هناء المداح تكتب: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

الخميس، 10 فبراير 2011 04:59 م
هناء المداح تكتب: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أعمال العنف والبلطجة والسلب والنهب التى شهدتها مصر بداية من، الجمعة الحزينة، الموافقة الثامن والعشرين من يناير، تضاربت مشاعرى وازدوجت تجاه ما يحدث، كنت أشعر أحياناً أن مصر تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة تمهيداً للرحيل الأبدى، وفى الوقت نفسه، شعرت أن مصر فى شهورها الأخيرة من الحمل استعداداً لميلاد عهد جديد وفجر مشرق أكدته لى بعض المكاسب التى تحققت، والتى لم يكن أحد يتخيل تحقيقها يوماً ما، لكن بفضل الله وفضل الشرفاء من أفراد الشعب المصرى الذين دفعوا أرواحهم وممتلكاتهم ثمناً، لذلك تحقق معظمها وسيتحقق المزيد منها، خاصة بعد أن تم تعرية وفضح نظامنا المستبد أمام العالم كله وأصبح موقفه ضعيفاً وحرجاً للغاية، مما يؤكد أن نظامنا المبارك "نظام يخاف ما يختشيش"!.. فطالما صرخنا وبُحَت أصواتنا مطالبين بالتغيير والقضاء على الفساد وغيرها من المطالب المشروعة، ولكن كانت اللامبالاة والقسوة والاستعلاء والغطرسة هى مسوغات ومقومات منهج النظام فى التعامل معنا!..

لا شك أن ثورة 25 يناير كشفت عن وجوه الكثيرين من الخائنين والعملاء وذوى المصالح والأغراض الدنيئة سواء من أقطاب المعارضة أو فاسدى الحزب الوطنى الحاكم الذين، ورغم ما حدث يصرون على التصرف بغباء وسفالة لا حدود لها، تجلت بوضوح فى أعمال العنف والبلطجة التى أفسدت الفرحة المؤقتة التى غمرت قلوب الكثيرين من المصريين فى الداخل والخارج، بما جاء فى خطاب رئيس الجمهورية بعد مرور أسبوع من اندلاع ثورة الشباب الواعى الذى حقق ما عجز الكثيرون عن تحقيقه طوال السنوات الماضية، هؤلاء الشباب وللأسف الشديد صعدت على أكتافهم مجموعة من المنتفعين وذوى المصالح المشبوهة من بعض أحزاب المعارضة وبعض القوى السياسية والجماعات المستترة وراء الدين وغيرهم من الخائنين والعملاء المأجورين من راغبى زعزعة أمن واستقرار البلد بشكل أو بآخر لصالح بعض الدول التى لها أغراض دنيئة وأهداف مشبوهة من شأنها تدمير مصر!..

على الجانب الآخر، كان هناك الملايين من المصريين، وهم الأغلبية الصامتة الذين لم يكن يعنيهم ما يحدث على الساحة بقدر ما كانت تؤلمهم أوضاعهم المعيشية التى ازدادت سوءاً بعد ترويعهم وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنونى وتأخر رواتبهم، مما أدى إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم فى المأكل والنزول للعمل بسلام لمواجهة أعباء الحياة، والذين، وللأسف الشديد، صادر على رأيهم مجموعة المنتفعين سواء الموالين أو المعارضين للنظام، حيث وكلوا أنفسهم للتحدث باسمهم دون تفويض من أى منهم!..

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. ولا تسلط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك ولا يرحمنا.. واجعل مصر بلداً آمناً مطمئنا.. قولوا آمين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة