سمير المنزلاوى يكتب: بلطجيزم

الخميس، 10 فبراير 2011 06:34 م
سمير المنزلاوى يكتب: بلطجيزم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيكون لحزبنا الوطنى فضل السبق فى إدخال مصطلح البلطجيزم إلى علم النظريات السياسية!

وسيكتب فى شرحه بالمعاجم أنه تكنيك جديد اخترعه النظام المصرى لإسكات معارضيه بقوة السنج والمدى والشوم!

وليس هذا بغريب على المستبد أو المتعصب، فقد دخل مصطلح الاغتيال فى اللغة الإنجليزية من تحريف لكلمة الحشاشين، أتباع الحسن الصباح المعاصر للدولة الفاطمية، والذى كان يغتال خصومه السياسيين بمجموعة من الفدائيين المتعصبين إلى حد الجنون!

ولا مانع لتخفيف الحديث من البحث عن الجذر اللغوى والاصطلاحى والتاريخى لكلمة بلطجى.

فهى مكونة من مقطعين: بلطه، وهى الأداة المعروفة التى يستخدمها الجزارون فى تقطيع اللحوم، وقد تستخدم فى المعارك بين الفتوات فى الأحياء الشعبية كما خلدها نجيب محفوظ فى غالبية أعماله!

أما المقطع الثانى: جى، فهو باللغة التركية ويعنى تقريبا: صاحب أو حامل وذلك مثل: عربجى و جزمجى و شوربجى.

أما اصطلاحا فالبلطجى هو المسلح الذى يستأجر لحسم خلاف لمصلحة احد الأطراف!

ويرجع انتشار الظاهرة إلى حاجة النظام لمن يدعمه فى أوقات الشدة كالانتخابات والمظاهرات بعد فشل مؤسساته فى القيام بدورها الطبيعى!

فلا الدعاة يقنعون أحدا ولا المواقع الثقافية تنتج حراكا يدفع القوى الحية إلى الأمام.

كل شئ راكد، والرماد يتأجج باللهب، يذكرنا بما حدث من تذمر فى نهاية عصر الدولة الأموية، حيث اندلعت الاحتجاجات وساد التمرد، وبعث الوالى نصر بن سيار حاكم خراسان إلى مروان بن محمد يحذره شعرا:
أرى بين الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
فان النار بالعودين تذكى
وأن الحرب مبدؤها كلام
أقول من التعجب ليت شعرى
أأيقاظ أمية أم نيام؟

والواقع أن أمية كانوا يغطون فى نوم العسل، حتى فاجأهم الطوفان العباسى، فلم يكن لديهم وقت لحشد البلطجية!

ويسجل التاريخ أن البلطجة لم تقتصر على العامة، بل وصل بعضهم إلى سدة الحكم، ولعل أشهرهم الحجاج بن يوسف، الذى تولى بنفسه قطف الرؤوس التى أينعت!

كذلك تولى حكم مصر بلطجى من العتاة فى العصر الفاطمى، هو الحاكم بأمر الله، وبلغ من بلطجته أن كان يذبح حراسه بيده إذا شعر بالملل!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة