قيادات الحزب الوطنى تبخرت ليلة «جمعة الغضب»

الخميس، 10 فبراير 2011 09:34 م
قيادات الحزب الوطنى تبخرت ليلة «جمعة الغضب» على الدين هلال
إحسان السيد وجاكلين منير ومعتز الشربينى ومحمد صالح وشريف الديب وهيثم البدرى وضحى صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ «عز» يحشد حوله «البودى جارد» لحمايته.. واختفاء علىّ الدين هلال ومحمد كمال
◄◄ أمناء المحافظات اختفوا من المقرات.. وظهروا يوم مظاهرات التأييد

لم يكن ميدان التحرير وحده ساحة لـ«الكر والفر» بين مؤيدى ومعارضى استمرار الرئيس مبارك فى ولايته حتى سبتمبر المقبل، كما أن أسلوب المناوشات والتراشق بالألفاظ بين هؤلاء الشباب الذين مكثوا فى «الميدان» لمدة اقتربت من الأسبوعين لم يكن بعيداً عن الأجواء داخل أروقة الحزب الوطنى، بالطبع لا نعنى المقرات التى احترق ما يقرب من 90% منها، إلى جانب المقر الرئيسى للأمانة العامة المطل على كورنيش النيل، ولكن بين القيادات الحزبية التى اتهمت كل منها الأخرى بأنها أحد الأسباب المؤدية لثورة شباب 25 يناير، بعدها لوحظت حالة «الهروب الكبير» لقيادات الحزب، وحالة اختفائهم التام عن الساحة الإعلامية والسياسية.

المؤشر الأول لهروب قيادات «الوطنى» تجلى فى هجوم مبكر شنه عدد من القيادات الحزبية على الحكومة السابقة التى ترأسها الدكتور أحمد نظيف، حينما أكدت القيادات «فشل» الحكومة فى تنفيذ السياسات التى حددها الحزب لها خلال الفترة الماضية.

والسؤال الذى طرحته هذه الأزمة بشكل كبير هو: «أين ذهبت قيادات الحزب الوطنى خلال الأزمة؟»، خاصة بعد هجوم العديد من المتظاهرين على المقرات الحزبية بمختلف المحافظات، وكأنهم يشفون غليلهم من سياسات الحزب التى أصابت مصر بانهيار وفساد فى مختلف القطاعات.

«الاختفاء» كان السمة الغالبة فى هذه الأزمة، فلم تظهر قيادة حزبية واحدة فى مقرات الحزب فى المحافظات، ومعظمهم التزم منزله أو ذهب إلى مكان آخر، والمثير أنه لم يشاهد أحداً مثل الدكتور على الدين هلال، والدكتور محمد كمال، والذين كانوا ملء السمع والبصر فى القنوات الفضائية، قبل يوم 25 يناير، ولم يذهب أحد من هؤلاء إلى مقر الحزب على كورنيش النيل.

وبحسب التسريبات الحزبية، فإن الاستقالة التى تقدم بها المهندس أحمد عز من الأمانة العامة للحزب، وقبولها، كانت أحد الأسباب التى أدت لتخوف العديد من القيادات من الظهور حتى لا يثيروا غضب المواطنين، ويصبح مصيرهم مشابهاً لمصير أمين التنظيم السابق بـ«الوطنى»، والذى كان يعد أحد أقوى أجنحة الحزب خلال السنوات الأخيرة، وهذا الأمر تردد بقوة بعدما أثيرت شائعات داخل الحزب تفيد بأن قيادات «الوطنى» أجبرت «عز» على التقدم بالاستقالة، فى محاولة منهم لامتصاص مظاهرات الغضب، وهى الاستقالة التى أصابت أمين التنظيم بنوع من «الإحباط النفسى» الذى زاد بعد صدور قرار النائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود بمنعه من السفر وتجميد أرصدته.

مقربون لأمين التنظيم بالحزب أكدوا أنه لجأ للسفر الداخلى بمصر بواسطة السيارة لمنطقة «الجونة» بعيداً عن الأجواء الساخنة فى قلب القاهرة، خاصة بعدما اعتدى عدد من المواطنين على بعض مصانعه، وأوضحت مصادر بالحزب أن «عز» حشد حوله عددا من الحراسات الشخصية «البودى جارد»، لمرافقته فى تحركاته، وكذلك زاد من الحراسات الأمنية على مصانعه لتأمينها ضد أى هجوم عليها.

المستشار ماجد الشربينى الذى تم تعيينه بصفة مؤقتة أميناً بديلاً للتنظيم بالحزب، اختار هو الآخر أن يصمت عن أى تصريحات إعلامية قد تستفز المواطنين الذين عانوا خلال الفترة الماضية من غطرسة «عز»، بحسب وصفهم.

مصادر بـ«الهيئة العليا للحزب الوطنى» أكدت لـ«اليوم السابع» أن القيادات فضلت عدم الظهور فى محاولة منهم لتلقيص حدة المصادمات مع الشعب المصرى، ليحافظ الحزب على البقية المتبقية من قوته عقب الأحداث الأخيرة. ونفت المصادر سفر أى قيادة حزبية خارج البلاد، لكنها لم تجزم بعدم سفرهم الداخلى بعيداً عن قلب مظاهرات الغضب.

الدكتور حسام بدراوى، رئيس لجنة التعليم بأمانة السياسات وعضو الأمانة العامة، والذى تم تعيينه أميناً عاماً للحزب يوم السبت الماضى، كان القيادة الوحيدة التى خرجت من حصار فرضه الحزب على ذاته، حيث حاور عدداً من شباب 25 يناير عبر القنوات الفضائية، وأشاد بمطالبهم.

الأمر ذاته تكرر حينما ظهر الدكتور إبراهيم كامل، عضو أمانة السياسات بالحزب، ليؤكد أن مؤيدى مبارك سيحتشدون أمام معارضيه عقب خطاب الرئيس الذى أكد فيه عدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة، وهاجم المتظاهرين فى ميدان التحرير.

وفى المحافظات لم يختلف الأمر كثيراً، ففى محافظة أسيوط اختفى المسؤولون فى الحزب فى الأيام الأولى لاندلاع الثورة، وحاول المتظاهرون الوصول أكثر من مرة إلى مقر الحزب الذى كان مغلقا، ولم يتواجد فيه إلا موظف كبير السن يدعى عم أحمد كان يتابع الموقف من وراء الباب، وقال إنه موجود خوفاً على العهدة، وقال قيادى بالحزب إنهم عقدوا اجتماعا بعيداً عن المقر، وقال أحمد عبدالعزيز، أمين الحزب فى أسيوط، إنه كان يمارس عمله بشركة المقاولون العرب بصفته عضوا فى مجلس إدارة الشركة، وحول متابعته للموقف قال إنه كان يعلم أن الأمن يحكم سيطرته على جميع المنشآت فى أسيوط، ومن بينها مقر الحزب الوطنى، وخرج فى مظاهرات تأييد للرئيس مبارك.

وفى محافظة الدقهلية اختفى المهندس مصطفى عقل، أمين الحزب فى الدقهلية، منذ يوم 25 يناير، ولم يظهر إلا فى المظاهرات التى خرجت تأييدا للرئيس مبارك، وطوال فترة المظاهرات لم يذهب إلى مصانعه الخاصة بتصنيع الأدوات المكملة لصناعة السيارات بطريق طلخا، كما أغلق تليفونه المحمول، وتسبب هذا الاختفاء فى إعلان عدد من هيئات مكاتب المراكز والمدن تبرّؤها من الحزب، وقال المتولى هاجر، أمين الحزب بمركز بنى عبيد، إنه لا يجد من يقدم له استقالته، لأنه يتبرأ من الحزب الذى أعلن أن عضويته وصلت إلى 3 ملايين عضو جميعهم ذابوا من أول موقف، وظهرت القيادات بوصفها أصحاب مصالح.

وفى محافظة الإسكندرية تركت قيادات الحزب الوطنى مقر الحزب، واختفى تماما الدكتور سعيد الدقاق، أمين الحزب الوطنى فى المحافظة، وأمام هذا الاختفاء قام رجال الأعمال بتنظيم مسيرات التأييد للرئيس مبارك، والتى قادها رجال الأعمال محمد مصيلحى ورشاد عثمان وطارق طلعت مصطفى.

وفى محافظة دمياط قال على عبدالرازق حسن أمين إنه سمع من يقول أين الحزب وأعضاؤه هربوا من الشارع طوال فترة الثورة، وإجابتنا أننا لم نكن نريد إثارة المشاكل ولا الاحتكاك مع الشارع الغاضب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة