أرسلت "ا.ا" إلى افتح قلبك تقول: أنا عروسة جديدة تزوجت من 4 شهور فقط، وانتقلت للعيش مع زوجى فى إحدى البلاد العربية، نظراً لظروف عمله ولم يكن هناك تعارف طويل قبل زواجنا، وبالتالى كانت تعاملاتى مع زوجى شبه رسمية حتى فى تليفوناتنا، فكان دايماً بيتهمنى إنى غير رومانسية، وأن دى ممكن تكون مشكله بالنسبة له.
فى يوم من الأيام قبل زواجنا أرسل لى رسالة (جريئة) على الموبايل، فتعجبت جداً ورديت عليه، فإذا به يرد عليا بشكل عنيف، وشعرت أنه أرسل هذه الرسالة لى خطأ، بينما كانت المقصودة هى واحدة غيرى.
وفى مرة تانية اتخانق معايا بسبب إنى غير مهتمة به، فى حين إن فى زميلة له اتصلت به ذاك الصباح لتطمئن هل فطر ولا لأ!!، وفى مرة تالتة بعد جوازنا كنت بارتب هدومه وبافتح شنطه كانت فى شقته الأولى (شقة العزوبية مع أصحابه) فإذا بى ألاقى مايوه حريمى، ولما سألته عنه قال لى أنهم كانوا يوم فى البحر والمايوه ده جاء مع هدومهم عن طريق الخطأ.
ومرة رابعة كان قاعد على النت، وقام ونسى الكمبيوتر مفتوح، فإذا بى ألاقى بنات على الشات كانوا بيكلموه، ولما قلت له قال لى دول بنات محترمين وكويسين جدا، وكانوا عايزين يتعرفوا عليا لما عرفوا إنه أتجوز !!!.
ده غير أرقام تليفونات سيدات كتير على موبايله، ومنهم رقم بيتصل بيه كتير، وبرضه لما واجهته قال لى عادى، دى كلها أرقام تخص الشغل، والرقم ده بالذات بتاع زميله له لازم يخلص معاها شغل بشكل يومى.. وغيره وغيره من المرات والمواقف المريبة أو على أحسن تقدير غير المريحة، لغاية ما قال لى فى يوم انتى كده بتخنقينى ولازم تخففى من مراقبتك ليا شوية عشان مازهقش.
كل ده وأنا بحاول اصدقه دايما، وباكدب نفسى فى أغلب الأحوال، وباقول جايز هو يكون عنده حق وأنا الى ظالماه، لغاية ما جت الصدمة الكبرى..
جاء فى يوم يقول لى إن فى زميله (سابقه) فى العمل، سورية الجنسية تود زيارتنا فى بيتنا للمباركة على الزواج، وهى متزوجة ولديها أطفال، وتريد أن ترد مجاملات سابقة قام بها زوجى لها، فقبلت ورحبت بحسن نية، فإذا بها صغيرة فى السن، وجميلة، وجاءت بمفردها تماماً بدون زوجها أو أى من أولادها، وعرفت أثناء الحوار أنها تركت العمل بسبب مديرة المكان التى اتهمتها زورا وكذبا أنها سيئة السمعة وطردتها من العمل!!...الله أكبر.
أخذت منى رقم موبايلى بزعم أنها تريد أن نكون أصدقاء، ولكنها أبدا لم تكن صادقه، لأنى حاولت الاتصال بها أكثر من مرة، وأرسلت لها رسالة فى العيد ولم تهتم أو ترد هى فى أى مرة، وبعد بعض الوقت فهمت من زوجى أنها هى زميلته فى العمل التى كانت تتصل به لتطمئن على فطوره من عدمه، والتى بالتأكيد اتهمنى بسببها أنى غير رومانسية وعديمة المشاعر وقليلة الاهتمام به.
منذ أيام دخلت على زوجى الغرفة فوجدته يهمس فى الموبايل، وظهر على وجهه أنه تفاجأ عندما رأنى أمامه، فإذا به كان يكلمها، لأنه حاول أن يظهر أمامى أنه لم يكن يخفى مكالمته لها، وقال لها زوجتى معاكى تريد أن تسلم عليكى، فكلمتها وطبعا كانت نبرة صوتها فى التليفون متغيرة وباين عليها أنها متضايقة أنى دخلت فى الوقت ده وقطعت الحوار.
سألته بعد المكالمة ماذا كانت تريد، فقال لى أنها كانت تسأله عن (سباك) كويس، عشان عندها شغل فى بيتها، طبعا كلام لم يدخل عقلى أبداً، خاصة أنها لها زوج يمكنها الاعتماد عليه فى هذا الشأن.
بعدها بدأت ألحظ انه ما من يوم إلا ويتصل بها أو تتصل هى به، وكل ذلك يحدث دائما فى وقت عمله، حتى لا يكون فى البيت وألحظ أنا شيئاً، لا أدرى ما سبب استمرار هذه العلاقة بالرغم من أنها تركت الشركة وأصبحت فى مكان آخر، هل يمكن أن تكون هذه علاقة بريئة؟ أو صداقة قديمة كما يقول؟.
أرسل لكى الآن يا دكتورة لأسألك هل عندى حق فى الشك فى زوجى بعد كل هذا؟ أم أنا شكاكة وبأظلمه وباخنقه زى ما بيقول؟، وهل علاقته بالزميلة دى كده فى حدود الطبيعي؟ ولا مش ممكن كل ده يكون طبيعى زى ما انا حاسه؟، والأهم من ده كله هل أواجهه بكل الى عرفته وباحساسى ناحية الزميله دى؟ ولا اعمل نفسى مش واخده بالى ومش فاهمه حاجه؟، أنا خايفه من أن ظنى يطلع فى محله، وانى لما أواجهه يعترف لى بهذا ويحطنى أمام الأمر الواقع أو يقول لى (هو كده وان كان عاجبك).
مش عارفه إيه الصح أواجهه ولا ماواجهوش، مع العلم أنى مش مرتاحة إطلاقا فى الوضع ده، وبالذات مع استمرار علاقته بالست دى، ومش عارفة أعمل إيه، ممكن تساعدينى؟.
والى (أ) أقول:
كان الله فى عونك ورزقك الصبر، فوضعك ليس بالوضع السهل إطلاقا، حتى وان كانت ليست كل شكوكك فى محلها، فالارتباط بمثل هذا النوع من الرجال أمر شاق ومهلك للأعصاب فى أغلب الأوقات.
تسألينى هل عندك حق فى الشك فى زوجك أم لا؟، وأنا أقول لك أنى أؤمن تماما بما يقال عنه (الحاسة السادسة) لدى المرأة، فالزوجة لديها قدرة فطرية على استشعار تقلب زوجها وتغيره من ناحيتها، وبالذات فى حالة وجود أخرى، فلا أعرف ما هذا الشىء الذى يعمل بقوة فى مثل هذه الأوقات، ويظل يرسل فى إشارات إنذار وتنبيه واستغاثة، حتى تفهم الزوجة أن زوجها فى خطر، وبما إن هذه الإشارات قد وصلتك، وبقوة، إذا فزوجك فى خطر بالفعل، على الأقل فى اعتقادى الشخصى، فمن الممكن أن تكونى ظلمتيه أو اخطأتى فهمه فى مرة من المرات التى تكلمتى عنها سابقاً، لكنى لا اعتقد أبدا انك أخطأتى فى فهم علاقته بهذه الزميلة.
خيب الله ظنى وظنك، وياريت يطلع زوجك (مظلوم)، لكنى سأتكلم معك على أساس أسوأ الفروض، وهو تعلق زوجك بهذه الإنسانة بالفعل، فى هذه الحالة هناك مدرستين، ولكل منهما منهجها الخاص، لكن كليهما تحتاج إلى (طول نفس) وسعة صدر وتحكم فى الأعصاب، وهما:
أما تعملى فيها فعلا مش فاهمة حاجة، وانك الزوجة اللى نايمة على ودانها، وماتعلقيش نهائى على اتصاله بيها أو كلامه عنها، لكن ده طبعا من بره بس، لكن من جوه انتى هاتعملى خطة مضادة، اللى هى انك تشوفى هو عاجبه فيها إيه وتعمليه معاه بالضبط، انتى بتقولى انك عروسه من 4 شهور بس، وده معناه انك ممكن تكونى لسه خجولة مع زوجك إلى حد ما، وانك لسه مش بالانفتاح والبساطة اللى هو عايزها، ده احتمال، احتمال تانى انك تكونى انتى جد شوية وعملية حبتين لكن هى (دلوعة) وأنثوية اكتر فى كلامها معاه، احتمال تالت أنها تكون زى ما قلتى حلوة و(واخده بالها من نفسها حبتين) وحضرتك لأ، ودى الحقيقة ملحوظة معروفة بخصوص أخواتنا اللبنانيات والسوريات أنهم دائمات التجمل والتزين مهما كبرن فى السن، فى حين إننا إحنا المصريات أغلبنا مش كده خااالص، المهم حضرتك هاتشوفى ايه الى فيها و مش فيكى وتحاولى تعمليه، بس بذكاء ومن غير ما تحسسيه انك بتتصنعى شئ، وواحدة واحدة هاياخد باله انك مش ناقصك حاجه من اللى موجودة فيها، فيرجح عقله ويبعد عنها، خاصة انه فى الغالب انه كان يعرفها من فترة، يعنى قبل ما انتى تظهرى فى حياته أساسا، وبالتالى هو ممكن يكون أتعلق بيها كنوع من أنواع الفراغ و الاحتياج العاطفي، استمرى على الحال ده لفترة، مش يوم ولا اتنين، على الأقل شهر شهرين، وشوفى هل تعلقه بيها قل ولا زى ما هو؟، وهل ارتباطه بيكى انتى زاد ولا لأ، لو نجحت الخطة دى يبقى ده معناه أن جوزك من النوع العاطفى الاى بيحتاج إلى وجود حد دايما يهتم بيه ويمده بالمشاعر والأحاسيس، ويبقى انتى كده فهمتى الموضوع.
المدرسة التانية بتاعة (اقطع عرق وسيح دم) ، بتقول إيه؟، بتقول انه طالما شكيتى فى زوجك وعندك أدلة يبقى واجهيه، واعرفى منه الحقيقة، لكن فى الحالة دى لازم يكون عندك الشجاعة أنك تتقبلى فكرة الرضا بالأمر الواقع، أو زى ما انتى قلتى بالضبط (هو كده وإن كان عاجبك)، وفى الحالة دى برضه هاتلاقى نفسك ما بين خيارين، إما الاستمرار معه كزوجة مع علمك بأنه متعلق بغيرك، أو الانفصال عنه وتحمل كل عواقب هذا الانفصال الوخيمة.
أنا عارفه أنى حيرتك، ولم أرد عليكى رد قاطع حتى الآن، لأنى لازم أبصرك الأول بكل الحلول المتاحة عشان تشوفى أيهم أقرب إلى شخصيتك وإلى ما تريدين وما تستطيعين فعله، أما عن رأيى الشخصى فهو: استنفذى كل قدراتك لجذب زوجك فى صفك أولا، قبل التفكير فى مواجهته أو البعد عنه وتركه لأخرى، انتى لسه عروسة، يعنى لسه عندك الوقت والجهد انك تركزى مع زوجك، ومفيش حاجة تانية تشغلك عنه، كمان انتوا لسه ماخدتوش على بعض، ولسه أغراب عن بعض فى حاجات كتير، حاولى تقربى منه و تحببيه فيكى على قدر استطاعتك الفترة الجاية دى، لأنه أكيد لما هايرتاح ويسعد معاكى هايبادلك بالمثل، وممكن جدا يحس انه مش محتاج لغيرك عشان يحس منه بالاهتمام.
وبما إن الزميلة دى متزوجة زى ما بتقولى، يبقى فى أغلب الأحوال العلاقة دى مش هاتدوم طويلاً، لأنه إما هى هاتفوق وضميرها يوجعها، أو هو الى هايفوق ويحاول يتقى ربنا، أو تحصل المصيبة وجوزها يعرف وتنفضح و ضطر إنها تحترم نفسها غصب عنها، إذا فالأمر عمره قصير مهما طال.
أجلى موضوع المواجهة والمشاكل دى شوية _ لأنه طبعا هايكون فى مشاكل ومش هاتعدى كده بسلام_ لغاية ما تحسى فعلاً أنه معندكيش حاجة تانية تعمليها، أو أنه لا فائدة مع زوجك مهما فعلتى.
وهارجع تانى للنقطة اللى بدأت بيها، وهى أن الزواج بهذا النوع من الرجال (الذى يهفو إلى الاهتمام أيا كان مصدره وبصرف النظر عن أى قواعد أو محرمات) شىء متعب، لهذا استعينى بالله دائماً وأبدا فى أن يهدى لك زوجك، ويحفظه من شرور نفسه، وشرور الآخرين، لازم لازم لازم تدعى على طول ومن هنا ورايح (اللهم أصلح لى لزوجى وأصلح زوجى لى وألف بين قلوبنا)، لأنه هو الوحيد القادر على رده إليك، وحفظه من أى غواية فى المستقبل.
للتواصل مع د.هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
