هناء المداح تكتب: الدين لله.. والوطن للعلمانيين!!

الجمعة، 09 ديسمبر 2011 09:43 م
هناء المداح تكتب: الدين لله.. والوطن للعلمانيين!! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من خلال متابعتى لبعض البرامج الحوارية الفضائية التى أرى أنها تُعجِّل بإصابة المصريين بالعديد من الأمراض النفسية والعقلية والجسدية، لما تبثه من سموم فكرية خطيرة بل وقاتلة، لاحظت حدوث صدمة لدى العديد من العلمانيين الذين مللنا أشكالهم وأفكارهم لسنوات طوال، وذلك لأن البساط يكاد يكون سُحِب من تحت أرجلهم بعدما أثبتوا فشلهم فى التأثير على غالبية الشعب الذين انصرف معظمهم عنهم، واتخذوا من التيارات الإسلامية ملجأ وملاذا لهم، سواء بتأييدهم فى انتخابات مجلس الشعب أو بمتابعة قنواتهم الدينية الفضائية، وذلك رغم امتلاك هؤلاء العلمانيين لكل وسائل القوة الناعمة من صحف وفضائيات وسينما ومسرح... إلخ!!

العجيب أن العديد من العلمانيين المصريين باختلاف مهنهم ومواقعهم يعتقدون خطأ أن البلد بلدهم، وأنه لا صوت يعلو فوق أصواتهم التى لا أجد وصفاً مناسباً لها، بزعم أنهم الصفوة أو النخبة المثقفة الثرية المتعددة العلاقات، والمنفتحة على العالم كله بلا أى عُقَد أو ضوابط، متعاملين مع من يخالفهم فى الرأى باعتباره متخلفاً ورجعياً ومرتدا!.. متناسين ومتجاهلين غالبية المصريين من الفقراء والبسطاء والأميين الذين ظلمتهم وأهملتهم كل الأنظمة الفاسدة السابقة، وحرمتهم من أبسط حقوقهم الآدمية للعيش بكرامة وعزة.. هؤلاء البسطاء الذين تعالى العلمانيون واستكبروا عليهم استكبارا، ولم ينزلوا إلى مستوى أفكارهم ومطالبهم، كما أنهم لم يحاولوا الارتقاء بهم وانتشالهم من واقعهم الأليم المحبط والمؤلم!.. بل صنعوا لأنفسهم عالماً خاصاً بهم وتقوقعوا داخله، لا يسمعون إلا أنفسهم ومن على شاكلتهم، ليس ذلك فقط، ولكن وصلت جرأتهم أخيراً إلى حد الهجوم على الغالبية، ووصفها بالجهل، محملين إياها ما آلت إليه الحياة السياسية من صعود كبير للإسلاميين لفت أنظار العالم كله!

يؤسفنى أن أقول إنه فى الوقت الذى كان يخاطب فيه العلمانيون الشعب على الفضائيات وصفحات الجرائد بشفرات وطلاسم ورموز تحتاج إلى فَك وتأويل وتفسير لعجز الكثيرين عن فهمها، كانت مجموعات كثيرة من المنتمين إلى التيارات الإسلامية، فضلاً عن عدد ليس بقليل من المصريين الشرفاء القادرين يتفانون فى خدمة مصر والمصريين بالفعل، لا بالقول فحسب، هؤلاء الأفاضل الذين أبوا أن يعيشوا لأنفسهم ورغباتهم فى الحصول على المال والشهرة والسلطة فقط، بل ساهموا بقدر استطاعتهم فى مساعدة فئات عديدة من الشعب على تحمل أعباء الحياة عن طريق المساهمة فى علاج وتعليم، وتوفير فرص عمل للكثيرين منهم، بالإضافة إلى إطعام المساكين، وتجهيز وتزويج غير القادرين، وغير ذلك من أمور عظيمة يثاب فاعلها فى الدنيا والآخرة خير ثواب.

أيها العلمانيون.. لا تلوموا الشعب بل لوموا أنفسكم لأنكم تسببتم بتوكيل ودعم من الأنظمة الملعونة السابقة فى غيبوبة وعناء الشعب لفترة طويلة، كان وما زال يبحث عن المأكل والملبس والأمن غير عابئ بما كنتم تقولون من أفكار ومطالب عجيبة لا تمثل له شيئاً، حيث تخليتم عنه، ولم تعبروا عن أوجاعه ولم تطالبوا بحقوقه، بل رضيتم أن تكونوا مجرد أبواق للحاكم بأمره ومعاونيه، تنصاعون لأوامرهم وتنفذون ما يملونه عليكم!..

كان لزاماً عليكم أن تعبروا عن الغالبية، وتتألمون لألمها وتثورون لثورتها عندما ثارت فى الخامس والعشرين من يناير، لكنكم وللأسف الشديد آثرتم البقاء فى أبراجكم العاجية المكيفة لتتحدثوا من علٍ بغطرسة واستعلاء واضح للقاصى والدانى، مصرين على التغريد خارج السرب والوقوف طويلاً على حافة الهاوية، ولا نعلم إلى متى؟!!





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد جميل

جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا سيدتى الفاضلة

عدد الردود 0

بواسطة:

كوكو

الدين والوطن للإخوان والسلفيين

عدد الردود 0

بواسطة:

مهمومة بيكى يا مصر

كلام رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

نهله

ربنا يكتر من أمثالك

و الله أنت قلم نظيف و صادق وسط أكذوبة علمانية

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمان محمد البستانى

تحياتى اليكِ استاذة هناء

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو عبد الرحمن

حسبنا الله ونعم الوكيل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الحميد أمين

جزاكـــــــــــــــــــــــــي الله خيراً

اللهم كتر من أمثالك ياااااااااارب العالمين

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد صلاح

ربنا يبارك فيكى يا استاذة هناء

جزاكى الله خيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

سمر

يسلم لسانك

عدد الردود 0

بواسطة:

علياء عريشه

جميل يا أستاذه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة