أستمع لبعض المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية فأراهم يجيبون عن الأسئلة التى توجة إليهم وكأنهم سيملكون مصر، وأنهم سيفعلون كذا وكذا بمنطق كن فيكون.
طبعا هذا خطأ كبير لأن رئيس الجمهورية لدية صلاحيات محدودة، وهو لن يكون شهريار مصر، أتوجه بالرجاء إلى كل المرشحين أن يفهموا ذلك، وأن يؤكدوا للشعب أنهم يعلمون أن القوانين والتشريعات يناقشها ويقرها مجلس الشعب وليس شهريار.
وأستمع لبعض المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية فأراهم يتحدثون وكأنهم فى ندوة لإلقاء المواعظ والتوجيه، ويضيفون إلى ذلك آراءهم الشخصية وحكاياتهم الخاصة، وكما يقال لكل مقام مقال ونحن لا ننتخب رئيس الجمهورية ليتحفنا بآرائه أو يحكى لنا حكايات قبل النوم، نحن ننتخب رئيس الجمهورية ليتابع وينسق العمل الشاق والدؤوب لكل أبناء مصر، كى نؤمن لكل المصريين حياة حرة وكريمة.
نحن لسنا بحاجة لبابا عبده إنما نحن نريد رئيس جمهورية يعمل أكثر مما يتكلم، ونريده أن يكون لماحا لمعرفة الأخطار التى تتعرض لها مصر وأبناؤها، وأن يسارع بالعمل مع كل المؤسسات لدرء الأخطار.
رئيس جمهورية مصر الحديثة هو موظف عام، عليه أن يعلم جيدا أنه ليس فوق المساءلة، وأنه أمامه عمل مبدع وكبير للمساهمة فى انتشال مصر مما هى فيه، وعليه أن يتأكد من عدم وجود جيوب فى الداخلية أو فى أى جهة فى مصر تتعالى على الشعب أو لا تاتمر بأمر الشعب.
مصر الحديثة ستكون دولة قانون وسيطبق قانونها على كل أبنائها دون استثناء أو التفاف أو مناهدة أو ملاوعة، ولا يصح أبدا أن يكون فى مصر فرد واحد فوق القانون، كما لن نسمح أن يكون فيها فرد واحد تحت القانون.
إذا أعجبتك شروطنا فأهلا بك مرشحا محتملا لرئاسة جمهورية مصر الحديثة، وإذا لم تعجبك طلباتنا وتعليمات الوظيفة فنرجوك أن تبقى حيث أنت بعيدا عن العمل العام كرئيس لأم الدنيا.
د.قدرى البدويهى يكتب: رئيس الجمهورية.. ملك أم واعظ أم موظف عام؟
الخميس، 08 ديسمبر 2011 10:21 ص