حتى نعيد بناء جدار الثقة الذى هدمت آخر لبنةٍ فيه فى ذلك اليوم الملقب بالأربعاء الأسود اليوم الذى داهم فيه هؤلاء البلطجية والمنتفعين وأصحاب المصالح والمنافقين ميدان التحرير بالجمال والخيول والملوتوف فى محاولة لإجهاض ثورة لشباب شرفاء, فى مشهد هو الأسوأ.. مشهد يعيدنا إلى القرون الوسطى متناسيين سنوات وسنوات من التقدم الحضارى، ويا له من تفكير إن دل على شىء إنما يدل على أن من فعلوه لا يختلفون كثيرا عن ما استخدموه وها هم يحاربون شباب الإنترنت بالحمير والبغال!
إن ما فعله هؤلاء القلة المنتفعة كان بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير كان المعول الذى هدم جدار الثقة نهائيا مخلفا وراءه تلالا ووديانا من الخوف والشك والريبة وسحبا كثيفة من الغموض, محطما كل أمل وكل خطوة صادقة على طريق إنهاء تلك الأزمة التى تقف بمصر على شفا حفرة لا يعلم مداها إلا الله.
ومن هنا كان على جميع الشرفاء فى مصرنا الحبيبة أن يعملوا جاهدين من أجل بناء هذا الجدار المفقود مرة أخرى حتى ننجو جميعا بوطننا مصرنا حماها الله من كل مكروه وسوء.
ولذا أدعوكم جميعا كى تفكروا معى ماذا يعيد بناء هذا الجدار مرة أخرى ؟ واسمحوا لى أن أفكر معكم بصوت عال فيما يمكن أن يدور فى أذهان الكثيرين.
أولا: لا ننكر أن ثورة هؤلاء الشباب قد حققت من الإنجازات ما لم يستطع غيرهم تحقيقه خلال سنوات عدة ولكن إلى الآن كلها وعود والتزامات لم تخرج أى منها إلى حيز التنفيذ بعد, مما دفع البعض للتشكك بأنها مجرد مسكنات حتى يهدأ الوضع وبعدها يعود الألم من جديد ولذلك نرجو أن نرى ترجمة لهذه الوعود حتى تطمئن قلوب المصريين جميعا وأرى وهو مجرد رأى أن يتم حل مجلسى الشعب والشورى نهائيا لأنه ببساطة شديدة مسألة النظر فى الطعون المقدمة لا يطمئن إليها الكثيرون فمن المتعارف عليه أن ما تقدمه محكمة النقض من بطلان للعضوية يتم طرحة على المجلس أولا ولا يتم الفصل ببطلان العضوية إلا بعد موافقة ثلثى المجلس فإذا كان المجلس أساسا باطلا وجاء بالتزوير فكيف نثق فيه مرة أخرى أن يقرر مدى صحة أو بطلان العضوية!!
ثانيا: الخطوة التى اتخذت بشأن الحزب الوطنى من تغيير قيل أنه بغرض تغيير الدماء وما تم من استقالة بعض قياداته والزج بغيرهم ما هو إلا تغيير للوجوه ونحن لا نريد تغييرا للوجوه بقدر ما نريد تغييرا فى السياسات والممارسات فقوة الحزب الوطنى مستمدة من قوة الحاكم لأنه رئيس للحزب وما يفعله الحزب من ممارسات هدفها تملق النظام من الممكن أن تنتهى لو أن رئيس الجمهورية وقف على الحياد دون الانضمام لأى من الأحزاب حتى يأخذ الحزب ساعتها حجمه الحقيقى بعيدا عن أى مزايدات.
ثالثا: الإعلام المصرى وخاصة الإعلام المرئى الذى بات يفقد من مصداقيته الكثير والكثير كل يوم لماذا لا ترفعوا أيديكم عن الإعلام وتتركوه ينقل الصورة كما هى دون توجيه أو تركيز على جانب على حساب الأخر حتى يكسب ثقة واحترام الجميع فعلى من يقوم على الإعلام أن يعى جيدا أن العالم بات قرية صغيرة, لم يعد يمكنك إخفاء الحقائق لأن غيرك سيعرضها وستخسر أنت مصداقيتك ومهنيتك وجمهورك.
رابعا: نريد الصراحة والوضوح وأن يعلن على الشعب كل ما يجرى أول بأول دون حجب أو تعتيم حتى يطمئن الجميع من أن هناك جهودا تبذل وخطوات تتحقق وأن يشمل الخطاب الموجه للجماهير كل طبقات الشعب أى أن تكون لغته واضحة صريحة لا تحتمل معانى أخرى ولا رسائل من بين السطور.
خامسا: النظر إلى أبناء هذا الوطن على أنهم أبناء مصر فلا داعى أبدا للتخوين وبث نظرية المؤامرة والأجندات الخارجية وسيطرة الجماعات المحظورة وغيرها من الشماعات التى لم يعد لها مكان بعد اليوم فكل المصريون أبناء للوطن ولا مكان بيننا لخائن أو عميل.
سادسا: الجزء الخاص بمحاسبة المسئولين عن الفساد, فالتحقيق معهم خطوة جيدة جدا تؤتى ثمارها لو أعلنت نتائج التحقيقات بعد الانتهاء منها حتى يعرف الجميع ماذا عملوا وما استحقوا من عقاب حتى يكونوا جرس إنذار لكل من تسول له نفسه الوقوع بنفس الأخطاء وإن أسفرت التحقيقات على براءة أحد منهم فمن حقه أن يبرأ أما الجميع.
سابعا: نتمنى أن نبدأ على الفور فى إصلاح ما تم تخريبه وإعادة الوجه الجميل لمصر حتى تشرق علينا بابتسامتها كالشمس الوضاءة لا أطفأ الله لها نورا أبدا.
