وبعد أن أنهى الصلاة، توجه موسى فى مسيرة سيرا على الأقدام إلى كنيسة مارمينا العجايبى بمنطقة الألف مسكن، وفى طريقه للكنيسة هتف له أهالى المنطقة "الشعب يريد عمرو موسى رئيس"، ومر على أحد مستودعات الخبز وسأل عن توافر الخبز التموينى، ثم صافح الجزار وسأله عن سعر كيلو اللحمة، وبعد أن خرج، قابله أحد المواطنين وقال له "يا عمرو يا فلول أنت فلول يا عمرو" فلوح له موسى بيديه وشكره واستكمل طريقه.
بمجرد دخوله مع شيخ المسجد وعدد قليل من أهالى المنطقة والإعلاميين أغلقت الكنيسة أبوابها، واعتذر شباب الكشافة الكنسية للحضور عن ضيق المساحة بعد أن هتفوا "عايزين ندخل" فى الكنيسة حشد كبير من الآباء الكهنة والقساوسة وبعض الشباب من الكنائس المجاورة يرفعون لافتات بأسماء كنائسهم "السيدة العذراء بعزبة النخل"، والسيدة العذراء بعين شمس، والسيدة العذراء بالمطرية والعذراء بدرياس ومارجرجس بعين شمس الشرقية، وقدمت الكنيسة للحاضرين نبذة عن سيرة موسى الذاتية، ورحب به كاهنها القس إسحاق يعقوب قائلا: نستقبل هذا الرجل الوطنى الذى عرفناه بطلا فى السياسة الخارجية والذى حارب أنظمة لم يكن منسجما معها فافتقدناه فى منصب وزير الخارجية ليتولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية رغما عن أنف الشعب المصرى.
وتحدث موسى قائلا: مصر تمر مرحلة دقيقة للغاية، ولكنها محروسة بكل أبنائها مسلمين ومسيحيين، مضيفا: "لقد حدث خلل كبير فى البلاد وعلينا إعادة بنائها لتكون عونا لنا ونكون نحن جنودها.
وأشار موسى، إلى أن مصر عانت أزمات عديدة ترجع لسوء الإدارة، مطالبا الجميع بالتفاؤل لأن مصر لن تتراجع أبدا مختتما حديثه بـ"عاش الهلال مع الصليب".
وعن برنامجه الانتخابى قال موسى: سأبدأ بحرب على الفساد فى أول 100 يوم من استلامى الحكم، وأعيد هيكلة مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى اهتمام خاص بتحديد حدى أدنى وأقصى للأجور ورفع المعاشات وتخصيص إعانات بطالة للعاطلين عن العمل.
وأكد موسى إنه يولى اهتماما خاصا بالمشروعات القومية خاصة قناة السويس التى يرغب فى تحويلها من مجرد ممر لعبور السفن إلى قلعة صناعية لصناعة السفن ومعداتها تدر ربحا كبيرا على البلاد.
وشدد موسى على ضرورة أن يكون نظام الحكم رئاسيا بعد تحديد سلطات رئيس الجمهورية، لأن الرئيس القادم لن يكون مطلق الحكم، وذلك لإعطاء فرصة للأحزاب السياسية أن تنمو وتستطيع أن تحكم البلاد من خلال نظام برلمانى.
أمام الكنيسة استقبله سكان المنطقة بزفة من الطبل البلدى، ركب على صوتها سيارته التى تدافع حولها الأهالى قبل أن يتجه لجمعية الحواويش الخيرية التى جمعت عددا من الصم والبكم ومترجم الإشارات الخاص بهم للتحاور معه.
وفى الجمعية طالب الصم والبكم موسى بإدراجهم ضمن برنامجه الانتخابى وضرورة توفير فرص عمل تناسب إعاقتهم، فأجاب موسى: ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر يبلغون 10 مليون شخص أى ثمن الشعب المصرى، ولابد من إشراكهم فى الحياة الاجتماعية ولابد أن نساعدهم على الخروج من هذا النطاق الضيق للعالم الواسع.
وطالب موسى باستمرار محاكمات الرئيس مبارك، ورموز النظام السابق، مشددا على سرعة انتهائها فى أقل وقت.
وسلمته إدارة الجمعية درع تكريم ومصحف، قبل أن يغادرها ويتجه لتناول الشاى فى قهوة "بطاطس".














