، موضحا أن خطاب الرئيس يدل على جهله السياسى، مشيرا إلى أن الدول الخارجية تريد تغيير ما بعد الثورة، والرئيس يتجاهل مطالب الشعب برحيله.

وأكد نافعة أن مبارك بهذا الخطاب يؤكد عدم وصول مشاعر الشعب إليه برحيله، ولم يقدر خطورة الوضع ونتائجه، مطالبا الجيش بسرعة التدخل قبل أن يكون الأوان قد انتهى ويحدث انفلات أمنى فى البلد يصعب السيطرة عليه.

وأشار طلعت السادات، أن الثورة قالت كلمتها برحيل الرئيس مبارك، وهو مصر على بقائه ونحن الآن سمعنا رأيين، رأى الثورة التى تطالب برحيله، ورأيه بتمسكه بالحكم، ويبقى لنا البيان الثانى من المؤسسة العسكرية بعد بيانها الأول قبل ظهر أمس، ونحن ننتظر هل يصغى الجيش لمطالب الشعب أم يتجاهله.

وعن إسناد مبارك مهامه لعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية، قال السادات: بهذا يريد أن يشتت ذهن الشعب بوجود رئيسين، رئيس كبير، وهو مبارك، والرئيس الصغير المتمثل فى شخص سليمان، مؤكدا أنه لم يحدث هناك أى تغيير فى المرحلة الحالية، بل يبقى النظام كما هو عليه الآن، مناشداً بضرورة تدخل المؤسسة العسكرية بسرعة حقنا للدماء مما قد يحدث غدا عقب صلاة الجمعة.

ورفض مهدى عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين التعليق على خطاب الرئيس مبارك قائلا: ليس لدى أى تعليق على هذا الخطاب، الأولى أن تأخذوا رأى من فى الشارع الآن أو ميدان التحرير.

من جانبه، أكد الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء ورئيس لجنة الصحة السابق بمجلس الشعب أن ما جاء فى خطاب الرئيس مبارك موافيا لطلبات الشارع المصري، وما يطلبه شباب الثورة، موضحا أن تفويض الرئيس لعمر سليمان ليقوم باختصاصات الرئيس طبقا للدستور وتعديل 6 مواد من الدستور، وطلب إلغاء المادة 179 سيهدئ من مظاهرات الشباب المتواجدين بميدان التحرير، وان هذه مكاسب جديدة للثورة.

وعلق الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام السابق لحركة كفاية أن الأمم التى تذوق مرارة الاستبداد والظلم، تقوم بثورة ضد هذا الاستبداد، ونحن أمام ثورة حقيقية تطالب برحيل مبارك، وبهذا البيان هم يضيعون الوقت، فثورة 52 قام بها الضباط الأحرار، وثورة 25 يناير قام بها الشباب الأحرار، ولذلك أتوقع بأن البيان القادم سيكون من قوات الجيش.

وأكد حمدين صباحى عضو مجلس الشعب السابق، أن مطلب الشعب كله وليس الموجودين بميدان التحرير فقط هو رحيل الرئيس مبارك، فهو يطالب الجماهير بعدم سماع القنوات المغرضة، وهو نفسه لا يسمع إلى مطالب الشعب، وأضاف: سمعنا إلى البيان الأول من قيادة الجيش والثانى من مبارك والثالث من عمر سليمان، ولذلك أتوقع أن يكون البيان الرابع من قيادة الجيش بالمطالبة بتنحى الرئيس.

ومن ناحية أخرى أكد خبراء استراتيجيون، أن خطاب الرئيس مبارك يعد أول انتقال سلمى للسلطة يحدث فى مصر، موضحين أن مطالب المتظاهرين تحققت، ولم يعد هناك مبرر للتزمت والإصرار على الاحتجاجات وتصلب الحياة الطبيعية فى البلاد.

قال الخبير الاستراتيجى، اللواء أحمد وهدان إنّ خطاب الرئيس مبارك يدل على تداول السُلطة بالشكل السلمى المطلوب، مع الحفاظ على قوة وكيان مصر، مضيفاً أنّ 98% من مطالب المتظاهرين فى ميدان التحرير قد تحققت، مشدداً على أهمية تعقل الناس لأن ذلك سيصب فى مصلحة الوطن.

وأضاف: نحن لا نعلم من هو الرئيس القادم، ولا ندافع عن شخص بعينه، بل نبحث عن مصلحة الوطن بشكل عام، فما حدث يعد خطوة كبيرة جداً، بل من أفضل الوسائل للخروج بمصر إلى بر الأمان والحفاظ عليها، وليس الحفاظ على شخص معين.

وحول ما تضمنه ردود الأفعال الخارجية وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل على خطاب الرئيس مبارك، أوضح وهدان أنّه ليس لهما أنّ يتدخلا فى شئوننا الداخلية، ولكن كل ما ترغبا به؛ هو الالتزام باتفاقيات السلام، موضحاً أنّ مصر دائماً ما تلتزم باتفاقياتها الموقعة.

وأضاف وهدان، أنّ دول الغرب تركت الموقف الراهن للشعب المصرى، معترفين أنّ التغيير قد بدأ بالفعل، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أنّ رئيس الجمهورية القادم سيحل مجلس الشعب بعد حلف اليمين الدستورية أمامه، ويقيم مجلسا آخر، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أنّ تحدث فى مصر بشبابها ما فشلت فى تحقيقه بقواتها المسلحة".

من جانبه، قال الخبير الاستراتيجى، اللواء حسام سويلم، إنّ مبارك تنازل عن سلطاته بشكل أو بآخر، وهو ما حدث على الأرض بشكل واقعى لأول مرة فى مصر فى الوقت الحالى، على عكس ما تم نشره فى بعض وسائل الإعلام، وذلك حفاظاً على أمن مصر وسلامتها.

وأوضح سويلم أنّه ينبغى على القوات المسلحة أن تفض المتظاهرين ليعودوا إلى منازلهم، وهو الأمر الذى يجب أن يستجيب له الشعب وجموع المتظاهرين الغفيرة.

وتوقع سويلم أنّ يسود الشارع المصرى هدوءاً ملحوظاً فى الأيام القادمة، مشدداً " كفانا عطلة.. يجب أنّ يعود المتظاهرون إلى منازلهم؛ لتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت، ونتمنى أنّ يتم نزع فتيل الأزمة غداً، لأن مطالب المحتجين قد تححقت".

وأضاف: "يجب على قواتنا المسلحة أنّ تلتفت إلى مهامها الرئيسية، وهذا لن يحدث إذا ظل المتظاهرون متواجدين فى الشوارع والميادين".

بينما أكد الدكتور عبد المنعم المشاط أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز البحوث والدراسات السياسية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن خطاب الرئيس مبارك وتفويض السلطة لنائبه عمر سليمان لم يكن كافيا، مشيرا إلى أن الساعات القليلة المقبلة لن تشهد هدوءا مثلما كانت عليه خلال الأيام الماضية.

وأكد على أن الاستمرار فى الأزمة لمدة طويلة سوف يؤدى إلى اتخاذ إسرائيل لعدة خطوات، مبديا تخوفه على الحدود الشرقية، وعلى مستقبل مصر، والاتجاه نحو التهديد وليس التهدئة، مؤكدا على أن هناك ضررا على مصالح الأمن القومى. وأشار إلى أن عدم الاستقرار يؤدى إلى العديد من التهديدات الخارجية من الأعداء منها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وأوربا، وكل من له مصلحة فى المنطقة.

أما الدكتورة أمانى مسعود الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فأكدت أن الشعب كان ينتظر شيئا آخر غير ما جاء به الخطاب، وأنه جاء استكمالا لتدهور إدارة الأزمة فى مصر.

وأشارت إلى أن الشباب المتظاهرين أيضا لم يضعوا حتى الآن سقفا لمطالبهم، وأن الشعارات تتغير باستمرار، الأمر الذى يزيد من تصعيد الأمور، مبدية اندهاشها من الموقف الأمريكى ووصفته بالمريب.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة