لماذا يكره الشعب الشرطة؟

الخميس، 10 فبراير 2011 09:34 م
لماذا يكره الشعب الشرطة؟ مقاومة باسلة من المتظاهرين
إبراهيم أحمد - محمود عبدالراضى - تصوير: أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ جهاز الشرطة الوحيد الذى يواجه الشعب فى الشوارع.. والداخلية هى العصا المنفذة للأوامر و«تتصدى» لجميع أخطاء الحكومة
ثورة شباب 25 يناير التى قام بها مجموعة من الشباب بقصد التعبير عن آرائهم، ومطالبتهم بتغيير الأوضاع السيئة فى مصر- فتحت الباب للعديد من التساؤلات التى كان من أهمها: لماذا يكره الشعب رجال الشرطة؟

«اليوم السابع« طرحت السؤال على عدد من القيادات الأمنية السابقة للتعرف على أسباب كره الشعب للشرطة.

اللواء أحمد الشيخ، مساعد وزير الداخلية سابقا، أوضح أن الشعب طوال حياته وهو يكره رجال الشرطة، بدءا من أيام الاحتلال، وكانت الشرطة وقتها متواجدة لتنفيذ قرارات وتعليمات الملك فاروق، مشيرا إلى أن جهاز الشرطة هو جهاز تنفيذى يكون عمله هو تنفيذ التعليمات الصادرة له، لتهب بعد ذلك ثورة يوليو 1952، وظهر تنظيم الضباط الأحرار فى الجيش المصرى الذى قام بثورة 23 يوليو، وأجبروا الملك على التنازل عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد فى 26 يوليو 1952.

وقال الشيخ: «إن الشرطة هى العصا المنفذة للأوامر، وهى التى تتصدر لجميع أخطاء الحكومة»، موضحا أنه عندما تحدث أى مظاهرات واعتصامات ضد الحكومة يكون رجال الشرطة هم من يتصدرون المشهد، وهم من يقفون فى وجه المواطنين الذين يعبّرون عن غضبهم من الحكومة، ولا تجد الحكومة سوى الشرطة لتواجه المحتجين والمعتصمين، وأصبح المواطنون لا يجدون أمامهم فى أى احتجاج سوى رجال الشرطة، وهو ما قام بتوليد شعور كره الشعب لرجال الشرطة، لأنهم العصا التى تستخدمها الحكومة للدفاع عنها بتنفيذ أوامرها.

وأشار الشيخ إلى أن سوء اختيار القيادات الأمنية يكون فى غالب الأحيان له تأثير فى زيادة كره المواطنين للشرطة، نظرا للمعاملة السيئة التى يلاقونها من تلك القيادات السيئة.

وأضاف مساعد وزير الداخلية أن الأعباء التى يتحملها رجال الشرطة تجعلهم لا يقدرون على تنفيذ عملهم بأكمل وجه، وتجد هناك رجال شرطة يحرسون المنشآت العامة والخاصة، وهو ما لا يتواجد فى أى دولة أخرى بالعالم، ويتم جلب رجال الأمن الخاص من شركات الحراسة لتأمين تلك المنشآت، وذلك حتى يتم إفساح المجال لرجال الشرطة لتأدية عملهم.

وأكد اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن تضخيم الأحداث من قبل الإعلام هو السبب الرئيسى فى وجود الفجوة بين جهاز الشرطة ورجل الشارع، لافتا إلى أن رجل الشرطة هو ابن بيئته والوسط الذى جاء منه، ومن ثم فإن ارتكاب أحد رجال الشرطة خطأ ما، لا يعنى أن الجهاز برمته مخطئ، فتعميم الأمور هنا أمر خاطئ، مضيفا أن الهجوم الحاد من قبل الجمعيات والمنظمات الحقوقية على رجال الشرطة فى القضايا والأحداث الكبرى، خلق نوعا من الكراهية بين رجل الشرطة والمواطنين.

وأضاف أنه لا يجرؤ أى وزير داخلية فى مصر أن يقول «اضرب فى المليان»، فهم منفذون للأوامر فقط، وأن سلعة الأمن غالية التكاليف يؤديها رجال الشرطة، ولا يحصلون على مقابل يكفى، حيث إن رواتب رجال الشرطة ضعيفة للغاية مقارنة بالمؤسسات الحكومة الأخرى، فى حين أنهم مكلّفون بالعمل على مدار الـ24 ساعة فى اليوم، لافتا إلى أن اختفاء السياسيين جعل الأمن يتصدى للسياسة، فعلى سبيل المثال إذا اندلعت مظاهرة عمالية فى مدينة المحلة بالغربية للمطالبة بحقوقهم لا تتحرك وزيرة القوى العاملة للتحاور معهم، وتكتفى بتصدير رجال الأمن لهم، ومن ثم بدأت الكراهية تتسرب إلى قلوب المواطنين من هذا الجهاز.

وطالب المقرحى بضرورة اكتشاف جذور مؤامرة 25 يناير، ودراسة الأسباب التى أدت إليها، وذكر حقائق يوم الغضب كاملة حتى تعود الثقة من جديد بين الطرفين.. الشعب والشرطة.

أما اللواء نبيل الكيلانى، مساعد مدير أمن الأقصر سابقا، فيرى أن رجال الشرطة مظلومون من شدة الانتقادات الموجهة إليهم، موضحا أنه لا يدافع عن جهاز الشرطة لكونه ضابطا سابقا، ولكنه أشار إلى أن وزارة الداخلية تمثل السلطة التنفيذية للحكومة، حيث إنها تقوم بتنفيذ التعليمات والقرارات الصادرة من الحكومة، وفى حالة عدم التنفيذ يتم اتهامها بالتقصير فى عملها.

وقال الكيلانى إن رجل الشرطة هو حائط الصد الأول الذى يلتقى به الشعب فى أى شىء، موضحا أن جهاز الشرطة هو الوحيد الذى يواجه الشعب بالشارع وجها لوجه، وهو الذى يتحمّل أخطاء جميع الحكومات والوزارات، حيث تجد الشرطة تتصدى لتظاهرات المواطنين المحتجين فى الشوارع، وتواجه الاعتصامات أمام الوزارات والمصالح الحكومية، وهو ما رسخ الانطباع السيئ لرجال الأمن، وأصبح هناك كره شديد لهم من قِبل الشعب المصرى.

وأرجع اللواء حسام لاشين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، كره الشعب لجهاز الشرطة لكونه الجهاز الأكثر احتكاكا بالمواطن، وهو بمثابة القيد على المواطن عن طريق تطبيق القوانين عليه، وملاحقة الهاربين من القانون، لافتا إلى أن تدنى راتب رجال الشرطة الذى لا يكفى احتياجاتهم، هو الأمر الذى جعلهم يتحصلون من المواطنين على أشياء ليست من حقهم، خاصة فئة مندوبى وأمناء الشرطة الذين يفرضون الإتاوات على بعض المواطنين، وربما امتنعوا عن سداد الأجرة فى المواصلات الخاصة، مستغلين انتماءهم إلى جهاز الشرطة، ومن ثم بدأ الكره يتسلل إلى قلب المواطن من هذا الجهاز برمته، خاصة فئة أمناء الشرطة الذين أساءوا للجهاز الذى يعملون به، ومن هنا بدأنا نلحظ وجود فجوة بين رجل الشرطة ورجل الشارع، وترسخت فى ذهن الأخير أن الأول يهين كرامته وينتهكها بدلا من الحفاظ عليها، وهو الأمر الذى جعله يترقب الفرصة للانتقام من هذا الجهاز، وهو الشىء الذى ظهر فى أحداث يوم الغضب، حيث هرع الكارهون للشرطة إلى أقسام الشرطة، وأشعلوا النيران فيها للتعبير عن غضبهم من هذا الكيان الذى اعتبروه خصما حقيقيا لهم.

وأضاف لاشين أن رجل الشارع يكنّ كل احترام لرجال القوات المسلحة البواسل، على العكس تماما من رجال الداخلية، ويرجع ذلك لندرة احتكاك رجال القوات المسلحة بهم، لأنهم منوطون بالحفاظ على حدود وأمن مصر من الخارج، وتعاملهم مع المواطنين شبه معدوم، لافتا إلى إعادة شعار الشرطة القديم «الشرطة فى خدمة الشعب»، حيث يشعر المواطن بأن هذا الجهاز معين من قِبل الدولة للحفاظ عليه وعلى ممتلكاته، وهو الأمر الذى سيعيد روح الحب والوئام بين الطرفين من جديد، مشددا على رجال الشرطة ضرورة ممارسة عملهم بجدية، ومحافظتهم على أمن واستقرار الشارع المصرى، وهو الأمر الذى سيحقق نتائج طيبة من شأنها إعادة الثقة المفقودة بين الطرفين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة