الصحف الأمريكية: الـCIA فشلت فى فهم طبيعة المتظاهرين المصريين.. والشباب أذهل العالم بتطويعه للتكنولوجيا لإشعال ثورته.. ومصالح الولايات المتحدة تكمن فى نجاح مظاهرات "التحرير"
الخميس، 10 فبراير 2011 05:00 م
إعداد رباب فتحى
نيويورك تايمز
الشباب المصرى أذهل العالم بتطويعه للتكنولوجيا للقيام بثورته
◄ أشادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقرير لها بقدرة الشباب المصرى على تطويع وسائل التكنولوجيا الحديثة فى الترتيب للقيام بثورته السلمية، ومدى حرفيتهم وتنظيمهم، وقالت إن معظمهم ولد تزامنا مع اعتلاء الرئيس مبارك للسلطة قبل 30 عاما، وتمكن أغلبهم من الحصول على شهادات جامعية من كبرى الجامعات، وقضوا حياتهم معترضين على القيود التى تفرضها عليهم الدولة البوليسية، وتعرض بعضهم للاعتقال والتعذيب بسبب ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشباب الذين هزوا أرجاء مصر أغلبهم من المهنيين، والأطباء والمحامين، ومن أطلق عليهم "شباب الفيس بوك"، الذين بقوا مجهولى الهوية فى الغالب خشية الاعتقال أو الاختطاف من قبل الشرطة، ومع ذلك، تسعى الحكومة المصرية لزرع الشقاق بين صفوف الحركة بادعاء أن المسئولين يتباحثون مع بعض من قادتها، لذا ظهروا علنيا لأول مرة لوصف دورهم الخفى.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أنهم كانوا 15 شخصا بينهم، وائل غنيم، المدير التنفيذى لشركة جوجل فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذى اعتقل لمدة 12 يوما، وخرج ليكون المتحدث الرسمى باسم الحركة، وأشادت بمهارة الشباب الذين استخدموا الإنترنت لمراوغة الشرطة السرية، ونشر الشائعات لخداع جواسيس الشرطة، والعمل على "الاختبار الميدانى" فى أحياء القاهرة الفقيرة قبل وضع خطط لمعاركهم، فضلا عن أنهم خططوا مظاهرات أسبوعية للاحتفاظ بقوتهم، وهذا يساعد على شرح مرونة الانتفاضة المفاجئة.
وقالت إن ثورة الشباب المصرى لا تتبع أيديولوجية بعينها وإنما تضم الليبراليين والاشتراكيين وجماعة الإخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن سالى مور، (32 عاما) طبيبة نفسية قبطية مسيحية يسارية ذات جذور أيرلندية مصرية قولها "أنا أفضل الإخوان المسلمين.. فهم لديهم دائما أجندة خفية، ولا تعلم أبدا كيف سيتصرفون إذا ما اعتلوا مقاليد القوى، ولكنهم بارعون فى التنظيم، ويدعون لدولة مدنية شأنهم شأن الآخرين، لذا دعوهم يشكلون حزبا سياسيا شأنهم شأن الجميع، ولا أعتقد أنهم سيفوزون بأكثر من 10%".
العريان: لا نتفق مع أن الخيارات الوحيدة المتاحة لمصر هى العلمانية والليبرالية والاستبداد
◄ تحت عنوان "ما يريده الإخوان المسلمون"، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا لعصام العريان، القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين طالب فيه بضرورة الإسراع فى عملية "الإصلاح التدريجى" على أن تقوم وفقا لمطالب ملايين المصريين، مشيرا إلى أن التغيير لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، ولكن دعوات التغيير التى من شأنها أن تقود إلى بداية جديدة تتأسس على العدالة والتقدم تحدث.
وقال العريان فى مستهل مقاله، "إن الشعب المصرى كسر حاجز صمته، كما تحدثنا نحن بشكل قاطع، وخلال أسبوعين من المظاهرات السلمية، عكفنا على المطالبة بالتحرير والديمقراطية، وبدأ هذه اللحظة التاريخية فى 25 يناير جماعات من المصريين المخلصين الأقوياء، وتلتزم الجماعة بالانضمام إلى الجهود الوطنية نحو الإصلاح والتقدم".
ومضى يقول "الإخوان المسلمون لطالما روجوا على مدار ثمانية عقود لأجندة الإصلاح التدريجى، وتم إقرار مبادئنا بوضوح منذ بداية الحركة عام 1928، فضلا عن موقفها الذى لا لبس فيه من نبذ العنف، وعلى مدار 30 عاما شكلنا سلميا أكبر تحدى للحزب الحاكم، فى الوقت الذى دافعنا فيه عن الطبقات المحرومة فى محاولة لمقاومة النظام القمعى. وحاولنا مرارا الانخراط فى النظام السياسى، ولكن جميع هذه الجهود رفضت بدعوى أن الجماعة الإسلامية جماعة محظورة منذ عام 1954. ورغم ذلك، نادرا ما يذكر أن المحكمة الإدارية المصرية أقرت فى يونيو عام 1992، أنه لا يوجد أساس قانونى لفسخ الجماعة.
وأضاف قائلا "وفى أعقاب ثورة الشعب، قبلنا دعوات المشاركة فى مفاوضات انتقال السلطة السلمى، وبالفعل اشتركنا مؤخرا مع ممثلى المعارضة فى الاجتماعات الاستكشافية مع النائب عمر سليمان، وأوضحنا خلالها أننا لن نغير أى شئ فى أجندة العامة، فنحن لم نأت بأجندة خاصة بنا، وأجندتنا هى نفسها أجندة الشعب المصرى، الذى أقرها منذ بداية هذه الانتفاضة".
وأشار إلى "أننا نسعى لتحقيق الإصلاح ومراعاة حقوق الجميع، وليس فقط أعضاء الجماعة، وليس فقط المسلمين، ولكن جميع المصريين. ولا ننوى أن نؤدى دورا مهيمنا فى عملية الانتقال السياسى الوشيكة، ولم نرشح أى عضو لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها فى سبتمبر المقبل. ورغم أننا أعربنا عن قبولنا للحوار، إلا أننا نؤكد مطالب العامة، التى ينبغى أن تلبى قبل أى مفاوضات جادة تسفر عن حكومة جديدة، وعلى نظام مبارك أن يظهر التزامه الجاد بتلبية جميع هذه المطالب، أو المضى قدما بعملية التغيير المضمونة".
"ونحن لا نتفق مع الإدعاءات التى تقول إن الخيارات الوحيدة المتاحة أمام مصر هى الديمقراطية العلمانية والليبرالية أو الاستبداد، فالديمقراطية العلمانية الليبرالية فى الولايات المتحدة وأوروبا، والتى ترفض الدين فى الحياة العامة، ليست النموذج الوحيد للديمقراطية الشرعية"، على حد تعبير العريان، الذى قال مضيفا "الدين فى مصر يشكل جزءا هاما من ثقافتنا وتراثنا، وبالنظر إلى المستقبل، نتصور إقامة دولة ديمقراطية مدنية تقوم على المعايير العالمية التى تنادى بالحرية والعدالة، وهى قيم إسلامية بارزة، كما نعتنق الديمقراطية ليس كمفهوم أجنبى ينبغى تطويعه للاتساق مع التقاليد، وإنما بوصفها مجموعة من المبادئ والأهداف تتوافق كليا مع تعاليم الإسلام وتعززها".
وختم مقاله قائلا "ينبغى على طغيان الحكم الاستبدادى أن يفتح المجال للإصلاح الفورى، وأن يظهر التزاما جادا بالتغيير، ويضمن تحقيق الحرية للجميع والانتقال نحو الديمقراطية. وتساند الجماعة بحزم مطالب الشعب المصرى ككل".
روجر كوهين: مصالح الولايات المتحدة تكمن فى نجاح مظاهرات "التحرير"
◄ قال الكاتب روجر كوهين فى مقاله المعنون "مصر وائل غنيم" بصحيفة نيويورك تايمز إن القيم الأمريكية غالبا ما تتنافى مع المصالح الأمريكية، لكن ما يدعو للاستغراب أن ميدان التحرير يعد تجسيدا لتلك القيم ومكانا لتلبية مصالحها، لاسيما وإن إقامة مجتمع قائم على المشاركة من شأنه أن يعيد لمصر مكانتها الحيوية فى العالم العربى، وأن يعيد الأمل للشباب.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة لم تعد لديها القدرة لفرض المزيد من الحلول، ولكن تردد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن مصر لن يكرمه، فقصته أساسها التمكين الذاتى، الذى تكفله أمريكا، فلا ينبغى عليه إذا أن يحرم المصريين من ذلك، ودعاه لإرسال رسالة للمشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والقائد العام للقوات المسلحة مفادها أن مصر فى حاجة للمضى قدما وأن الرئيس آن أن يرحل.
وأشار كوهين إلى إن مصداقية مبارك فى توجيه البلاد نحو انتقال السلطة الديمقراطى منعدمة، ولذا لم يعد هناك خيارات أخرى سوى تنحى مبارك، الذى تتلخص مأساته فى الاستهانة بشعبه، ورأى أن ما تمر به مصر الآن أشبه بعنق الزجاجة، ولكنه الطريق الضيق نحو أيام أفضل.
واشنطن بوستكاتب أمريكى: الـCIA فشلت فى فهم طبيعة عالم المتظاهرين المصريين
◄ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى مقال للكاتب ديفيد أجناتيوس أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـCIA فشلت فى فهم طبيعة الثورة الشبابية التى اندلعت فى مصر وطبيعة المتظاهرين أنفسهم، رغم اتساع نطاق علاقتها فى بعض العواصم العربية مثل تونس والقاهرة وعمان، وقدرتها على القيام بعمليات "أحادية" لمعرفة ما يجرى داخل الدولة المضيفة.
وقال الكاتب إن هذا اللغز المنطوى على كيفية العمل مع المضيفين وفى الوقت نفسه التجسس عليهم، يعد أحد الصعوبات التى تواجه الوكالة فى محاولتها لدراسة ثورة الشباب التى اجتاحت الشرق الأوسط. ورغم أن الـCIA عززت علاقاتها مع أشخاص مثل عمر سليمان، إلا أنها لم تكترث كثيرا بدراسة عالم المتظاهرين.
وأضاف أجناتيوس أن هذا ربما يكون نتيجة لسياسة المخابرات الأمريكية والتى تعرف باسم "كاتش 22" التى استخدمت بشكل كبير خلال العقد الماضى، عندما باتت مكافحة الإرهاب مهمة الـCIA الرئيسية. الوكالة كانت بأمس الحاجة لتوطيد علاقاتها مع وكالات الاستخبارات العربية لتجميع معلومات عن القاعدة، وللحفاظ على هذه العلاقات، تجنبت الوكالة التجسس المحلى. وجندت الوكالة الأمريكية بعض العملاء داخل المؤسسة المصرية وقيل إنهم تمكنوا من توفير معلومات استخباراتية هامة خلال الأيام القليلة الماضية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز
الشباب المصرى أذهل العالم بتطويعه للتكنولوجيا للقيام بثورته
◄ أشادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقرير لها بقدرة الشباب المصرى على تطويع وسائل التكنولوجيا الحديثة فى الترتيب للقيام بثورته السلمية، ومدى حرفيتهم وتنظيمهم، وقالت إن معظمهم ولد تزامنا مع اعتلاء الرئيس مبارك للسلطة قبل 30 عاما، وتمكن أغلبهم من الحصول على شهادات جامعية من كبرى الجامعات، وقضوا حياتهم معترضين على القيود التى تفرضها عليهم الدولة البوليسية، وتعرض بعضهم للاعتقال والتعذيب بسبب ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشباب الذين هزوا أرجاء مصر أغلبهم من المهنيين، والأطباء والمحامين، ومن أطلق عليهم "شباب الفيس بوك"، الذين بقوا مجهولى الهوية فى الغالب خشية الاعتقال أو الاختطاف من قبل الشرطة، ومع ذلك، تسعى الحكومة المصرية لزرع الشقاق بين صفوف الحركة بادعاء أن المسئولين يتباحثون مع بعض من قادتها، لذا ظهروا علنيا لأول مرة لوصف دورهم الخفى.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أنهم كانوا 15 شخصا بينهم، وائل غنيم، المدير التنفيذى لشركة جوجل فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذى اعتقل لمدة 12 يوما، وخرج ليكون المتحدث الرسمى باسم الحركة، وأشادت بمهارة الشباب الذين استخدموا الإنترنت لمراوغة الشرطة السرية، ونشر الشائعات لخداع جواسيس الشرطة، والعمل على "الاختبار الميدانى" فى أحياء القاهرة الفقيرة قبل وضع خطط لمعاركهم، فضلا عن أنهم خططوا مظاهرات أسبوعية للاحتفاظ بقوتهم، وهذا يساعد على شرح مرونة الانتفاضة المفاجئة.
وقالت إن ثورة الشباب المصرى لا تتبع أيديولوجية بعينها وإنما تضم الليبراليين والاشتراكيين وجماعة الإخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن سالى مور، (32 عاما) طبيبة نفسية قبطية مسيحية يسارية ذات جذور أيرلندية مصرية قولها "أنا أفضل الإخوان المسلمين.. فهم لديهم دائما أجندة خفية، ولا تعلم أبدا كيف سيتصرفون إذا ما اعتلوا مقاليد القوى، ولكنهم بارعون فى التنظيم، ويدعون لدولة مدنية شأنهم شأن الآخرين، لذا دعوهم يشكلون حزبا سياسيا شأنهم شأن الجميع، ولا أعتقد أنهم سيفوزون بأكثر من 10%".
العريان: لا نتفق مع أن الخيارات الوحيدة المتاحة لمصر هى العلمانية والليبرالية والاستبداد
◄ تحت عنوان "ما يريده الإخوان المسلمون"، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا لعصام العريان، القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين طالب فيه بضرورة الإسراع فى عملية "الإصلاح التدريجى" على أن تقوم وفقا لمطالب ملايين المصريين، مشيرا إلى أن التغيير لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، ولكن دعوات التغيير التى من شأنها أن تقود إلى بداية جديدة تتأسس على العدالة والتقدم تحدث.
وقال العريان فى مستهل مقاله، "إن الشعب المصرى كسر حاجز صمته، كما تحدثنا نحن بشكل قاطع، وخلال أسبوعين من المظاهرات السلمية، عكفنا على المطالبة بالتحرير والديمقراطية، وبدأ هذه اللحظة التاريخية فى 25 يناير جماعات من المصريين المخلصين الأقوياء، وتلتزم الجماعة بالانضمام إلى الجهود الوطنية نحو الإصلاح والتقدم".
ومضى يقول "الإخوان المسلمون لطالما روجوا على مدار ثمانية عقود لأجندة الإصلاح التدريجى، وتم إقرار مبادئنا بوضوح منذ بداية الحركة عام 1928، فضلا عن موقفها الذى لا لبس فيه من نبذ العنف، وعلى مدار 30 عاما شكلنا سلميا أكبر تحدى للحزب الحاكم، فى الوقت الذى دافعنا فيه عن الطبقات المحرومة فى محاولة لمقاومة النظام القمعى. وحاولنا مرارا الانخراط فى النظام السياسى، ولكن جميع هذه الجهود رفضت بدعوى أن الجماعة الإسلامية جماعة محظورة منذ عام 1954. ورغم ذلك، نادرا ما يذكر أن المحكمة الإدارية المصرية أقرت فى يونيو عام 1992، أنه لا يوجد أساس قانونى لفسخ الجماعة.
وأضاف قائلا "وفى أعقاب ثورة الشعب، قبلنا دعوات المشاركة فى مفاوضات انتقال السلطة السلمى، وبالفعل اشتركنا مؤخرا مع ممثلى المعارضة فى الاجتماعات الاستكشافية مع النائب عمر سليمان، وأوضحنا خلالها أننا لن نغير أى شئ فى أجندة العامة، فنحن لم نأت بأجندة خاصة بنا، وأجندتنا هى نفسها أجندة الشعب المصرى، الذى أقرها منذ بداية هذه الانتفاضة".
وأشار إلى "أننا نسعى لتحقيق الإصلاح ومراعاة حقوق الجميع، وليس فقط أعضاء الجماعة، وليس فقط المسلمين، ولكن جميع المصريين. ولا ننوى أن نؤدى دورا مهيمنا فى عملية الانتقال السياسى الوشيكة، ولم نرشح أى عضو لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها فى سبتمبر المقبل. ورغم أننا أعربنا عن قبولنا للحوار، إلا أننا نؤكد مطالب العامة، التى ينبغى أن تلبى قبل أى مفاوضات جادة تسفر عن حكومة جديدة، وعلى نظام مبارك أن يظهر التزامه الجاد بتلبية جميع هذه المطالب، أو المضى قدما بعملية التغيير المضمونة".
"ونحن لا نتفق مع الإدعاءات التى تقول إن الخيارات الوحيدة المتاحة أمام مصر هى الديمقراطية العلمانية والليبرالية أو الاستبداد، فالديمقراطية العلمانية الليبرالية فى الولايات المتحدة وأوروبا، والتى ترفض الدين فى الحياة العامة، ليست النموذج الوحيد للديمقراطية الشرعية"، على حد تعبير العريان، الذى قال مضيفا "الدين فى مصر يشكل جزءا هاما من ثقافتنا وتراثنا، وبالنظر إلى المستقبل، نتصور إقامة دولة ديمقراطية مدنية تقوم على المعايير العالمية التى تنادى بالحرية والعدالة، وهى قيم إسلامية بارزة، كما نعتنق الديمقراطية ليس كمفهوم أجنبى ينبغى تطويعه للاتساق مع التقاليد، وإنما بوصفها مجموعة من المبادئ والأهداف تتوافق كليا مع تعاليم الإسلام وتعززها".
وختم مقاله قائلا "ينبغى على طغيان الحكم الاستبدادى أن يفتح المجال للإصلاح الفورى، وأن يظهر التزاما جادا بالتغيير، ويضمن تحقيق الحرية للجميع والانتقال نحو الديمقراطية. وتساند الجماعة بحزم مطالب الشعب المصرى ككل".
روجر كوهين: مصالح الولايات المتحدة تكمن فى نجاح مظاهرات "التحرير"
◄ قال الكاتب روجر كوهين فى مقاله المعنون "مصر وائل غنيم" بصحيفة نيويورك تايمز إن القيم الأمريكية غالبا ما تتنافى مع المصالح الأمريكية، لكن ما يدعو للاستغراب أن ميدان التحرير يعد تجسيدا لتلك القيم ومكانا لتلبية مصالحها، لاسيما وإن إقامة مجتمع قائم على المشاركة من شأنه أن يعيد لمصر مكانتها الحيوية فى العالم العربى، وأن يعيد الأمل للشباب.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة لم تعد لديها القدرة لفرض المزيد من الحلول، ولكن تردد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن مصر لن يكرمه، فقصته أساسها التمكين الذاتى، الذى تكفله أمريكا، فلا ينبغى عليه إذا أن يحرم المصريين من ذلك، ودعاه لإرسال رسالة للمشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والقائد العام للقوات المسلحة مفادها أن مصر فى حاجة للمضى قدما وأن الرئيس آن أن يرحل.
وأشار كوهين إلى إن مصداقية مبارك فى توجيه البلاد نحو انتقال السلطة الديمقراطى منعدمة، ولذا لم يعد هناك خيارات أخرى سوى تنحى مبارك، الذى تتلخص مأساته فى الاستهانة بشعبه، ورأى أن ما تمر به مصر الآن أشبه بعنق الزجاجة، ولكنه الطريق الضيق نحو أيام أفضل.
واشنطن بوستكاتب أمريكى: الـCIA فشلت فى فهم طبيعة عالم المتظاهرين المصريين
◄ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى مقال للكاتب ديفيد أجناتيوس أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـCIA فشلت فى فهم طبيعة الثورة الشبابية التى اندلعت فى مصر وطبيعة المتظاهرين أنفسهم، رغم اتساع نطاق علاقتها فى بعض العواصم العربية مثل تونس والقاهرة وعمان، وقدرتها على القيام بعمليات "أحادية" لمعرفة ما يجرى داخل الدولة المضيفة.
وقال الكاتب إن هذا اللغز المنطوى على كيفية العمل مع المضيفين وفى الوقت نفسه التجسس عليهم، يعد أحد الصعوبات التى تواجه الوكالة فى محاولتها لدراسة ثورة الشباب التى اجتاحت الشرق الأوسط. ورغم أن الـCIA عززت علاقاتها مع أشخاص مثل عمر سليمان، إلا أنها لم تكترث كثيرا بدراسة عالم المتظاهرين.
وأضاف أجناتيوس أن هذا ربما يكون نتيجة لسياسة المخابرات الأمريكية والتى تعرف باسم "كاتش 22" التى استخدمت بشكل كبير خلال العقد الماضى، عندما باتت مكافحة الإرهاب مهمة الـCIA الرئيسية. الوكالة كانت بأمس الحاجة لتوطيد علاقاتها مع وكالات الاستخبارات العربية لتجميع معلومات عن القاعدة، وللحفاظ على هذه العلاقات، تجنبت الوكالة التجسس المحلى. وجندت الوكالة الأمريكية بعض العملاء داخل المؤسسة المصرية وقيل إنهم تمكنوا من توفير معلومات استخباراتية هامة خلال الأيام القليلة الماضية.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة